بقلم - أحمد عبدالتواب
هل يمكن أن يتورط أحد فى تصديق أن هناك أى منطلقات إنسانية وراء الضربات الصاروخية الأمريكية البريطانية الفرنسية على سوريا فجر أمس الأول (السبت)؟ وهل يمكن أن يُصدِّق المعتدون أن هناك من يثق فى خطابهم الدعائى المكشوف الذى يدين، بعبارات إنشائية دون دليل مادى واحد، ما يزعمون أنه استخدام النظام السورى للسلاح الكيميائى ضد المدنيين السوريين؟ ثم إنه لا يمكن للمتابعين أن ينسوا المعلومات الخطيرة المنشورة منذ سنوات، عن خطة أمريكية جرى بها تهريب السلاح الكيميائى من ليبيا عبر تركيا إلى سوريا حيث جرى تسليمه إلى جماعات إرهابية تابعة لأمريكا، حتى يستخدموه عندما تصدر لهم الأوامر ضد المدنيين السوريين، فتتصنع أمريكا البراءة وتصدر بيانات تدين النظام السوري، ويكون لها مبرر فى الإطاحة ببشار الأسد بتهمة استخدامه أسلحة ممنوعة ضد شعبه! كما أن وثائق هيلارى كلينتون السرية التى تسربت عبر ويكيليكس كشفت عن حماسها لهذه الخطة، فى أثناء توليها وزارة الخارجية، وأنها أقرَّت بأن الهدف هو تحقيق مصلحة إسرائيل بتغيير النظام السورى المتحالف مع إيران! وبرغم أن مصدر المعلومات صحفى بقامة سيمور هيرش، بكل ما هو مشهور به من خبطات صحفية، فلم يصدر أى تعقيب رسمى جاد عليه! فهل كان ترك المعلومات عالقة مقصوداً لسبب أو لآخر؟
يُذكّر أن الضربات الأخيرة تأتى بعد فشل أمريكا وحلفائها على الأرض واضطرار عصابات الإرهاب التابعة لها إلى الاستسلام، كما أن الضربات لم تستند على أى تحقيق يثبت الجريمة السورية المزعومة، بل إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية توجهت بعد ساعات من الضربة لتبدأ تحرى الأمر!!
وكما أن لهذا العدوان مستهدفات غير مُعلَن عنها، فإنه ينطوى على رسائل ضمنية مقصودة، إضافة إلى نتائج موضوعية تترتب بغض النظر عن توقعها من المعتدين. وأما الخوف الحقيقى فهو من دوّامة عنف وعنف متبادَل قد تتسع دوائرها وتشد أطرافاً لا تجيد حساب حساباتها. ولحسن الحظ، فقد نجح الشعب المصرى فى التخلص من حكم الإخوان الذين كانوا على وشك توريط مصر عند تأجج المشكلة فى سوريا، عندما انحازوا مباشرة إلى أمريكا وإسرائيل وقطعوا العلاقات مع سوريا وأعلنوا الجهاد..إلخ.
نقلا ع الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع