توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شرعية الانتخابات الأمريكية!

  مصر اليوم -

شرعية الانتخابات الأمريكية

بقلم : منار الشوربجي

لعلها المرة الأولى فى تاريخ أمريكا التى يشكك فيها رئيس فى الحكم فى شرعية انتخابات رئاسية هو مرشح فيها وقبل أن تنعقد أصلا. فبينما لم يتبق على يوم الاقتراع سوى أسابيع ستة، صارت تلك القضية تتصدر الجدل العام فى واشنطن.

فالرئيس ترامب لا يلبث أن يكرر المرة بعد الأخرى رفضه أن يعلن بوضوح أنه سيقبل بنتيجة الانتخابات القادمة وبانتقال السلطة سلميا، من الرئيس الذى فى السلطة، إلى ذلك الذى فاز لتوه فى الانتخابات. فترامب كلما سئل ذاك السؤال يرفض الإجابة بنعم، وكثيرا ما يدلف للتشكيك فى النتيجة مؤكدا أنها ستكون مزورة، ما لم يفز فيها!. والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولى التى يتبنى ترامب فيها ذلك الموقف. ففى انتخابات 2016 ظل الرجل يؤكد أن الانتخابات الرئاسية سيتم تزويرها، إلى أن فاز بأصوات المجمع الانتخابى، فتلاشى تماما كل حديث عن مثل ذلك التزوير!. والرئيس ترامب، هذه المرة، يتهم نظام التصويت بالبريد بأنه حيلة للتزوير، مشيرا تارة إلى أن مئات الآلاف من الأصوات سترسلها الصين ودول أخرى بالبريد بهدف هزيمته أو وأن مئات الآلاف من الذين ليس لهم حق الانتخاب سيدلون بأصواتهم، تارة أخرى، فضلا عن الإشارة إلى أن بطاقات الانتخابات من الممكن طبعها وإرسال الملايين منها للأشخاص أنفسهم حتى يصوتوا مرات متعددة لمنافسه. والقضية هنا لا علاقة لها بأن الكثير مما يقوله ترامب لا أساس له من الحقيقة، ذلك لأن أنصاره على استعداد لتصديق ما يقوله مهما بدا غير منطقى، وهو الأمر الذى يفتح الباب على مصراعيه لعنف هائل فى الشوارع لو انهزم ترامب فعلا.

لكن الخطورة هنا ليست مجرد ما يقوله ترامب علنا ويؤمن به أنصاره من الناخبين. فقد تبين مؤخرا أن حملته الانتخابية نفسها تخطط منذ البداية لاحتمالات هزيمته عبر بدائل مختلفة لضمان احتفاظه بالبيت الأبيض حتى لو انهزم. فقد تسرب للإعلام أن حملة ترامب تعد بدائل أخرى، منها مثلا التنسيق مع بعض الولايات التى يتمتع فيها الجمهوريون بالأغلبية باختيار أعضاء المجمع الانتخابى لصالح ترامب حتى لو فاز بايدن فى الولاية بأصوات الناخبين. وهذا البديل رغم أنه لا يخالف الدستور، إلا أنه لم يحدث منذ القرن التاسع عشر. وترامب قال بنفسه إن المحكمة العليا هى التى ستحسم نتيجة الانتخابات، رغم أن الدستور الأمريكى بالمناسبة لا يعطى أى دور للمحكمة العليا فى هذا الإطار وإنما للولايات وللكونجرس.

لكن حتى لو تم الاحتكام للدستور الأمريكى فهو ليس مسعفا فى هذه الحالة. فهو دستور محافظ للغاية ولم يهدف أصلا لمنح انتخاب الرئيس للإرادة الشعبية. على العكس، فقد صمم الدستور نظاما يهدف بوضوح لوضع تلك الإرادة الشعبية تحت السيطرة من جانب «النخبة»، أيا كان تعريفها من مرحلة تاريخية لأخرى، فى تاريخ أمريكا، وللولايات لا للشعب!.

والمفارقة الجديرة بالتأمل هى أن الإعلام الأمريكى، حتى الليبرالى منه المعادى لترامب، والذى ساهم فى 2016 فى تولى ترامب الرئاسة عبر التركيز اللا محدود على كل ما يصدر عنه، يفعل الشىء نفسه فى الانتخابات الحالية، بما فى ذلك الإعلام المناهض لترامب عبر التركيز اللانهائى على مقولات الرئيس بل تسريبات حملته بخصوص أنه لن يقبل بالنتيجة.

ومن هنا، فإن القصة الحقيقية التى ستكتبها انتخابات هذا العام هى ما إذا كانت المؤسسات الأمريكية، بما فيها الإعلام، قادرة على مواجهة التحديات الهائلة التى تختبر فاعلية الديمقراطية الأمريكية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرعية الانتخابات الأمريكية شرعية الانتخابات الأمريكية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon