توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا قال «أول رئيس أسود لأمريكا»؟

  مصر اليوم -

ماذا قال «أول رئيس أسود لأمريكا»

بقلم : منار الشوربجي

الأسبوع الماضى حمل مفارقة ذات دلالة كان بطلها «أول رئيس أسود لأمريكا» عشية فتح تحقيق رسمى فى حادث جرت وقائعه العام الماضى بمدينة شيكاغو. فبينما كانت «أنجينيت يانج»، السوداء، تبدل ثيابها فور عودتها من عملها، اقتحمت الشرطة شقتها وقيدتها عارية ثم لفتها بملاءة واقتادتها للمخفر. وقد تبين أن الشرطة اقتحمت شقة يانج بالخطأ بينما كانت فى مهمة للقبض على شخص آخر. والقصة تشبه كثيرا ما حدث مع بريونا تيلور التى اقتحمت الشرطة منزلها بالخطأ أيضا وقتلتها فى سريرها، وذلك قبل مقتل جورج فلويد بشهرين. وفى الحالتين جسد رجال الشرطة البيض العنصرية المؤسسية.

وقد جاءت أنباء فتح شيكاغو التحقيق، بعد أيام من تصريح لباراك أوباما قوبل بانتقادات شديدة وانتهى بتراجعه عما قال. فبينما يدين بايدن بفوزه للسود الذين قادوا حركة التعبئة الواسعة للحشد والتعبئة لصالح بايدن ثم أعطوه أصواتهم بكثافة، خرج «أول رئيس أسود» لينتقد الحركة المناهضة للعنصرية والتى كانت تطالب بما أطلقت عليه «نزع التمويل عن الشرطة». وقد كررت الحركة أن ما قصدته بالشعار لم يكن إلغاء التمويل ولا انتزاعه بالكامل وإنما كان إعادة توجيه الأموال المخصصة لمراقبة أحياء السود، وتؤدى للقتل «بالخطأ» كحالتى يانج وتيلور، بل والزج بأعداد هائلة من السود تحديدا بالسجون لا تقارن بأى جماعة أخرى. كما استهدفت الحركة أيضا تحويل الأموال المخصصة لملاحقة السود ممن يعانون نفسيا، إلى إقامة برامج اجتماعية من تعليم ورعاية صحية، خصوصا فيما يتعلق بالصحة النفسية.

غير أن أوباما، الذى لم يتورع طوال فترة حكمه عن تقريع السود، واعتبارهم مسؤولين عما يعانونه، تماما مثلما يفعل قطاع مهم من القيادات البيضاء، صرح قائلا «إنك حين ترفع شعارا مثل انتزاع أموال الشرطة فإنك فى اللحظة نفسها تخسر قطاعا كبيرا من الجمهور»، معتبرا أن الأفضل أن يكون شعارك مثلا «إصلاح جهاز الشرطة حتى يصبح عادلا تجاه كل الأمريكيين». والحقيقة أن الجمهور الذى كان يتحدث عنه أوباما هو بعض، وليس حتى كل، البيض الذين ينتمون لليمين، والمؤمنين بأن حركات السود ذهبت بعيدا فى مطالبها التى تدعم الأقليات على حسابهم. وقد تعرضت تصريحات أوباما لانتقادات حادة من الحركة ومن القيادات الشابة بالكونجرس معتبرين أن أوباما كان ينتقد حركة «حياة السود مهمة» التى تظل من أهم الحركات الاجتماعية التى شهدتها أمريكا مؤخرا، ومتهمين الرجل بأن كل ما يهمه هو طمأنة البيض. فتراجع أوباما قليلا عما قاله، مؤكدا أنه بالنسبة له فإن «القضية ليس طمأنتهم» وإنما هى «أن نستخدم لغة دقيقة» تعبر عن المطالب المشروعة. ثم أنكر أوباما أنه كان يوجه انتقاده لحركة «حياة السود مهمة»، مغدقا الثناء عليها بقوله إنها حركة شابة تتسم قياداتها، وهى نسائية بالمناسبة، «بالشجاعة والحصافة الاستراتيجية» وأن ما قامت به قد «فاق بكثير أى شىء فعلته وأنا فى عمرهم»، مضيفا أن الحركة نجحت فى أن تحدث تغييرا فى النقاش العام لم أكن أتصور إمكانية حدوثه حتى قبل عامين.

المفارقة أن حركة «حياة السود مهمة» نشأت أصلا فى عهد أوباما، لا ترامب، حين خرج الآلاف احتجاجا على سلسلة وقائع عنف الشرطة البيضاء ضد السود وانتهت بمقتل الكثير من الضحايا. ليس ذلك فقط، فأوباما لم يقم طوال مدة حكمه «بالإصلاح» الذى يتحدث عنه إلا فى حدود ضئيلة للغاية لا تتناسب مع حجم المحنة التى يعانى منها سود أمريكا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا قال «أول رئيس أسود لأمريكا» ماذا قال «أول رئيس أسود لأمريكا»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon