بقلم : أسماء الحسينى
مرحبا بالوفد الشعبى السودانى الذى يزور مصر هذه الأيام، ويضم عددا من قادة الرأى والعلم والثقافة، وقد سعدنا باستقبالهم فى الأهرام. الترحيب واجب برموز اقتربت منها، وأعرف قدرها وقيمتها المهنية والإنسانية، كذلك أعرف مدى احترامهم وايمانهم بالعلاقات بين مصر والسودان، ولعل تلك القناعة هى التى دفعت بهم للقيام بهذه المبادرة الشعبية المهمة فى هذا التوقيت، فالعلاقات بين البلدين أصبحت فى أمس الحاجة إلى تواصل يعيد وصل ما انقطع، ويصل ما ينبغى أن يوصل. إن زيارة هذه الكوكبة الرائعة من رجال الفكر والعمل الشعبى فى السودان لمصر هو حدث مميز يعيد إلى الذاكرة عبق تلك الأيام الزاهرة فى مسيرة العلاقات المصرية السودانية التى كانت فيها منتديات الخرطوم والقاهرة زاخرة بأحداث وأنشطة ثقافية وفكرية وفنية وشعبية تزيد من أواصر المحبة والتفاهم بين الشعبين.
من المؤكد أن أعضاء الوفد الشعبى السودانى يجمعهم إيمان وعقيدة بحتمية الاحترام والتفاهم والتلاقى والتعاون والتلاحم بين شعبى مصر والسودان ومن هنا نقدم باقة حب كبيرة إلى الشعب السودانى العظيم عبر هذا الوفد الكريم الذى يحمله الشعب المصرى رسالة أخوية خالصة مفادها إيمان عميق بحتمية ازدهار واكتمال وتكامل العلاقة بين شعبى وادى النيل، ورسالة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى ألا وهى أن على السياسيين فى الخرطوم والقاهرة قيادة الشعبين لتحقيق هذه الغاية. لقد أثبتت تطورات الأحداث فى السنوات القليلة الماضية أن هناك فراغا كبيرا ومساحات جدباء فى العلاقات بين البلدين، تفاقمت بسبب تراجع دور الفكر والثقافة والفن والنخب وقادة الرأى والمشاركة الشعبية فى العلاقات بين البلدين.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع