توقيت القاهرة المحلي 11:17:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تهديدات بايدن لنتنياهو.. لماذا الآن؟

  مصر اليوم -

تهديدات بايدن لنتنياهو لماذا الآن

بقلم - منار الشوربجي

بعد نصف عام من الإبادة، أخطر بايدن نتنياهو بأن موقف إدارته من إسرائيل سيتحدد بناء على تقييم أمريكا لما سمّاه «خطوات محددة وملموسة وقابلة للقياس» للتخفيف من «معاناة المدنيين وتعريضهم للخطر، وحماية العاملين فى مجال الإغاثة الإنسانية». وطالبه، فى الاتصال الهاتفى، بمنح فريق التفاوض صلاحيات أوسع تسمح بالتوصل لوقف إطلاق النار وعودة الأسرى. ومع ذلك أكد بايدن لنتنياهو فى نهاية الاتصال أن بلاده تدعم إسرائيل «بقوة» ضد «التهديدات الإيرانية». ولم يحدد بايدن، ولا رموز إدارته، طبيعة التغيير فى السياسة الأمريكية الذى هدد به حال عدم امتثال إسرائيل.

«والاشتراطات» الأمريكية تلك جاءت كلها بعد واقعة مؤسسة «المطبخ المركزى العالمى»، التى اغتالت فيها إسرائيل سبعة يعملون بالمؤسسة فى مجال الإغاثة الإنسانية. وطالبت أمريكا ومعها دول غربية أخرى بفتح تحقيق جاد فى الحادث.

لكن ما يهمنا هو لماذا الآن؟، أى ما الذى جعل بايدن ينتفض متوعدا الآن فقط؟، فهو بنفسه اعترف فى تصريحات عشية واقعة «المطبخ العالمى» أن «تلك ليست حادثة منفردة»، مضيفا أن أعداد الضحايا من العاملين بمجال الإغاثة فى غزة من بين الأعلى فى العالم. فما الذى يجعل أمريكا الرسمية تنتفض الآن بينما لم يسمع لها صوت فى أى من المرات التى استهدفت فيها إسرائيل ما يزيد على 180 من العاملين فى مجال الإغاثة الإنسانية منذ أكتوبر الماضى؟. ثم إن نص ما قاله بايدن لنتنياهو بخصوص رفع «المعاناة الإنسانية وتعريض المدنيين للخطر»، يجعل التصريحات برمتها مثيرة للشفقة. فإدارة بايدن لم تحرك ساكنا حال استشهاد أكثر من 33 ألف مدنى فى غزة، وشاهدت «معاناة» مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون فى مخيمات الإيواء منذ شهور بل ويتعرضون لمجاعة تفرضها إسرائيل عمدا. أكثر من ذلك، فمذبحة مجمع الشفاء الطبى جرت قبل ساعات من واقعة اغتيال أفراد الإغاثة بالمطبخ العالمى، فبررتها أمريكا الرسمية بزعم أن حماس كانت تستخدم المجمع الطبى كمقر لعملياتها ولتخزين الأسلحة. وهو تبرير شككت فى صحته الواشنطن بوست والسى إن إن، اللتان لم يعرف عنهما يوما «التعاطف» مع حماس!، فما الذى جعل الإدارة لا تعتبر ما تعرض له المرضى والطاقم الطبى بالمستشفى من قبيل «المعاناة» التى تحدث عنها بايدن؟، ولماذا لم يعتبر بايدن وفريقه ما جرى فى مجمع الشفاء من قبيل «تعريض المدنيين للخطر»؟!.

ومفتاح الإجابة يكمن بكل تأكيد فى تفاصيل واقعة اغتيال العاملين بالمطبخ العالمى. فالواقعة كانت المرة الأولى التى تستهدف إسرائيل فيها «الأجانب» تحديدا ممن يعملون فى مجال الإغاثة الإنسانية فى غزة. فقد كان بينهم فلسطينى واحد، يعمل سائقا ومترجما للفريق، بينما يحمل الآخرون جنسيات غربية، بمن فيها الأمريكية. فمن المعروف دوليا أن العاملين فى الإغاثة عادة ما تكون أغلبيتهم الساحقة من أبناء البلد الذى تدور فيه الحرب.

وبالنسبة لى، ولقراء هذه الجريدة بكل تأكيد، فإن اغتيال عمال الإغاثة الإنسانية جريمة حرب سواء كان من قضوا فيها من الأجانب أو من الفلسطينيين، وسواء كان هؤلاء الأجانب سبعة أو حتى فردا واحدا فقط. لكن الأمر يختلف كثيرا، على ما يبدو، عند إدارة بايدن والحكومات الغربية التى انتفضت، هى الأخرى، كما انتفض بايدن عند اغتيال الغربيين. فبنفس المنطق الاستعمارى القديم، لا تزال حياة الغربيين أغلى، عندهم، من حياة غير البيض فى كل مكان من جنوب هذا العالم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تهديدات بايدن لنتنياهو لماذا الآن تهديدات بايدن لنتنياهو لماذا الآن



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon