توقيت القاهرة المحلي 22:38:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من غزة لولاية متشجان

  مصر اليوم -

من غزة لولاية متشجان

بقلم - منار الشوربجي

أطلق بايدن، الأسبوع الماضى، تصريحًا مؤداه أن التوصل لوقف إطلاق النار فى غزة سيتحقق خلال أسبوع. وهو التصريح الذى سرعان ما نفته إسرائيل وحماس، ثم تراجع عنه بايدن بنفسه لاحقًا. وبايدن، فى تقديرى، كان يعرف أن اتفاقًا لوقف إطلاق النار لن يتم فى المدة التى حددها. كل ما فى الأمر أن تصريحه كان موجهًا للداخل، إذ جاء قبل ساعات قليلة من الانتخابات التمهيدية بولاية متشجان.

فـ«بايدن» وفريقه كانوا يعلمون أن هناك حملة ضخمة يقودها الأمريكيون العرب والمسلمون فى ولاية متشجان هدفها توصيل رسالة قوية للرئيس مؤداها أنه قد يخسر البيت الأبيض بسبب دعمه غير المشروط لإسرائيل فى حربها ضد المدنيين الفلسطينيين. وولاية متشجان التى توجد فيها نسبة معتبرة من الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين هى أيضًا من الولايات الحاسمة فى الانتخابات الرئاسية. فالفائز فيها، خلال العقد الأخير، فاز بهامش ضئيل للغاية لا يتعدى عشرات الآلاف من الأصوات. فـ«ترامب» هزم هيلارى كلينتون فى الولاية عام 2016 بفارق ضئيل للغاية. ثم هزم بايدن ترامب فى 2020 بهامش ضئيل هو الآخر. لذلك يطلقون على ولاية متشجان وحفنة قليلة من الولايات الأخرى تعبير «الولايات المتأرجحة»، بمعنى أنها ليست مضمونة فى خانة أحد الحزبين، وإنما «تتأرجح» بينهما من عام انتخابات لآخر. لذلك يولى المرشحون أولوية قصوى لتلك الولايات لأنها تحسم المعركة الرئاسية.

ورغم أن فوز بايدن فى الانتخابات التمهيدية بمتشجان كان محسومًا سلفًا، لأن منافسيه الديمقراطيين هذا العام ليسوا منافسين بالمعنى الحقيقى، إلا أن الأمريكيين العرب والمسلمين نجحوا فى توصيل الرسالة. فقد قامت منظمة أنشأوها تدعى «استمع لمتشجان» بإدارة حملة ضخمة دعت الناخبين الديمقراطيين، بدلًا من التصويت لأحد المرشحين، أن يختاروا فى ورقة الاقتراع خيارًا يسمى «غير ملتزم»، وهو يعنى أن من يمثل هؤلاء الناخبين فى المؤتمر العام للحزب ليس ملزمًا بالتصويت لأى من المرشحين. ومرة أخرى، القضية بالنسبة للحملة لم تكن مؤتمر الحزب، المحسوم سلفًا لـ«بايدن»، وإنما تتعلق بالانتخابات ضد ترامب فى نوفمبر المقبل.

ورغم أن هدف «استمع لمتشجان» كان حشد ما يدور حول 10 آلاف صوت أو أكثر بقليل، لأنه عدد الأصوات نفسه الذى فاز به بايدن على ترامب فى 2020، فقد حققت الحملة نتيجة مبهرة، إذ وصل العدد لمائة ألف صوت، وهو ما يعنى بوضوح أن ترامب يمكنه بسهولة الفوز على بايدن، إذا ما قرر هؤلاء المائة ألف أن يُحجموا عن التصويت. تلك هى الرسالة المراد توصيلها. وما جرى فى ولاية متشجان كان تأكيدًا لما كان يعرفه بايدن وفريقه الانتخابى قبل إجرائها. فقد رفضت بعض قيادات الأمريكيين العرب لقاء المسؤولين عن حملة بايدن، ثم قبل بعضهم اللقاء بعد إلحاح الحملة، ولم ينتهِ الاجتماع لنتيجة تُذكر. وسط كل هذه التطورات جاء تصريح بايدن حول وقف إطلاق النار.

والحقيقة أن الغاضبين فى أمريكا من موقف بايدن تجاه غزة ليسوا فقط الأمريكيين العرب والمسلمين. فالشباب المنتمون لحزب بايدن ليسوا أقل غضبًا. وهى مسألة تمثل خطورة، هى الأخرى، يفهمها جيدًا القائمون على حملة بايدن. فالشباب هم الوقود المحرك للحملات الانتخابية، لأنهم الذين يتطوعون لحشد الأصوات والتصدى للدعاية الأكثر صعوبة، والتى تنتقل من بيت لبيت فى الدوائر الصعبة.

والمحصلة فى ظنى أن غزة ستكون بلاشك قضية انتخابية فى معركة الرئاسة. ولأول مرة، قد يكون دعم إسرائيل عبئًا لا مزية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من غزة لولاية متشجان من غزة لولاية متشجان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon