بقلم - أحمد عبدالتواب
هناك خطر كبير من التهوين من الجريمة التى وقعت فى استاد نادى الاسماعيلى الجمعة الماضى من عدد من مشجعيه فى المباراة أمام الإفريقى التونسى، والتى ألقوا فيها زجاجات المياه على أعضاء مجلس إدارة النادى وعلى طاقم التحكيم، بل وذكرت بعض الفضائيات أنهم ألقوا بالطوب أيضاً، وهو ما يجب أن يجرى التأكد منه لأنه يثبت، فى حالة حدوثه، أن النية كانت مبيتة على انتهاك القانون قبل أن تمر المباراة بأى مفاجآت، وهو ما ينفى التعلل بالانفعال التلقائى اللحظى، الذى هو مرفوض أصلاً إذا اقترن بمثل ما حدث. وقد أدى هذا الشغب إلى تأجيل الشوط الثانى لعشر دقائق، ثم لتوقف المباراة تماماً فى الدقيقة 84 لنحو 40 دقيقة، قبل أن يعلن الحكم إلغاءها، بما يترتب عليه من خسارة الاسماعيلى ثم العقوبات المغلظة التى سوف تُوَقَّع عليه نتيجة ما فعله جمهوره. ولم يكتف هؤلاء بهذا بل استمروا فى الشغب فى محيط النادى مما جعل الأمن يؤجل خروج الفريق الضيف لنحو ساعتين ليوفر لهم الحماية الواجبة.
كان المفروض أن يتقبل جمهور الاسماعيلى خسارة ناديه هذه المباراة بروح رياضية، لأنهم يعلمون أن فريقهم يمر بأزمة فى الفترة الأخيرة، وأن نتائجه متراجعة، وكان لومهم ضد مجلس إدارة النادى لعجزه عن العلاج، كما أن أغلب المعلقين اتفقوا على أن الفريق الضيف كان أفضل إجمالاً، بما يعنى أنه يستحق الفوز. وأما ما قيل إنها أخطاء من الحكم، فلقد استقر فى الثقافة الشعبية، نتيجة متابعة المباريات العالمية، أن أخطاء الحكام واردة دائماً وأنها تُعتَبَر بنداً أساسياً فى تفاصيل اللعبة، كما أن لسبل الاعتراض عليها مسارات قانونية، وأن الشغب مدان فى كل الأحوال.
حتى إذا لم تكن هنالك مؤامرة، وبفرض أن المخطئين سذج، فلقد ألحق ما حدث شكوكاً على قدرة مصر على تنظيم بطول الأمم الإفريقية أو غيرها! لذلك يجب أن يكون الحسم رادعاً وسريعاً، وأن تتاح له كل إمكانيات النشر والترويج، لتحذير من قد يفكر فى تكرار الجريمة مستقبلاً
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع