توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وبايدن والمرأة السوداء

  مصر اليوم -

ترامب وبايدن والمرأة السوداء

بقلم : منار الشوربجي

محاولات ترامب للانقلاب على الإرادة الشعبية فى اختيارها للرئيس القادم تتركز تحديدا على إرادة سود أمريكا. فالرئيس الأمريكى الذى رفض الاعتراف بنتيجة الانتخابات التى فاز فيها جوزيف بايدن بفارق كبير ليس فقط فى الأصوات الشعبية وإنما أيضا فى أصوات المجمع الانتخابى، أصرّ على رفع الأمر للقضاء. ورغم أنه خسر حتى الآن ما لا يقل عن العشرين قضية، إلا أن تلك القضايا فى مجملها تركزت على ولايات شهدت حملات تعبئة واسعة لأصوات السود تحديدا أو مدن ذات أغلبية من السود.

ففوز بايدن بولاية جورجيا تحديدا مثّل نقطة تحول بالنسبة للحزب الديمقراطى. فجورجيا واحدة من ولايات الجنوب الأمريكى الذى صار منذ منتصف التسعينيات قلعة للحزب الجمهورى يحظى فيها بدعم صلب. ولئن كان بيل كلينتون قد فاز بالولاية فى انتخابات 1992 إلا أنه ليس كفوز بايدن، لأن كلينتون كان ديمقراطيا ينتمى لولاية أركنسا الجنوبية ونائبه كان آل جور الذى ينتمى لولاية جنوبية أخرى. أما جوزيف بايدن، فهو مثل ولاية ديلاوير بمجلس الشيوخ، بينما بنسلفانيا هى مسقط رأسه. لكن الفضل الرئيسى لفوز بايدن بولاية جورجيا يرجع لحملات شعبية واسعة النطاق تدور رحاها منذ عامين على الأقل هدفت لتسجيل آلاف من السود الذين لم يستخدموا حقهم فى التصويت من قبل، ثم فى انتخابات 2020 قامت تلك القوى المحلية بشن حملة ضخمة لتعبئة سود الولاية عموما للتصويت فى انتخابات الرئاسة والكونجرس، فكانت أصواتهم هى التى منحت بايدن الهامش الضئيل فى عدد الأصوات الشعبية، ففاز بأصوات الولاية بالمجمع الانتخابى، ورغم أن الهامش الضئيل قد أدى، وفق قوانين الولاية لإعادة فرز الأصوات يدويا، إلا أن إعادة الفرز لم تخرج بنتيجة مختلفة ولا القضاء حكم لصالح ترامب فى تلك الولاية.

أما الولايات الأخرى التى ركز عليها محامو ترامب فكانت بنسلفانيا ومتشجان وويسكنسن. وقد كان التركيز تحديدا على المدن، ذلك لأن المدن من ناحية تميل لصالح الديمقراطيين لا الجمهوريين. لكن المدن التى هاجمها ترامب واختارها فريقه تكشف أيضا عن مسعى ترامب لإلغاء أصوات السود تحديدا. فمدينتا فيلادلفيا وبتسبرج بولاية بنسلفانيا، فضلا عن ديترويت بولاية متشجان وميلووكى بولاية ويسكنسن، وكلها يمثل فيها السود أغلبية، شهدت الحملات الشعبية ذاتها التى جرت بولاية جورجيا من أجل تسجيل السود ثم تعبئتهم للتصويت فى انتخابات الرئاسة.

لكن اعتبار السود كتلة واحدة ليس دقيقا ولا يشرح الواقع الأمريكى. صحيح أن نسبة تقترب من 90% من السود أعطوا أصواتهم لبايدن، إلا أن نسبة أصواتهم خصوصا من الرجال التى ذهبت لترامب ارتفعت هذا العام بالمقارنة بنسبة فوزه بينهم عام 2016. وكانت رسالته الانتخابية لجذب أصواتهم تتعلق بالانتعاش الاقتصادى لا بالمسألة العرقية، وهو ما يكشف أيضا عن أن بعض السود لا يتخذون قرارهم الانتخابى على أساس المسألة العرقية وحدها.

لكن الأكثر أهمية من كل ذلك أن الحملات الشعبية الواسعة لتعبئة السود قامت بها فى أغلب الحالات المرأة السوداء، والتصويت الأكثر كثافة فى انتخابات الرئاسة كان للمرأة السوداء لا الرجل. وتلك ليست ظاهرة جديدة بالمناسبة. إلا أنها هذه المرة تعنى بالضرورة أن ترامب يعادى تحديدا المرأة السوداء، وبايدن مدين بفوزه ليس للسود عموما وإنما للمرأة السوداء على وجه التحديد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وبايدن والمرأة السوداء ترامب وبايدن والمرأة السوداء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon