توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يتلاشى أحد الحزبين في أميركا؟

  مصر اليوم -

هل يتلاشى أحد الحزبين في أميركا

بقلم : منار الشوربجي

فى نقاش حول احتمال إنشاء دونالد ترامب لحزب جديد، اعتبر صديقى المتابع عن كثب لما يجرى بالولايات المتحدة أن الخبر يدعو للتفاؤل قائلا «دى أحسن حاجة تحصل للحزب الجمهورى، على فكرة». فكرت طويلا فى تعليقه ثم قلت «المسألة، فى تقديرى، أكثر تعقيدا من ذلك بكثير». فإلى جانب الصعوبات القانونية والإجرائية التى تحول دون جعل حزب جديد منافسا على قدم المساواة مع الحزبين الكبيرين، فالحزب الجمهورى يعانى أزمة كبرى جوهرها التماهى مع ترامب. وحتى بعد رحيل الرجل، يتبنى الجمهوريون المنتخبون أفكاره، بما فيها محاولة الانقلاب على إرادة الناخبين، إذ أيد الفكرة أغلبية أعضاء الحزب بالكونجرس. بل وتسعى تلك الأغلبية لمعاقبة زملائهم الذين خرجوا عليهم. فهناك مثلا حملة لمعاقبة إليزابيث تشينى، إحدى قيادات الحزب، لأنها صوتت لصالح عزل ترامب عقب اقتحام الكونجرس. وتسعى الحملة لتجريدها من موقعها القيادى، ويهدد نواب آخرون بأنهم، حال بقائها بمنصبها، لن يحضروا اجتماعات تترأسها بحكم منصبها القيادى. ورغم أن بعض قيادات الحزب لا تريد عزل تشينى من منصبها، إلا أن تلك القيادات نفسها كانت قد رفضت التصديق على انتخاب بايدن بل ورفضت التصويت لعزل ترامب. الأخطر من ذلك هو الانتقادات والإدانات التى تعرضت لها تشينى، من قيادات الحزب المحلية والناخبين فى دائرتها الانتخابية. وبغض النظر عن نتيجة الحملة فهى ذات دلالة واضحة عن حجم تيار ترامب بالحزب وبين ناخبيه.

أما الحزب بمجلس الشيوخ فيرفض عدد معتبر من أعضائه بل وبعض قياداته النظر أصلا فى عزل ترامب. وزعيم الحزب بالمجلس طالب بتأجيل المحاكمة لأسابيع «لمنح محامى ترامب الفرصة لإعداد دفاعهم». باختصار الحزب الجمهورى بات حزب ترامب، ففتح أبوابه على مصاريعها لقاعدة الرجل الانتخابية.

.. وصار تيار تفوق البيض من أهم قواعد الحزب نفسه والتى يحسب حسابه أعضاؤه بالكونجرس والمرشحون باسمه لكافة المناصب كما تقدم. تلك هى أزمة الحزب الراهنة. لذلك، فإن إنشاء ترامب لحزب جديد، لو افترضنا نجاحه فى المنافسة على قدم المساواة، معناه فقدان الحزب الجمهورى قطاعا مهما من قاعدته الانتخابية الحالية.

لكن أزمة الحزب أعمق من ذلك بكثير. فهو، طوال ثلاثة عقود، كان طاردا لتياره المعتدل، حتى إنه لم يعد موجودا أصلا. واستمر انحراف الحزب مزيدا نحو اليمين. ثم صار بشكل مطرد طاردا للأقليات، باستثناءات قليلة، فتحول مع الوقت لحزب للبيض. لكن الحزب تبنى بعض أفكار التفوق الأبيض منذ أن دعم حركة «حفل الشاى» عام 2009، والتى نشأت أصلا رفضا بالمطلق لوجود رئيس أسود بالحكم. وبتولى ترامب، سيطر التيار على الحزب وانتُخب ممثلون عنه باسم الحزب لمقاعد الكونجرس. أما قيادات الحزب بالمجلسين فقد وقفت وراء ترامب وابتلعت ألسنتها إزاء تجاوزاته ومواقفه الفجة الداخلية والخارجية.

باختصار، فإن إنشاء ترامب لحزب جديد معناه سحب البساط من تحت أقدام الحزب الجمهورى، الأمر الذى يفتح مستقبل الحزب على كل الاحتمالات، بما فيها تلاشيه أصلا من على الساحة السياسية بفقدانه لقاعدته الانتخابية. لكن هناك احتمالا آخر. فلأنها لا تملك ترف التخلى عن تلك القاعدة الانتخابية، فقد تسعى قيادات الحزب للتخلص من ترامب شخصيا، بفجاجة خطابه وعنصريته، مع الإبقاء بهدوء على مواقفه. لكن ترامب لايزال أكثر شعبية بكثير، بين ناخبى الحزب، من تلك القيادات. معنى ذلك أن ترامب، دون الحاجة لإنشاء حزب جديد، قادر على حرمان الجمهوريين من تلك القاعدة الانتخابية بتوجيه بسيط لجمهورها بالامتناع عن التصويت للحزب فى أول انتخابات قادمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يتلاشى أحد الحزبين في أميركا هل يتلاشى أحد الحزبين في أميركا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon