توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين يهدد الحزب الديمقراطية!

  مصر اليوم -

حين يهدد الحزب الديمقراطية

بقلم : منار الشوربجي

الأزمة العميقة التى يعانى منها الحزب الجمهورى مصدرها ليس فقط أنه صار حزب ترامب شخصيًا، وإنما هى أزمة تتعلق بالديمقراطية الأمريكية ذاتها.

فالحزب سمح بأن تلتهمه الشخصنة، حيث ألغى وجوده بنفسه، كحزب له الاستقلالية النسبية المعتادة عن الرئيس المنتمى له، وصار مع الوقت حزب ترامب شخصيًا. فلم تكن مصادفة ألا يصدر الحزب برنامجًا عامًا، ولا اعترض فى مؤتمره على إعطاء مساحة ممتدة لخطب آل ترامب. ورغم التقارير الصحفية التى أكدت، المرة بعد الأخرى، أن رموز الحزب بالكونجرس تنتقد ترامب فيما بينها، ومع الإعلاميين خلف الأبواب المغلقة، إلا أن تلك الرموز لم تستخدم صلاحياتها بالكونجرس أبدا لوضع قيود على حركة الرئيس. وتماهى الحزب الكامل مع ترامب تجسد بشكل خطير بعد هزيمة الرجل فى الانتخابات، إذ ظلت الأغلبية الساحقة من رموز الحزب المنتخبة، الفيدرالية وعلى مستوى الولايات، ترفض الاعتراف بفوز بايدن. فكانت النتيجة أن 73% من ناخبى الحزب صاروا يصدقون أن الانتخابات زُوّرت دون دليل، وهو ما دفع وزير العدل الحالى الذى ظل دومًا مواليًا لترامب، ليعلن بنفسه غياب أى دليل على تزوير الانتخابات. وتلك هى الأزمة العميقة الثانية، أى تهديد الحزب للديمقراطية. فقد دعمت رموز الحزب الدعاوى القضائية التى رفعتها حملة ترامب مطالبة بإبطال النتائج وتغييرها لصالح ترامب. وهى الدعاوى التى خسرها ترامب جميعا، بما فيها الدعويان اللتان رفعتا للمحكمة العليا الفيدرالية، والتى كانت أحدثها تلك التى رفضتها المحكمة الأسبوع الماضى، فقضت على آخر أمل لترامب.

ومواقف الحزب الجمهورى تلك هى الذروة فى سلسلة من الوقائع التى جرت على مدار عقدين ومثلت ازدراء غير مسبوق للقيم الديمقراطية من جانب ذلك الحزب، بل وعودة بالولايات المتحدة قرونًا للوراء. فليس سرًا مثلا أن الحزب الجمهورى قام على مدى أكثر من عقد باختراع قواعد هدفت لحرمان السود من حقهم فى التصويت، تماما كما كان عليه الحال زمن الفصل العنصرى. ورموز الحزب على مدار الشهر والنصف الماضيين لم تتورع عن الانقلاب على إرادة أكثر من 80 مليون ناخب اختاروا بايدن، وهو الموقف الذى دعت بموجبه علنًا بعض قياداته فى الولايات للانفصال عن الولايات المتحدة، بل وصاحبت الدعوة دعوات لناخبى الحزب «للموت فى سبيل المعركة» لتغيير نتيجة الانتخابات لصالح ترامب! وقد أدت مواقف الحزب تلك لانشقاقات واسعة وخروج رموز سياسية وفكرية منه، بل وصار الحزب يعانى إفلاسًا فكريًا بعد أن كانت رموزه على مدار عقود منتجة للأفكار التى ساهمت فى تيار اليمين عمومًا.

لكن مواقف الحزب مستهجنة على نطاق واسع خارجه. فالمحكمة العليا ذات الأغلبية اليمينية الكاسحة، بعد تعيينات ترامب الثلاثة، رفضت موقف الرجل وحزبه من الانتخابات، وهو ما رفضته أيضا الرموز التى انشقت عن الحزب، بينما كتب أكثر من 1500 محام عريضة مطالبين نقابات المحامين بالولايات بإدانة محامى حملة ترامب الانتخابية والتحقيق معهم. وهو ما تزامن مع خطاب مفتوح وقع عليه المئات من ممثلى النيابة، وقضاة سابقين بالمحاكم الفيدرالية والمحاكم العليا بالولايات، قالوا فيه إن رفض المحاكم لدعاوى حملة ترامب، (أكثر من 45 دعوى) كشفت بوضوح عن أن ما تفعله حملة ترامب مجرد «ذريعة لتقويض الثقة العامة بنتائج انتخابات 2020 وهو الذى يقوّض بالضرورة الديمقراطية الدستورية».

أكثر من ذلك، صار المنشقون عن الحزب الجمهورى يدعون لضرورة «استبداله بآخر» بينما صارت رموز فى المؤسسات السياسية المختلفة تعتبره «تهديدًا حقيقيًا للديمقراطية الأمريكية» ذاتها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يهدد الحزب الديمقراطية حين يهدد الحزب الديمقراطية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon