توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كوارث عالمية بالجملة!

  مصر اليوم -

كوارث عالمية بالجملة

بقلم: منار الشوربجي

بينما العالم مقدم على كارثة مناخية، ويواجه تداعيات حرب أوكرانيا، وقبلها كورونا، إذا بالاحتقان فى آسيا ينذر بتفاقم كل منها.
ففى الوقت الذى يسعى فيه العالم لاستيعاب التداعيات المعقدة لحرب أوكرانيا، باتت الكارثة المناخية واقعًا يعيشه الجميع، وهى لا تقتصر على ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق فى شتى أرجاء المعمورة، وإنما صارت السيول تُغرق مناطق بأكملها كما جرى فى باكستان حين دمرت الطرق مسافة تمتد لأكثر من ألف كيلومتر، والجفاف الذى كنا نسمع عنه فقط فى جنوب العالم صار الواقع فى شماله، فبريطانيا تعانى أسوأ موجة جفاف منذ عام 1935، وألمانيا انخفض فيها منسوب نهر الراين إلى مستوى غير مسبوق، بينما جفّت بحيرة جاردا الإيطالية، حتى إن بنيتها الصخرية صارت مكشوفة، وفى الولايات المتحدة، أدى جفاف نهر كولورادو إلى اضطرار حكومة الولاية إلى توزيع المياه وفق نظام الحصص، ولا يمكن فى الواقع فهم ظاهرة الفيروسات، التى تتفاقم عالميًّا من سارس لكورونا لجدرى القرود بمعزل عن تغير المناخ، والبقية تأتى.

وكأن ذلك كله ليس كافيًا، فإذا برئيسة مجلس النواب الأمريكى، نانسى بيلوزى، تصر على زيارة تايوان رغم إعلان الصين قبل الزيارة أنها تعتبرها خرقًا لسياسة «الصين الواحدة»، التى ألزمت أمريكا نفسها بها. وتلك الزيارة تلتها زيارة أخرى لوفد ثان من أعضاء المجلس نفسه. وكان رد الصين فوريًّا، فهى فرضت العقوبات على «بيلوزى» وأعضاء الكونجرس الذين زاروا تايوان، وكذلك على «الانفصاليين التايوانيين»، كما صارت تُجرى مناورات حول الجزيرة، هى الكبرى من نوعها فى تاريخ الصين، وصفتها بأنها مستمرة حتى إشعار آخر، وأبرز ما فى تلك المناورات كان التدريبات على حصار الجزيرة، والتى تُعد أحد الخيارات الصينية، بخلاف الاجتياح الكامل لتايوان. وأطلقت الصين 11 صاروخًا بالستيًّا، خمسة منها طالت مناطق تحت سيادة اليابان بأمر مباشر من الرئيس الصينى لتوجيه رسالة تحذير إلى اليابان. وتدهور العلاقات بين الصين وأمريكا لم يَطُلِ اليابان وحدها، إذ جرّت الولايات المتحدة معها دولًا أوروبية، فألمانيا أرسلت، للمرة الأولى، 13 طائرة حربية للاشتراك فى مناورات مشتركة فى المنطقة مع أستراليا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية. كما أصدرت الصين «ورقة بيضاء» جديدة بخصوص تايوان اختلفت عن سابقاتها فى أنها لم تقف عند حد التعبير عن الرغبة فى ضم تايوان سلميًّا، كما كان الحال، وإنما منحت جيش الصين الحرية فى استخدام العنف إذا لزم الأمر، فقد قالت نصًّا: «لن نتخلى عن استخدام القوة، ونحتفظ بخيار استخدام كافة الإجراءات المطلوبة». أما الكونجرس، فيناقش مشروع قانون يقضى باعتبار تايوان «حليفًا رئيسيًّا ليس عضوًا بحلف الأطلنطى»، وهو ما قد يمثل خطًّا أحمر بالنسبة للصين لأنه يمثل اعترافًا بسيادة تايوان، التى لم تعترف بها الأمم المتحدة ولا حتى الولايات المتحدة كدولة مستقلة أصلًا!.

وقد دفعت تلك التطورات بالصين إلى التقارب الوثيق مع روسيا. وأرسلت قوة عسكرية ضخمة إلى روسيا قيل وقتها إنها ذهبت للمشاركة فى تدريبات «فوستوك» العسكرية. وذلك التقارب ينذر بعواقب وخيمة تتعلق بتفاقم الحرب فى أوكرانيا، التى صارت أصلًا مسرحًا لحرب غير مباشرة بين دول حلف الأطلنطى وروسيا.

أما تغير المناخ، فبعد زيارات أعضاء الكونجرس لتايوان، أعلنت الصين وقف محادثاتها الجارية مع الولايات المتحدة فى ثمانية مجالات، كان على رأسها تغير المناخ. بعبارة أخرى، توقفت المحادثات بين أكبر دولتين مسؤولتين عن الانبعاثات المُسبِّبة للاحتباس الحرارى. باختصار، يسير العالم نحو مجهول لا نعرف عنه سوى كونه بائسًا بامتياز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوارث عالمية بالجملة كوارث عالمية بالجملة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon