توقيت القاهرة المحلي 15:52:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة في الأوسكار!

  مصر اليوم -

غزة في الأوسكار

بقلم - منار الشوربجي

احتفالية الأوسكار لهذا العام كانت جد مختلفة. فغزة «التى تبعد آلاف الأميال»، على حد تعبير مجلة فنية أمريكية، فرضت نفسها على الاحتفال حتى قبل أن يبدأ. فمظاهرات الداعمين لوقف إطلاق النار أحاطت بالمسرح وأعاقت دخول الفنانين، فتأخرت الاحتفالية عن موعدها قليلًا، بينما حضر بعضهم يرتدى دبوسًا أحمر اللون يرمز «لفنانين من أجل وقف إطلاق النار». لكن ما دار داخل القاعة كان الأهم. فالمخرج اليهودى البريطانى، جوناثان جليزر، كان، فى تقديرى، نجم الحفل بامتياز، ليس لأنه حصل على جائزة الأوسكار عن «أفضل فيلم دولى»، وإنما بسبب مضمون الكلمة التى ألقاها، والضجيج الصاخب الذى أثارته ولاتزال تثيره حتى كتابة هذه السطور. والمفارقة أن المخرج الذى فاز بالجائزة عن فيلم موضوعه المحرقة النازية لليهود، الهولوكست، كان أكثر من تعرض لهجوم صاخب وإدانات واسعة من أنصار إسرائيل فى أمريكا وخارجها!

فما إن صعد على المسرح لتسلم الجائزة، أعلن جليزر أنه سيلقى كلمة مقروءة، ففهم الجميع أن لديه رسالة محددة أرادها أن تصل للعالم فأعدها سلفًا. ورغم سرعة الإلقاء، كان من الواضح أنه منفعل بكل كلمة. فهو قال إن «كل اختياراتنا» هدفها «مواجهة الحاضر». فمضمونها هدفه «ليس أن نقول انظروا ما فعلوه فى الماضى، وإنما أن نقول انظروا ما نفعله نحن الآن». وأضاف أن فيلمه «يكشف عن أسوأ ما يمكن أن ينتج عن نزع الإنسانية» عن جماعة بشرية، وهو «ما يشكل كل تاريخنا وحاضرنا. والآن، نحن نقف أمامكم كرجال يرفضون أن تُختطف يهوديتهم ويُختطف الهولوكست من جانب احتلال نتج عنه صراع عانى منه كل هذا العدد من الأبرياء».

وما إن انتهى الحفل حتى قامت الدنيا ولم تقعد، إذ تعرض لهجوم شرس وإدانات واسعة. ورغم وضوح الكلمات التى نطق بها جليزر والمعنى المباشر لعباراته، فقد جرى تشويه متعمد لما قال، بل واقتطاع لبعض مفرداته من سياقها لتعنى شيئًا غير الذى قاله حتى يسهل الهجوم عليه. فكما هو واضح، كان جليزر يوجه الاتهام للذين يستغلون مشاعر يهود العالم تجاه الهولوكست بل والهولوكست نفسه لإضفاء الشرعية على الاحتلال، ولنزع الإنسانية عن الفلسطينيين وتبرير الإبادة. والهجوم شنَّه حتى من عملوا معه لإنتاج الفيلم. لكن إدانات أنصار إسرائيل لم تقتصر على ما قاله جليزر وإنما طالت الرجل شخصيًا. فوصفه، مثلًا، أحد أبرز الحاخامات الأمريكيين بأنه «أحمق»، واتهمه بأنه «حين قال إن حرب إسرائيل فى غزة تختطف ذكرى الهولوكست، احتقر أهله وأهان نفسه واستخف بستة ملايين استشهدوا فى الهولوكست». واتهمته بعض المنظمات بأنه «هو الذى اختطف الهولوكست»، واعتبرت أخرى خطابه «مشينًا أخلاقيًا»، بينما انتزعت غيرها بعض مفرداته من سياقها لتزعم أنه «رفض هويته اليهودية وتخلى عنها»، لا أنه رفض اختطافها، كما جاء نصًا فى كلمته. وتخليه المزعوم هذا عن هويته اليهودية فتح الباب لتوجيه الاتهام الجاهز لليهود، الذى اخترعته إسرائيل ليكون المعادل للاتهام بمعاداة السامية لغير اليهود. فقد اتهموا جليزر بأنه «يهودى كاره لنفسه».

والاتهامات لجليزر دفعت آخرين كثرًا للدفاع عنه، فتحول المشهد لصخب إعلامى لايزال مستمرًا، فكانت النتيجة عكس ما أراد لوبى إسرائيل. فالأوسكار حدث فنى يتابعه القاصى والدانى فى العالم ولو من باب الولع بمشاهدة الفنانين أو متابعة أحدث صيحات الموضة على السجادة الحمراء. لذلك، بدلًا من ردع منتقدى إسرائيل، أدى الهجوم على جليزر لفضح ما يتعرض له كل من يجرؤ على انتقاد إسرائيل، حتى لو كان يهوديًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة في الأوسكار غزة في الأوسكار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon