بقلم - أحمد عبدالتواب
سوف يتبين حجم الإنجازات الكبرى للعملية الشاملة فى سيناء التى انطلقت فى 9 فبراير الماضي، عندما تُعلَن رسمياً، فى الذكرى الأولى القادمة بعد أيام، جردة شاملة دقيقة لما تحقق خلال العام، تُحدِّد بالأرقام تقلص عدد الجرائم الإرهابية مقارَنة بالأعوام السابقة، وإلى أى مدى انحسر وجود الإرهابيين على الأرض، وكم هجمة قامت بها العملية الشاملة، وكم عدد الإرهابيين الذين سقطوا والآخرين الذين وقعوا فى قبضة الدولة، وكمية الأسلحة المضبوطة ونوعيتها، وكم جريمة إرهابية جرى إجهاضها قبل خروجها..إلخ. ومن المتوقع لمثل هذه المعلومات أن تُصَحِّح بعض الاجتهادات الإعلامية التى من الوارد أن تسقط منها بعض التفاصيل. الرأى العام فى حاجة لمعرفة المعلومات الصحيحة من مصدر موثوق به، مثل القوات المسلحة المنوط بها مسئولية العملية الشاملة، بإجابات تسدّ ثغرات تحاول أن تنفذ منها بعض أبواق الإعلام المعادي، مثل: لماذا اختار الإرهابيون هذا المكان تحديداً ليكون وكراً لهم دوناً عن أى مكان آخر فى مصر؟ ثم كيف تمكنت العملية الشاملة من تدمير منطقهم الذى قامت عليه مؤامرتهم وتحويل ما كان الإرهابيون يظنون أنه مأمن لهم إلى أن يصير مشنقة تلتف حول أعناقهم، ثم معنى وأثر أن تتمكن أجهزة الدولة من الإمساك بزمام المبادرة وأن تستمر فى مفاجأة الإرهابيين. ودون المساس بواجبات السرية التى تحمى الخطط والاستعدادات، فإنه من حق شهداء الوطن فى هذه العملية الشاملة، وفى العمليات الأخري، أن تُعلَن أدوارُهم البطولية على الجماهير، لأن إذاعة هذه البطولات، إضافة إلى ما تنطوى عليه من تقدير للبطل وللبطولة، فإنها تُطمئِن الشعب إلى أن أبناءه قادرون على التصدى وعلى حماية أمن المواطنين وأمن البلاد. ويكفى تذكر التأثير الإيجابى الكبير على الملايين فى الاحتفال بالبطولة الفذة للجنديين الشابين فى سيناء، فى يوليو 2017، عندما انتبها إلى أن السيارة التى تقف أمام دبابتهما تقل إرهابيين مسلحين فدهساها وسحقاها بمن فيها فى ثانية واحدة، فى رد فعل متقن سريع يثبت المستوى المهارى المرتفع للجنود وجدية التدريب الذى يتحصلون عليه.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع