توقيت القاهرة المحلي 09:45:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يحسم انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024؟

  مصر اليوم -

من يحسم انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024

بقلم - منار الشوربجي

الأمريكيون من أصول لاتينية، سيشكلون، على الأرجح، عنصراً حاسماً في انتخابات الرئاسة الأمريكية لهذا العام.

 

فلعلهم من القوى القليلة للغاية التي لم يتضح بعد لأي المرشحَين ستذهب أغلبية أصواتها.

فالانتخابات التمهيدية حُسمت، العام الحالي، قبل أن تبدأ أصلاً في عدد من الولايات. فكل من ترامب وبايدن تغلب على منافسيه، الضعاف أصلاً، فوصلا سريعاً لعدد المندوبين اللازم للفوز، كل بترشيح حزبه. لذلك، بدأت معركة الخريف في وقت مبكر للغاية بين بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي، وترامب، مرشح الحزب الجمهوري.

معنى ذلك أن كلاً من المرشحين لديه فسحة للتنافس، تمتد لسبعة شهور كاملة، قبل أن يذهب الناخبون لصناديق الاقتراع في نوفمبر القادم. غير أن هناك، ولأسباب عدة، ولايات محسومة سلفاً لمرشح أحد الحزبين دون الآخر.

وهناك قوى سياسية بعينها تمنح أغلبيتها أصواتها عادة لحزب دون آخر. ولذلك، فإن كل ما يسعى إليه المرشحان، هو اجتذاب الناخب المستقل، وحفنة قليلة من الولايات غير المحسومة لأحدهما، فضلاً عن عدد محدود من القوى التي ليس من الواضح لأيهما ستذهب أغلبيتها. وهو ما يضع الأمريكيين من أصل لاتيني على رأس القائمة. فقد صاروا قوة مهمة، سيحسب حسابها في الانتخابات القادمة.

والأمريكيون من أصول لاتينية، هم الذين هاجروا للولايات المتحدة من دول أمريكا اللاتينية والكاريبي. ويشكلون اليوم 19 % من السكان، وما يقرب من 14 % من الناخبين.

غير أن هناك مجموعة من الأفكار المسبقة الرائجة بدرجات مختلفة في الإعلام الأمريكي، وتؤدى للتقليل من شأن الدور الذي يمكن أن تلعبه أصواتهم في الانتخابات القادمة.

بل إن الحزب الديمقراطي يضعهم سلفاً في خانته وخانة بايدن. فهناك مثلاً فكرة مؤداها أن الأمريكيين من أصول لاتينية، يحتلون قاع المجتمع الأمريكي، من حيث مستويات الفقر ونوعية الوظائف التي يحتلونها، وهي فكرة تضع تلك الجماعة تلقائياً في خانة الحزب الديمقراطي، الأقرب تقليدياً للعمال، والأكثر دعماً للبرامج الاجتماعية التي تخدم القطاعات الفقيرة.

لكن تلك الفكرة مبنية على الصورة النمطية القديمة، والتي لا ترى تلك الجماعة الإثنية إلا في العمالة الفقيرة في الزراعة والقطاع الخدمي، بينما تشير الأرقام الموثقة إلى أنها الجماعة التي شهدت الانخفاض الأكبر للفقر بين أبنائها خلال العقدين الماضيين. ويخطئ من يتصور أن تلك الجماعة شأنها شأن الأقليات عموماً، تدين تلقائياً بالولاء للحزب الديمقراطي، حزب الأقليات.

فمنذ انتخابات بوش الابن الثانية في 2004، صارت نسبة التصويت للجمهوريين بين الناخبين من أصول لاتينية في زيادة مطردة. ففي ذلك العام، فاز بوش بحوالي 44 % من أصواتهم. أكثر من ذلك، فإن ترامب، الذي طالما استخدم عبارات عنصرية ضد المهاجرين من أصول لاتينية، حصل في 2020 على 39 % من أصواتهم.

ومن بين الأفكار النمطية أيضاً، أن بإمكان المرشحين تجاهل مصالح الأمريكيين من أصول لاتينية، لأن أغلبيتهم لا يميلون للتصويت في الانتخابات العامة. وهي فكرة لا تأخذ في اعتبارها حدوث تحول نوعي في العقد الأخير، إذ ارتفعت نسبة من يقبلون منهم على التصويت بشكل كبير.

وهناك مجموعة من الأولويات لدى تلك الجماعة الإثنية، تجعل نسبة كبيرة منهم تميل للحزب الجمهوري. فأغلبية الأمريكيين من أصول لاتينية، قد يكونون ليبراليين في مجال الاقتصاد، لكنهم محافظون في القضايا الاجتماعية، الأمر الذي يجعل المواقف المحافظة للحزب الجمهوري جاذبة لهم.

وبينما يصور الإعلام تلك الجماعة بأنها لا بد وأنها تؤيد الهجرة والمهاجرين، كون المهاجرين يأتون من بلدانهم نفسها، فإن القراءة الواقعية تشي بمواقف مختلفة تماماً. فمن يعملون منهم في الوظائف البسيطة، يرون أولئك المهاجرين الجدد تهديداً لوظائفهم، بينما تعتبر الطبقة الوسطى منهم ممن يقطنون المدن، أن أولئك المهاجرين مسؤولون عن فوضى الشوارع وانعدام الأمن.

غير أنه يستحيل التعميم على جماعة إثنية مثل الأمريكيين من أصول لاتينية، فهم يختلفون في ما بينهم، بقدر اختلاف خلفياتهم ودولهم. والأكثر أهمية، هو أن 62 % منهم قالوا في الاستطلاعات إنهم لا يدينون بالولاء لأي من الحزبين، وهو ما يعني أن السلوك التصويتي لذوي الأصول اللاتينية، سيظل كالصندوق الأسود حتى يوم الاقتراع العام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحسم انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 من يحسم انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon