توقيت القاهرة المحلي 08:04:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ترامب» وفلسطين

  مصر اليوم -

«ترامب» وفلسطين

بقلم:منار الشوربجي

عندما وجه «ترامب» انتقادات لاذعة لإسرائيل بعد أشهر من الإبادة الجماعية، وفى خضم الانتخابات التى كان يخوضها، أثار قلق أنصار إسرائيل. لكن بالرغم من أنه يستحيل التنبؤ بما سيفعله «ترامب» بعد دقائق من الآن، ورغم أن لديه ما يحفزه على تجاهل «نتنياهو»، إلا أن دعم أمريكا لإسرائيل لن يتأثر، على الأرجح بهذا أو ذاك.

فليس سرًا أن «ترامب» عصى على توقع مواقفه من القضايا. وليس سرًا أن «نتنياهو» أغضبه بعد انتخابات ٢٠٢٠ الرئاسية. فقبل تنصيب «بايدن» رسميًا فى ٢٠ يناير ٢٠٢١، بعث «نتنياهو» برقية تهنئة للرئيس الجديد، ما أثار حفيظة «ترامب». فرغم الإعلان رسميًا عن هزيمته وفوز «بايدن»، رفض «ترامب» الاعتراف بالهزيمة وسعى بشتى الطرق، حتى يوم تنصيب «بايدن»، للانقلاب على نتيجة الانتخابات. لذلك اعتبر موقف «نتنياهو» نكرانًا للجميل، وزعم أن ما فعله لإسرائيل لم يقدمه لها رئيس أمريكى قبله. وشخصنة القضايا من سمات «ترامب» الذى لا يغفر لمن يعتبر أنهم أساءوا إليه، ويميل للرغبة فى الانتقام مثلما يفضل، فى صنع القرار، الاعتماد على حدسه لا على المعلومات.

لكن المؤشرات الموضوعية تشى بأن أيًا من ذلك لن يؤثر سلبًا على دعم إدارته لإسرائيل. فالمؤشر الأول هو بالضبط العجز عن التنبؤ بردود أفعال «ترامب». فانتقادات «ترامب» لإسرائيل ليست جديدة. فهو فعل الشىء ذاته فى بداية إدارته الأولى إلى الحد الذى أثار قلق مؤيدى إسرائيل فعلًا. ودلالة تغيير مواقفه من إسرائيل تعنى أنها، مثل غيرها من القضايا، لا تهم «ترامب» فى حد ذاتها وإنما ما يهمه هو مصالحه الشخصية وصورته لدى جمهوره الرئيسى.

ومن هنا، فإن الأهم من تلك المواقف اللحظية التى يتخذها «ترامب» هو حزبه وجمهوره. فهو حتى لو أراد فلن يجد فى حزبه من يدعمه للوقوف ضد إسرائيل. أما ما يهمه أصلًا فهو ممولوه الكبار من الصهاينة، والتيار الأصولى المناصر بشدة لإسرائيل. ثم إن ترامب الذى يكره القراءة وكان يتبرم من حجم المجهود الذى يبذله فى إدارته الأولى لن يجهد نفسه فى بحث تعقيدات القضايا. ومن هنا تأتى أهمية مؤشر آخر.

فالرجل، مثلما فعل فى إدارته الأولى، اختار هذه المرة أيضًا فريقًا للسياسة الخارجية من أقوى الداعمين لإسرائيل. وبإمكان فريقه إعادة الدفة نحو الدعم المطلق لإسرائيل متى خرج «ترامب» عن الخط. بعبارة أخرى، فإن لـ«ترامب» مصالح شخصية تخصه تجعله يُمعن فى دعم إسرائيل، ثم أحاط نفسه بفريق ينتمى بعضهم للصهيونية المسيحية وبعضهم الآخر يمارس دعمًا لا محدود لإسرائيل على أساس الطابع الإمبراطورى للسياسة الخارجية.

فـ«ترامب» رشح مايك هاكابى سفيرًا لدى إسرائيل. و«هاكابى» ينتمى لتيار الصهيونية المسيحية، ويدعم، دون مواربة، ضم إسرائيل للضفة وغزة، بل وما يسمى «إسرائيل الكبرى»!، وفى المقابل، لم ينتظر «نتنياهو» انتهاء فترة سفيره الحالى بواشنطن وعين بدلًا منه واحدًا من أعتى المستوطنين وعضوًا بحزب «بن غفير».

ومرشح «ترامب» لمنصب وزير الدفاع، بيت هجسيث، لا يختلف كثيرًا عن «هاكابى» من حيث أفكاره الدينية فى دعمه لإسرائيل. أما تيار المحافظين الجدد الذى يدعم إسرائيل بلا شروط، ولكن على أساس سياسى لا دينى، فقد رشح منهم «ترامب» النائب الجمهورى مايكل والتز مستشارًا للأمن القومى، وماركو روبيو المرشح لمنصب وزير الخارجية. وكلاهما لم يتورع حتى عن استخدام عبارات فجة دعمًا لإسرائيل وسط مذابح غزة.

وكل ما تقدم معناه أن فلسطين من القضايا القليلة التى يُستبعد أن يخرج فيها «ترامب» عن الخط الثابت لسياسة أمريكا الخارجية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ترامب» وفلسطين «ترامب» وفلسطين



GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

GMT 07:43 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المعادلة ليست ميادة أم أصالة

GMT 07:31 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عيد الميلاد المجيد... محرابٌ ومَذبح

GMT 07:30 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المسافات الآمنة!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon