توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين ترامب والإعلام الأمريكى

  مصر اليوم -

بين ترامب والإعلام الأمريكى

بقلم - منار الشوربجي

طريقة تعامل الإعلام الأمريكى مع قصة مساعدة الرئيس التي انقلبت عليه كشفت عن جدلية العلاقة بين ترامب والإعلام بدرجة أكبر بكثير من افتتاحيات مئات الصحف الأمريكية التي رفضت اتهام ترامب للإعلام بأنه «عدو الأمريكيين».

فأوماروسا نيومان، حين كانت مساعدة للرئيس بالبيت الأبيض، تولت منصبها بسبب علاقتها الممتدة بترامب قبل توليه الرئاسة، إذ كانت إحدى نجمات برامج الواقع التليفزيونية التي كان ترامب يظهر فيها. وهى كانت السوداء الوحيدة التي تولت مثل ذلك المنصب الرفيع في إدارة ترامب. لكن بعد إبعادها حررت كتابا غطاه الإعلام وصارت شغله الشاغل. فرغم عشرات القضايا الجديرة بالمتابعة بأمريكا فإن إعلامها اللاهث وراء الإثارة والتسلية لتحقيق الربح، انشغل تماما بأوماروسا. وهو بذلك لايزال، منذ الحملة الانتخابية لترامب، داعما فعليا لترامب حتى ولو كان يغطيه سلبيا. فهو لا يتوقف عن تغطية كل شاردة وواردة تعن للرجل، البارع أصلا في توجيه الدفة نحو قضايا لا تهم إلا جمهوره المحدود الذي أعطاه أصواته.

وأوماروسا اتهمت ترامب على شاشات التليفزيون بأنه «عنصرى». وقالت إنها سمعته يستخدم تعبيرا أمريكيا دارجا يعتبر أكثر الألفاظ العنصرية إهانة للسود. ولأن ترامب استخدم علنا منذ حملته الانتخابية تعبيرات مختلفة ذات ملامح عنصرية لا تخطئها العين، فإن الجديد لم يكن فيما قالته أوماروسا وإنما في رد فعل البيت الأبيض. ففضلا عما كتبه ترامب على تويتر من تعليقات استخدمت لغة فجة لإهانة أوماروسا، كان المؤتمر الصحفى الذي عقدته المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أكثر إثارة.

فهى حين سُئلت عما إذا كانت تستطيع أن تضمن ألا يسمع الأمريكيون تسجيلا يحمل صوت رئيسهم وهو يستخدم ذلك التعبير العنصرى، كان ردها بالنفى! فهى قالت: «لم أسمعه أبدا يستخدم ذلك التعبير أو ما يشبهه، ولكننى لا أستطيع أن أضمن أن الرئيس ترامب لم يستخدمه». غير أن ساندرز استطردت مدافعة فقالت إن ترامب قدم الكثير لسود أمريكا، فأكدت أنه أوجد لهم في عام ونصف، هو عمر إدارته، من الوظائف ما يوازى ثلاثة أضعاف ما قدمه لهم باراك أوباما في ثمانية أعوام كاملة. وهى المعلومة الخاطئة التي اضطرت ساندرز في اليوم التالى للاعتذار رسميا عنها.

أهم ما في هذا كله أنه يطيل عمر قصة أوماروسا في التغطية الإعلامية. الجدير بالتأمل أن أوماروسا نفسها لا تحظى بأى مصداقية لدى أي طرف، بما في ذلك الأغلبية الساحقة من السود. فهى طبعا لم تعد تحظى بأى مصداقية لدى جمهور ترامب، الذين لا يهمهم على أي حال أي مما قالته عنه ولن يغير من دعمهم له.

ولأن أوماروسا، التي كانت بجوار ترامب طوال عقد كامل، دافعت عن ترامب أو التزمت الصمت طوال تلك الفترة كلما وجه عبارات مهينة للسود، فإن أغلبية السود يعتبرونها «انتهازية»، لا تبحث سوى عن مصالحها الشخصية حين كانت بالبيت الأبيض أو حين نشرت كتابها. اللافت للانتباه أن الإعلام اهتم بالمثير في القصة، ولم يعط اهتماما مساويا لأخطر ما فيها، إذ ليس واضحا ما إذا كانت أوماروسا وحدها التي بحوزتها تسجيلات صوتية يتم تسجيلها سرا لما يدور بالبيت الأبيض!.

لذلك فإن الضجة اللانهائية التي أثارها الإعلام لم يستفد منها سوى ترامب نفسه الذي حظى طوال تلك الفترة بتغطية لا نهائية لمواقف من المسألة العرقية هو يعلم جيدا أنها تروق لجمهوره، دون باقى الأمريكيين بالضرورة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين ترامب والإعلام الأمريكى بين ترامب والإعلام الأمريكى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon