بقلم - أحمد عبدالتواب
توقعتُ من كل الناشطات والنشطاء المطالبين بمساواة المرأة المصرية مع مواطنها الرجل، أن يسارعوا فى الاحتفاء بشكل لائق بمجموعة الباحثات المصريات الشابات الرائعات من جامعة المنصورة اللائى شاركن وحدهن مع أستاذهن فى اكتشاف الديناصور النادر فى الواحات الداخلة فى الصحراء الغربية الذى عاش قبل 80 مليون عام، بعد جهد علمى فائق ودأب غير تقليدى فى اتباع مناهج البحث المعتمدة، بدءا من التنقيب فى الأماكن المرجحة لوجوده فيها، وحتى بعد عثورهن عليه لتحديد فصيلته وزمنه وإجراء مقارنات على قرنائه، ثم تحديد الجانب الذى يُعتبر إضافة علمية فى الموضوع..إلخ. وإلى جانب الإضافات العلمية فى الموضوع، هناك جانب كان جديرا بالاهتمام، عن هذا المجال الذى اقتحمته المرأة المصرية وبزَّت فيه، وعن أستاذهن الدكتور هشام سلام، مدير مركز الحفريات بكلية العلوم جامعة المنصورة، الذى أصر على أن يكون الفريق كله من النساء، وإفصاحه عن رأيه فى أن المرأة أجدر بالعمل فى هذا المجال لصبرها ولدقتها..إلخ، هناك جانب آخر جدير بالتوقف أمامه، وهو صغر سن الباحثات، حتى إن إحداهن فى السادسة والعشرين، إضافة إلى أن بعضهن لم يسبق لهن مغادرة مدينة المنصورة، مما جعل أهاليهن يخشون عليهن من رحلة الصحراء والمكوث فيها نحو الشهر! ولولا تفانى الدكتور سلام فى عمله وإصراره على تكوين فريق العمل منهن، لما وافق الأهل.
وهكذا شاركت المرأة المصرية وحققت سبقا عالميا فى مجال علمى نادر، كان قبل الفتيات المصريات حكرا على الأجانب، كم أنهن أثبتن، مع أستاذهن ومع مجموعة الخبراء الأجانب الذين شاركوا بعد الاكتشاف فى مرحلة جمع الاستنتاجات، أن الديناصور الذى لا يعبر إلا على اليابسة قد انتقل من أوروبا إلى إفريقيا على الأرض، بما يؤكد الرأى القائل باتصال أوروبا بإفريقيا برا فى هذه الحقبة القديمة، فإما أن البحر المتوسط لم يكن موجودا، وإما أنه كان فيه مخاضات يمشى عليها الديناصور فى رحلته من أوروبا إلى إفريقيا، وإما أن مضيق جبل طارق كان أرضا تصل القارتين.
الباحثات المصريات الرائعات، كل التقدير لكن ولأهاليكن ولأستاذكن المحترم الذى قدم الدليل المُفحِم على أهمية مشاركة المرأة فى كل المجالات.
نقلا عن الاهرام القاهرية