بقلم : أسماء الحسينى
بعد مرور 7 عقود على تأسيس الجامعة العربية, البيت الجامع للعرب، بات حتميا المسارعة إلى إجراءات لصيانة وتقوية دعائم هذا البيت، الذى تعرض خلال تلك العقود السبعة إلى هزات وزلازل تركت بصماتها بوضوح على كل ركن من أركانه. ولا يمكن المضى فى هذا السبيل دون الاعتراف بأن العرب وبيتهم يتعرضون فى السنوات الأخيرة إلى مؤامرات وضربات متلاحقة تفرض على الجميع الوقوف معا، ليس لصيانة البيت، ولكن من أجل إنقاذه وإنقاذ حياة سكانه. ظلت هذه الأفكار والخواطر ترافقنى إلى القمة الـ 29 التى تحتضنها السعودية، وقد يرى البعض أن تجاوز الجامعة والبحث عن كيان بديل هو الحل، وقد يرى آخرون فى ظل التشرذم الحالى تفصيل كيانات على مقاساتهم، وقد يعتقد بعضهم أن خفض الإنفاق حل لكن فى الحقيقة إن من يفكرون بهذه الطريقة إنما يساهمون فى الإجهاز على ما تبقى من العمل العربى المشترك. والتفكير السليم يفرض على الجميع شجاعة الاعتراف بالمعوقات التى وقفت فى وجه العمل العربى المشترك، ولعل من المفيد هنا أن نتذكر الأهداف التى أنشئت من أجلها الجامعة، وأهمها الحفاظ على استقلال الدول العربية، والحفاظ على مصالحها، وفض المنازعات بينها بالطرق السلمية، والتعاون فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية. إن على المجتمعين فى قمة الدمام إدراك حقيقة أن مصالح كل الدول العربية هى مصلحة واحدة، وأن الجميع فى مركب واحد، وأن ما يصيب أى دولة عربية من ضرر ستعود تداعياته السلبية على الجميع، وأن الحفاظ على بيتهم الجامع هو الحل الأمثل والأجدى بدلا من تضييع الوقت والجهد والمال فى مغامرات غير مأمونة العواقب.
نقلاً عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع