بقلم : أسماء الحسينى
تستضيف العاصمة السعودية الرياض أواخر الشهر الحالى القمة العربية الـ 29، وتأتى هذه القمة فى وقت تتقاذف الابتلاءات العرب ذات اليمين وذات اليسار، وأيضا فى وقت تحدق بالمنظومة العربية تحديات جسام تتربص بحياة البشر والعرض والأرض وبالهوية والقيم المجتمعية وبالمستقبل.
إن أخطر ما تواجهه المنظومة العربية هذه الأيام هو التشرذم الشديد والإقصاء المقيت والفرقة المدمرة، وحرى بهذه الأمة أن تتعظ وتأخذ العبر من الحقب السوداء التى حلت بها من قبل، وحرى بقادة الأمة أن يعملوا من أجل وحدة القرار، فهى مفتاح حل المشكلات العاصفة التى تضرب جنبات الأمة، فجميع الملفات الملتهبة المطروحة على أجندة قمة الرياض، يكمن حلها فى اتفاق القادة العرب على رؤية واحدة للتعامل مع الملفات المطروحة. الأمر الثانى هو واقعية الرؤية، إذ يجب أن تتسم الحلول التى سيتضمنها البيان الختامى لقمة الرياض المقبلة بالواقعية، إذ أنه لا توجد حلول مثالية، إنما هناك حلول واقعية تنقذ السفينة من الغرق. إن على قمة الرياض أن تعمل على لملمة الشتات الرسمى العربى الراهن، وعلى تجاوز المشاعر الشخصية والأحقاد والأجندات الضيقة والسمو بالعمل العربى المشترك إلى مستوى التحديات المصيرية الجسام التى تتربص بنا جميعا، والتى تنذر بهدم مقدرات هذه الأمة وقيمها وحاضرها ومستقبلها أيضا. إن نظرة سريعة للقمم العربية الأخيرة تفرض على قمة الرياض أن تكون قمة مختلفة فى الشكل والمضمون والمقررات، وهنا تقع على عاتق الدولة المضيفة الكبيرة وعلى عاتق كل المخلصين مسئولية تاريخية نحو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حاضر ومستقبل الأمة فى هذه اللحظة التاريخية الفارقة.
نقلًا عن الاهرام القاهرية