توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين تعيينات بايدن ومعارك حزبه

  مصر اليوم -

بين تعيينات بايدن ومعارك حزبه

بقلم : منار الشوربجي

اختيارات بايدن للمناصب المختلفة، حتى الآن، تعكس بوضوح المعركة الدائرة بين جناحى حزبه، تيار اليسار التقدمى وتيار اليمين. وهى المعركة التى ستحدد نتيجتها طبيعة السياسات التى ستتبناها إدارة بايدن فى السياسة الداخلية والخارجية على السواء.

فالواضح أن بايدن حين تعهد بأن «يشبه فريق إدارته أمريكا»، أى أن يعكس التعددية الأمريكية، كان يقصد التعددية الإثنية والعرقية لا التعددية الأيديولوجية. أكثر من ذلك، فهو كان على ما يبدو، يقصد حرفيا حكاية «الشبه» تلك، لا المضمون. وهى فى الواقع رؤية تبناها الحزب الديمقراطى منذ ثلاثين عاما، أى منذ أن تولى الرئاسة بيل كلينتون، الذى كان أول من ابتدع واستخدم لأول مرة تعبير «يشبه فريق الإدارة أمريكا».

فاختيارات بايدن لفريق السياسة الداخلية والخارجية تمثل حتى الآن تيار يمين الوسط، ولكنها تعكس التعددية العرقية والإثنية شكلا لا مضمونا. فاختيارات فريق السياسة الخارجية برمتها تأتى من جناح اليمين، وتتبنى رموزه الأفكار التقليدية التى تبناها ذلك التيار وجعلت السياسة الخارجية للحزب أقرب لما كانت عليه فيما سبق سياسات الحزب الجمهورى، أى التدخل الواسع بالخارج، بالمنطق الإمبراطورى، واعتبار العالم فى حاجة لزعامة أمريكا له. وفريق بايدن عمل لجانب بيل كلينتون وأوباما بل بايدن نفسه حين كان عضوا بمجلس الشيوخ. ولا يوجد فى الفريق من يمثل التيار التقدمى الذى يرى أن بلاده انخرطت، فى العقدين الأخيرين، فى حروب وتدخلات عسكرية، كارثية كلفتها أموالا طائلة وأدت لمقتل الملايين حول العالم، وتهجيرهم من أوطانهم، خصوصا فى الشرق الأوسط. واختيارات فريق السياسات الداخلية، حتى الآن تمثل هى الأخرى توجهات اليمين، اقتصاديا واجتماعيا. المفارقة هى أن اختيار رموز من عرقيات وإثنيات مختلفة كان من بين رموز تنتمى لذلك التوجه الأيديولوجى نفسه، أى تؤمن بتقليص البرامج الاجتماعية التى يستفيد منها الأقل حظا، أى الفقراء من جانب، والأقليات التى عانت من التمييز اقصاديا واجتماعيا، على الجانب الآخر.

والحقيقة أن الميل لتوجهات اليمين ليس جديدا، حيث تبناها آخر رئيسين ديمقراطيين، أى بيل كلينتون وأوباما. هذا رغم أن بايدن مدين بفوزه ليسار الحزب الذى قام بحملات مكثفة لتسجيل الملايين من الناخبين الجدد من الأقليات، خصوصا السود، ثم تعبئتهم للتصويت فى الانتخابات فكانت أصواتهم هى الهامش الذى احتاجه بايدن للفوز بالولايات الذتى حققت له الفوز، أى بنسلفانيا ومتشجان بل جورجيا. واختيار رموز من الأقليات دون أن تعبر عن قضاياهم تكتيك تقليدى تبناه الديمقراطيون هو الآخر. وهو الذى تجلى فى شخص باراك أوباما، «أول رئيس أسود» لأمريكا، الذى انتمى ليمين الوسط، وكان خطابه وسياساته بشأن قضايا السود لا تختلف عن غيره من رموز هذا التيار.

لكن التيار التقدمى قرر أن يختار معاركه وانتقل فورا من التعيينات للسياسات. ففور ظهور مؤشرات تشى بأنه خسر معركة اختيار فريق الإدارة، بدأت فورا رموز مهمة للتيار فى الكونجرس وخارجه الاتصال بفريق بايدن للضغط والتفاوض بشأن السياسات متى بدأت ولاية بايدن. واختيار المعارك بدا أهم الدروس التى استوعبها التيار من خبرة العقود الأخيرة.

غير أن الشهور القليلة القادمة ستكشف عما إذا كان التيار التقدمى قد استوعب الدرس الأهم على الإطلاق لتلك السنوات وهو الضغط المستمر. فالرئيس الأسبق ليندون جونسون وصف علاقة الرئيس بالكونجرس بأنها لا بد أن تقوم على «الضغط دون توقف وبلا هوادة». فإذا كانت تلك هى طبيعة أداء الرئيس الذى يحتاج الكونجرس، فما بالك بأداء تيار يحتاج للرئيس؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين تعيينات بايدن ومعارك حزبه بين تعيينات بايدن ومعارك حزبه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon