توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين تعيينات بايدن ومعارك حزبه

  مصر اليوم -

بين تعيينات بايدن ومعارك حزبه

بقلم : منار الشوربجي

اختيارات بايدن للمناصب المختلفة، حتى الآن، تعكس بوضوح المعركة الدائرة بين جناحى حزبه، تيار اليسار التقدمى وتيار اليمين. وهى المعركة التى ستحدد نتيجتها طبيعة السياسات التى ستتبناها إدارة بايدن فى السياسة الداخلية والخارجية على السواء.

فالواضح أن بايدن حين تعهد بأن «يشبه فريق إدارته أمريكا»، أى أن يعكس التعددية الأمريكية، كان يقصد التعددية الإثنية والعرقية لا التعددية الأيديولوجية. أكثر من ذلك، فهو كان على ما يبدو، يقصد حرفيا حكاية «الشبه» تلك، لا المضمون. وهى فى الواقع رؤية تبناها الحزب الديمقراطى منذ ثلاثين عاما، أى منذ أن تولى الرئاسة بيل كلينتون، الذى كان أول من ابتدع واستخدم لأول مرة تعبير «يشبه فريق الإدارة أمريكا».

فاختيارات بايدن لفريق السياسة الداخلية والخارجية تمثل حتى الآن تيار يمين الوسط، ولكنها تعكس التعددية العرقية والإثنية شكلا لا مضمونا. فاختيارات فريق السياسة الخارجية برمتها تأتى من جناح اليمين، وتتبنى رموزه الأفكار التقليدية التى تبناها ذلك التيار وجعلت السياسة الخارجية للحزب أقرب لما كانت عليه فيما سبق سياسات الحزب الجمهورى، أى التدخل الواسع بالخارج، بالمنطق الإمبراطورى، واعتبار العالم فى حاجة لزعامة أمريكا له. وفريق بايدن عمل لجانب بيل كلينتون وأوباما بل بايدن نفسه حين كان عضوا بمجلس الشيوخ. ولا يوجد فى الفريق من يمثل التيار التقدمى الذى يرى أن بلاده انخرطت، فى العقدين الأخيرين، فى حروب وتدخلات عسكرية، كارثية كلفتها أموالا طائلة وأدت لمقتل الملايين حول العالم، وتهجيرهم من أوطانهم، خصوصا فى الشرق الأوسط. واختيارات فريق السياسات الداخلية، حتى الآن تمثل هى الأخرى توجهات اليمين، اقتصاديا واجتماعيا. المفارقة هى أن اختيار رموز من عرقيات وإثنيات مختلفة كان من بين رموز تنتمى لذلك التوجه الأيديولوجى نفسه، أى تؤمن بتقليص البرامج الاجتماعية التى يستفيد منها الأقل حظا، أى الفقراء من جانب، والأقليات التى عانت من التمييز اقصاديا واجتماعيا، على الجانب الآخر.

والحقيقة أن الميل لتوجهات اليمين ليس جديدا، حيث تبناها آخر رئيسين ديمقراطيين، أى بيل كلينتون وأوباما. هذا رغم أن بايدن مدين بفوزه ليسار الحزب الذى قام بحملات مكثفة لتسجيل الملايين من الناخبين الجدد من الأقليات، خصوصا السود، ثم تعبئتهم للتصويت فى الانتخابات فكانت أصواتهم هى الهامش الذى احتاجه بايدن للفوز بالولايات الذتى حققت له الفوز، أى بنسلفانيا ومتشجان بل جورجيا. واختيار رموز من الأقليات دون أن تعبر عن قضاياهم تكتيك تقليدى تبناه الديمقراطيون هو الآخر. وهو الذى تجلى فى شخص باراك أوباما، «أول رئيس أسود» لأمريكا، الذى انتمى ليمين الوسط، وكان خطابه وسياساته بشأن قضايا السود لا تختلف عن غيره من رموز هذا التيار.

لكن التيار التقدمى قرر أن يختار معاركه وانتقل فورا من التعيينات للسياسات. ففور ظهور مؤشرات تشى بأنه خسر معركة اختيار فريق الإدارة، بدأت فورا رموز مهمة للتيار فى الكونجرس وخارجه الاتصال بفريق بايدن للضغط والتفاوض بشأن السياسات متى بدأت ولاية بايدن. واختيار المعارك بدا أهم الدروس التى استوعبها التيار من خبرة العقود الأخيرة.

غير أن الشهور القليلة القادمة ستكشف عما إذا كان التيار التقدمى قد استوعب الدرس الأهم على الإطلاق لتلك السنوات وهو الضغط المستمر. فالرئيس الأسبق ليندون جونسون وصف علاقة الرئيس بالكونجرس بأنها لا بد أن تقوم على «الضغط دون توقف وبلا هوادة». فإذا كانت تلك هى طبيعة أداء الرئيس الذى يحتاج الكونجرس، فما بالك بأداء تيار يحتاج للرئيس؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين تعيينات بايدن ومعارك حزبه بين تعيينات بايدن ومعارك حزبه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon