توقيت القاهرة المحلي 07:14:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة.. وحملات الرئاسة الأمريكية

  مصر اليوم -

غزة وحملات الرئاسة الأمريكية

بقلم:منار الشوربجي

فى الوقت الذى تعانى فيه استراتيجية حملة ترامب ارتباكًا ملحوظًا، فإن استراتيجية حملة هاريس، رغم عدم جدتها، قد تعوق فوزها.

فعندما انسحب بايدن، ارتبكت حملة ترامب ارتباكًا وصفه نائبه بـ«اللكمة المفاجئة» لأنها فرضت على الحملة تغيير استراتيجيتها بالكامل لتناسب المنافسة الجديدة. والحقيقة أن نقطة الضعف الأولى فى حملة ترامب هى ترامب شخصيًّا!، فالرجل لا يمكن التنبؤ بأفعاله، ونادرًا ما يستمع إلى مستشاريه، فضلًا عن أنه يعشق الهجوم الشخصى على خصومه بدلًا من الخوض فى تفاصيل القضايا، فلأن الأمريكيين لا يشعرون بتحسن أحوالهم المعيشية، يظل الاقتصاد فى عهد بايدن من أهم نقاط قوة ترامب. لكنه لا يقدم سوى بعض الخطوط العامة لسياسته، ويتهرب من الخوض فى تفاصيلها. أما نقطة القوة الثانية فهى قضية الهجرة لسبب بسيط، وهو أن الرأى العام قد صار ينحو يمينًا تجاه القضية فى السنوات الأخيرة. لكن من نقاط ضعف ترامب أنه لم يعد المرشح الأصغر سنًّا، ولا الذى يمثل «التغيير» كونه كان رئيسًا أصلًا. غير أن أهم نقاط ضعفه على الإطلاق هو ما يُعرف بـ«مشروع ٢٠٢٥». والمشروع يقع فى ٩٢٢ صفحة، وأعدته مؤسسة «هيريتيدج»، أحد مراكز الفكر اليمينية. والمشروع عبارة عن مخطط تفصيلى لحكم البلاد فور تولى ترامب، ويتناول كافة القضايا، بل مؤسسات الدولة. والمشروع شديد الجدلية، إذ يمثل غلوًّا يمينيًّا، ويغير وجه أمريكا تمامًا، ويحولها إلى بلد أوتوقراطى بامتياز. ورغم أن ترامب أنكر مؤخرًا أى علاقة بالمشروع، فقد أثنى عليه قبل سنوات، بينما أكد رئيس «هيريتيدج» أن هدف المشروع هو «مأسسة الترامبية»!، وقد تحول المشروع إلى عبء على ترامب، إذ كلما ازدادت معرفة الناخبين بتفاصيله تراجع دعمهم للمشروع، حتى إنه انخفض بواقع ١٧ نقطة فى أسابيع قليلة، فقد هالت الناخبين، مثلًا، دعوة المشروع إلى طرد الموظفين الفيدراليين ليحل محلهم مَن يعينهم ترامب شخصيًّا، وهو الأمر الذى يعنى بالضرورة أن بيروقراطية الدولة، التى ظلت دومًا ذات طابع غير حزبى، تتحول إلى بيروقراطية مُسيَّسة، مما يقوض العدل والحريات.

أما استراتيجية هاريس، فهى بعد أن اختارت تيم والز بهدف استمالة التيار التقدمى والاتحادات العمالية والمهنية، عادت بسرعة إلى الاستراتيجية الأصلية، التى تقوم على تقديم نفسها كمعبرة عن الوسط السياسى. وتلك استراتيجية ليست جديدة، إذ باتت معتمدة منذ أن نفذها كلينتون عام ١٩٩٢. وهى فى جوهرها تسعى لاجتذاب قطاعات الوسط والمستقلين، بينما تعامل أصوات الأقليات والتقدميين باعتبارها مسلمًا بها كونهم لا يمكنهم التصويت للجمهوريين. لكن تلك الاستراتيجية، التى تعنى عمليًّا تجاهل قضايا التقدميين والأقليات، قد تعوق «هاريس» فيما يُعرف بـ«الولايات المتأرجحة»، خصوصًا مع استمرار الحرب على غزة، فعلى سبيل المثال، أثبت آخر استطلاعات الرأى فى أريزونا وجورجيا ومتشيجان وبنسلفانيا أن أغلبية كاسحة من الديمقراطيين ونسبة معتبرة من المستقلين، (أحيانًا ما تزيد عن الأغلبية البسيطة)، سوف «يتحمسون» للتصويت لـ«هاريس» لو حققت إدارة بايدن وقفًا دائمًا لإطلاق النار فى غزة، بل أثبت استطلاع آخر أن ٥٧٪ من «عموم» ناخبى أريزونا، (أى الديمقراطيين والجمهوريين) و٥٠٪ من «عمومهم» فى جورجيا، و٤٨٪ منهم فى بنسلفانيا يرون أن دعم أمريكا لإسرائيل «مبالغ فيه»، بل هناك مَن يطالبون بفرض حظر على تصدير السلاح لها. وتلك النسب المئوية ذات مغزى بالغ الأهمية، فارتفاع نسبة التصويت فى الولايات المتأرجحة هو الذى سيحسم النتيجة لصالح «هاريس»، فتفوز بالرئاسة، فإذا لم يجد الأقليات والتقدميون حافزًا للتصويت، وقبعوا فى بيوتهم يوم الاقتراع العام، فاز ترامب!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة وحملات الرئاسة الأمريكية غزة وحملات الرئاسة الأمريكية



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon