بقلم - أحمد عبدالتواب
جريمة الطعن بسكين فى باريس، التى راح ضحيتها مواطن فرنسى برىء مساء السبت الماضى، والتى أعلن تنظيم داعش الإرهابى مسئوليته عنها، تذكرة بمخاطر تبعات اللعب بالنار من طرف الدول الغربية وعدم حسم موقف جاد ضد أفكار الإرهاب ونشاطات الإرهابيين! فهم يرفعون شعارات دعائية تُرضى ضحايا الإرهاب والمتخوفين منه عبر العالم، وتداعب مشاعر الاتجاهات اليمينية المتعصبة فى الغرب. وبينما يُفتَرَض أن يتخذ المسئولون سياسات وإجراءات تتسق مع الشعارات المرفوعة، إذا بهم يسعون إلى إرضاء أعداء الإسلام والمسلمين بالتعنت فى منح تأشيرات دخول لمواطنى الدول الإسلامية، برغم أن هؤلاء هم أول ضحايا فى بلادهم لجرائم الإرهابيين! ثم يستكمل سياسيو الغرب الخطأ المركب، بأن يكونوا عوناً للإرهابيين فى الدول الإسلامية ما داموا يحققون للغرب مستهدفاته، حيث يمدونهم بالسلاح المتطور ويدربونهم عليه، ويكونون لهم غطاء سياسياً ووسيطاً فى المفاوضات إذا لحقت بهم هزيمة..إلخ! .
لقد صار من المُرَجَّح أن هناك خطة شيطانية، تتعمد أن تجعل الباب موارباً بما يسمح بإفلات عمليات إرهابية محدودة فى الغرب، ولاحظ أنه لا يُلقَى القبض على الإرهابيين وإنما تتم تصفيتهم فى موقع الجريمة، دون أن تعترض جمعيات حقوق الإنسان على هدر حق المتهم فى محاكمة عادلة! هذه المجزرة التى يروح فيها ضحايا أبرياء وتتأجج فيها روح التشفى فى قتل الإرهابيين تساعد على تعميق مشاعر الرفض، ليس فقط للإرهابيين وإنما لعموم المسلمين، خاصة مع شن حملات ترويع لمواطنى الدول الغربية من زيادة نسب المسلمين فى مجتمعاتهم مقارنة بإجمالى السكان، وكان آخر هذه الأدبيات ما نشره أول هذا الأسبوع موقع مركز أبحاث جيت ستون، الذى يرأسه جون بولتون أحد أكبر صقور اليمين والذى عُين فى مارس الماضى مستشاراً للرئيس ترامب لشئون الأمن القومى، يحذِّر من أن المسلمين زادوا فى أمريكا بنسبة 40 % خلال خمس سنوات، بين عامى 2010 و2015، فى حين لم تتجاوز زيادة غير المسلمين 5 % عن نفس الفترة. مع الترويج لأكثر آراء المتطرفين سفاهة عن خطة السيطرة الإسلامية بالانتخابات الديمقراطية على البيت الأبيض لأنهم سيصبحون الأغلبية بناء على إيقاع زيادتهم..إلخ.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع