توقيت القاهرة المحلي 01:27:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا قال «أول رئيس أسود لأمريكا»؟

  مصر اليوم -

ماذا قال «أول رئيس أسود لأمريكا»

بقلم : منار الشوربجي

الأسبوع الماضى حمل مفارقة ذات دلالة كان بطلها «أول رئيس أسود لأمريكا» عشية فتح تحقيق رسمى فى حادث جرت وقائعه العام الماضى بمدينة شيكاغو. فبينما كانت «أنجينيت يانج»، السوداء، تبدل ثيابها فور عودتها من عملها، اقتحمت الشرطة شقتها وقيدتها عارية ثم لفتها بملاءة واقتادتها للمخفر. وقد تبين أن الشرطة اقتحمت شقة يانج بالخطأ بينما كانت فى مهمة للقبض على شخص آخر. والقصة تشبه كثيرا ما حدث مع بريونا تيلور التى اقتحمت الشرطة منزلها بالخطأ أيضا وقتلتها فى سريرها، وذلك قبل مقتل جورج فلويد بشهرين. وفى الحالتين جسد رجال الشرطة البيض العنصرية المؤسسية.

وقد جاءت أنباء فتح شيكاغو التحقيق، بعد أيام من تصريح لباراك أوباما قوبل بانتقادات شديدة وانتهى بتراجعه عما قال. فبينما يدين بايدن بفوزه للسود الذين قادوا حركة التعبئة الواسعة للحشد والتعبئة لصالح بايدن ثم أعطوه أصواتهم بكثافة، خرج «أول رئيس أسود» لينتقد الحركة المناهضة للعنصرية والتى كانت تطالب بما أطلقت عليه «نزع التمويل عن الشرطة». وقد كررت الحركة أن ما قصدته بالشعار لم يكن إلغاء التمويل ولا انتزاعه بالكامل وإنما كان إعادة توجيه الأموال المخصصة لمراقبة أحياء السود، وتؤدى للقتل «بالخطأ» كحالتى يانج وتيلور، بل والزج بأعداد هائلة من السود تحديدا بالسجون لا تقارن بأى جماعة أخرى. كما استهدفت الحركة أيضا تحويل الأموال المخصصة لملاحقة السود ممن يعانون نفسيا، إلى إقامة برامج اجتماعية من تعليم ورعاية صحية، خصوصا فيما يتعلق بالصحة النفسية.

غير أن أوباما، الذى لم يتورع طوال فترة حكمه عن تقريع السود، واعتبارهم مسؤولين عما يعانونه، تماما مثلما يفعل قطاع مهم من القيادات البيضاء، صرح قائلا «إنك حين ترفع شعارا مثل انتزاع أموال الشرطة فإنك فى اللحظة نفسها تخسر قطاعا كبيرا من الجمهور»، معتبرا أن الأفضل أن يكون شعارك مثلا «إصلاح جهاز الشرطة حتى يصبح عادلا تجاه كل الأمريكيين». والحقيقة أن الجمهور الذى كان يتحدث عنه أوباما هو بعض، وليس حتى كل، البيض الذين ينتمون لليمين، والمؤمنين بأن حركات السود ذهبت بعيدا فى مطالبها التى تدعم الأقليات على حسابهم. وقد تعرضت تصريحات أوباما لانتقادات حادة من الحركة ومن القيادات الشابة بالكونجرس معتبرين أن أوباما كان ينتقد حركة «حياة السود مهمة» التى تظل من أهم الحركات الاجتماعية التى شهدتها أمريكا مؤخرا، ومتهمين الرجل بأن كل ما يهمه هو طمأنة البيض. فتراجع أوباما قليلا عما قاله، مؤكدا أنه بالنسبة له فإن «القضية ليس طمأنتهم» وإنما هى «أن نستخدم لغة دقيقة» تعبر عن المطالب المشروعة. ثم أنكر أوباما أنه كان يوجه انتقاده لحركة «حياة السود مهمة»، مغدقا الثناء عليها بقوله إنها حركة شابة تتسم قياداتها، وهى نسائية بالمناسبة، «بالشجاعة والحصافة الاستراتيجية» وأن ما قامت به قد «فاق بكثير أى شىء فعلته وأنا فى عمرهم»، مضيفا أن الحركة نجحت فى أن تحدث تغييرا فى النقاش العام لم أكن أتصور إمكانية حدوثه حتى قبل عامين.

المفارقة أن حركة «حياة السود مهمة» نشأت أصلا فى عهد أوباما، لا ترامب، حين خرج الآلاف احتجاجا على سلسلة وقائع عنف الشرطة البيضاء ضد السود وانتهت بمقتل الكثير من الضحايا. ليس ذلك فقط، فأوباما لم يقم طوال مدة حكمه «بالإصلاح» الذى يتحدث عنه إلا فى حدود ضئيلة للغاية لا تتناسب مع حجم المحنة التى يعانى منها سود أمريكا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا قال «أول رئيس أسود لأمريكا» ماذا قال «أول رئيس أسود لأمريكا»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:05 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن
  مصر اليوم - نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon