بقلم : أسماء الحسينى
من المؤكد أن رئيس وزراء اثيوبيا آبى أحمد قد فتح بسياساته الإصلاحية وقراراته وتصريحاته الجريئة بوابات شلالات هادرة خطيرة، فمنذ تولى هذا السياسى الشاب مقاليد الحكم فى إثيوبيا فى شهر أبريل الماضي، وهو يقلب أحجارا تاريخية لم يجرؤ من سبقوه على الاقتراب منها، وتصريحاته الأخيرة تبعث على الدهشة والاهتمام والترقب، فقد وجه أصابع الاتهام مباشرة إلى شركة ميتيك التابعة لوزارة الدفاع الإثيوبية، واتهمها بالإهمال وعدم الكفاءة والفشل، وحملها مسئولية عدم إتمام أعمال سد النهضة فى السنوات الخمس المقررة، وقال إنها لا تملك الكفاءة ولا الخبرات الفنية اللازمة للاضطلاع بتنفيذ مشروع ضخم بحجم وأهمية سد النهضة، وخلص إلى أن هذا الفشل أدى الى مطالبة شركة سالينى الايطالية المشرفة على تنفيذ المشروع بغرامات مالية باهظة من الحكومة الإثيوبية والأخطر هو تأجيل إنهاء سد النهضة إلى موعد لاحق لم يحدد. هذه التصريحات تشى بالكثير، وأن الرجل بل وإثيوبيا كلها فى خضم تقاطعات وتباينات إثنية وجهوية ومؤسساتية، وصراعات مراكز قوى داخلية وأطراف إقليمية ودولية، والخوف كل الخوف على مستقبل أمن واستقرار إثيوبيا من تداعيات هذه العوامل المتداخلة التى لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها، كما تشى هذه التصريحات بأن هناك الكثير من الملابسات تحيط ببناء السد الذى قٌتل المهندس المشرف عليه قبل شهر فى ظروف غامضة. لا شك أن زيارة الوفد المصرى رفيع المستوى إلى أديس ابابا قد حملت فى طياتها ضمن ما حملت رسالة واضحة مؤكدة، مفادها أن القاهرة تقف مع السياسات الإصلاحية التى يقودها آبى أحمد والتى حركت ملفات المنطقة فى الاتجاه الصحيح.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع