توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كامالا هاريس وآل كلينتون!

  مصر اليوم -

كامالا هاريس وآل كلينتون

بقلم:منار الشوربجي

تصريحات كامالا هاريس بخصوص غزة تكشف عن استراتيجيتها الانتخابية، فحين سُئلت عما إذا كانت ستُحدث تغييرًا فى سياسة إدارة بايدن أجابت بالنفى، كما أجابت بالنفى عن سؤال يتعلق بحظر المساعدات العسكرية لإسرائيل أو جعلها مشروطة.

والحقيقة أن تلك الاستراتيجية كانت واضحة منذ أيام المؤتمر العام، فبمشاهدة وقائعه وجدت نفسى إزاء حملة بيل كلينتون للرئاسة عام ١٩٩٢!، فبعد أن اختارت التقدمى تيم والز نائبًا لها، انطلقت «هاريس» فورًا، كما كتبت هنا منذ أسابيع، تتحرك نحو يمين حزبها، بل انحرفت يمينًا حتى بالنسبة لمواقفها شخصيًّا. وبيل كلينتون كان أول مَن ابتدع تلك الاستراتيجية. وهى تقوم على فكرة مؤداها أن الفوز بالمنصب لا يمكن أن يتحقق دون الفوز بالوسط السياسى- الذى ينحو يمينًا منذ عقود. وعليه، فلابد للحملة أن تقدم رسالة انتخابية تستجيب لمصالح ذلك القطاع من الناخبين. ثم إن تمويل الحملة الانتخابية يحتاج لاستمالة ولو بعض قطاعات أصحاب الأموال والشركات الكبرى، بما يعنى ضرورة الاستجابة لمصالحهم أيضا. ومن هنا، مثلت حملة بيل كلينتون تحولًا نوعيًّا اختلف عن حملات الديمقراطيين الذين سبقوه، فقد سعت حملته لاجتذاب تلك القطاعات. أما قاعدة الحزب الأساسية، من العمال والأقليات، فقد اعتبرتها الحملة مسلمًا بها، كونها لا تملك التصويت للحزب الآخر حفاظًا على مصالحها. وقد نجح كلينتون وقتها فى الحصول على أصوات المستقلين ويمين الوسط، بل نجح فى استقطاب قطاع مهم من الشركات والمؤسسات الكبرى فى القطاع المالى لتمويل الحزب الديمقراطى. لكن تلك الاستراتيجية كانت، بالمناسبة، هى المسؤولة عن خسارة نسبة معتبرة من قطاعات العمال، والتى استغلها ترامب بعد عقود وكانت وراء فوزه!.

لكن يبدو أن كامالا هاريس لم تستوعب الدروس المختلفة لحملة هيلارى كلينتون الفاشلة فى ٢٠١٦، فالولايات المتحدة فى ١٩٩٢ ليست هى نفسها فى ٢٠١٦، ومن باب أولى فى ٢٠٢٤. فالفارق الأساسى بين التسعينيات والألفية الجديدة هو الاستقطاب السياسى الحاد الذى صارت تعانى منه أمريكا، والذى يجعل تلك الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر، فى بلد يستخدم الانتخاب غير المباشر لمنصب الرئاسة .

 

.. فالناخب الأمريكى لا يعطى، من الناحية الفعلية، صوته للمرشح الرئاسى الذى يفضله، وإنما يعطيه لما يسمى «المجمع الانتخابى»، الذى يختار بدوره الرئيس الجديد. وأصوات الناخبين تترجم لأصوات فى المجمع الانتخابى فى كل ولاية على حدة. لذلك، فهى ليست مصادفة أنه لا الناخب الأمريكى ولا العالم كان يشعر بدور المجمع الانتخابى قبل بداية الألفية الجديدة، ذلك لأن أمريكا لم تكن تعانى استقطابًا وقتها، فالاستقطاب يجعل القاعدة الانتخابية لكل حزب ذات أولوية قصوى، ويجعل للمجمع الانتخابى أهمية كبرى، فالاستقطاب يجعل هامش الأصوات الشعبية بين المرشحَين ضئيلًا، لكن أصوات الفائز منهما تترجم فى المجمع الانتخابى إلى «كل» أصوات الولاية. معنى ذلك، أنه لو امتنعت قطاعات من القاعدة الانتخابية لأحد المرشحَين عن التصويت أصلا، يفوز منافسه. وهو بالضبط ما حدث مع هيلارى كلينتون. وهذا هو نفسه الدرس الثانى. فهيلارى هيلارى فشلت، وقتها، فى أن تلهم قطاعًا واسعًا من جيل الشباب فلم يتحمسوا للتطوع لدعم حملتها ولا للتصويت لها.

لذلك كله، فإن الامتناع عن التصويت لهاريس فى عدد محدود للغاية من الولايات الحاسمة معناه أن تخسر «كل» أصوات الولاية فى المجمع الانتخابى. ومن الولايات الحاسمة متشجان ذات القطاع المعتبر من الناخبين المسلمين والأمريكيين العرب. أما جيل الشباب، فالواضح أن قطاعًا منهم على الأقل صار الموقف من غزة يعنيهم كثيرًا. وهنا تكمن المخاطرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كامالا هاريس وآل كلينتون كامالا هاريس وآل كلينتون



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon