بقلم - أحمد عبدالتواب
تتراكم مكاسب ترامب من أخطاء خصومه، رغم أنهم يسعون إلى إلحاق أكبر أذى به! لأنه يغيب عنهم أن كثيرا من التهم التى يوجهونها له تخرج عن مجالات السياسة التى تحتمل الهجوم الضارى لمجرد الاختلاف فى وجهات النظر، فى سجالات تطول مع تعليق الحسم بمن على خطأ ومن على صواب. بل إنهم يعلنون نوعية من التهم يُشتَرَط فيمن يوجهها أن يكون لديه الأدلة الدامغة، ويقع عليه عبء الإثبات، فإذا لم يفعل انعدم لكلامه الأثر الذى يرجوه، وأما إذا تمادى فهو يُحدِث الأثر العكسى لدى الجماهير التى ترتاب فى صحة الاتهام وفى جدية الطاعنين، بل وقد تتعاطف مع من يتعرض للاتهام.
ومن هذه التهم: تهرب ترامب من الضرائب، وغسله للأموال، وتحصله على عمولات من السعودية ومن غيرها، إضافة إلى التهمة الكبرى بتعاونه مع الروس فى تزوير نجاحه فى الانتخابات..إلخ. وكما تري، فإذا لم يكن هنالك دليل على هذه التهم فهى مجرد لغو، مما يمكن لترامب أن يستفيد منه، ليس بالطبع فى صفوف الرافضين له منذ البدء، ولكن فى توثيق علاقته مع قاعدته التى أوصلته للبيت الأبيض، وكذلك مع الجماهير التى ليس لها خيار ثابت، والتى من المحتمل أن تتأرجح هنا أو هناك، وهى كتلة معتبرة فى أمريكا، يَحسب لها كل السياسيين حسابا لقدرتها على إحداث تغيير نوعى فى اتجاهات التصويت. أضِف إلى هذا أن خصوم ترامب أفادوه فى تجميل أهم عيوبه التى لو استغلوها ضده لبدّدوا إمكانات فوزه مجددا، مثل اندفاعه وتهوره وانفراده باتخاذ قرارات خطيرة دون دراسة أو تمهيد وإطاحته بكبار معاونيه..إلخ! ولكنهم، على العكس من هذا، ساعدوه على أن يبدو وكأنه متزن، فى أمور خطيرة يتعاملون هم معها باستخفاف، مثل قضية سعيهم لعزله، وهو أخطر إجراء يمكن أن يُتخذ فى أمريكا، ولا يستطيع أحد منهم تأكيد إمكانية نجاحهم فى عزله. وأما هو، وباستثناء تصريحاته المستفزة، فيخطط لمعركته الانتخابية القادمة، مما جعله يبدو وكأنه ديمقراطى حكيم حريص على الدستور وعلى الاحتكام إلى الناخبين!
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع