توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عقبات أمام إدارة بايدن

  مصر اليوم -

عقبات أمام إدارة بايدن

بقلم : منار الشوربجي

رغم أن منصب الرئاسة صار من نصيب جوزيف بايدن، مرشح الحزب الديمقراطى، إلا أن انتخابات 2020 كشفت ربما بشكل أكثر وضوحا من أى وقت مضى، عن الأزمة العميقة التى يعانى منها الحزب الديمقراطى، والتى من شأنها أن تخلق مشكلات للرئيس الجديد.

فالحزب الديمقراطى الذى فاز بمنصب الرئاسة، لايزال يلعق مرارة الخسارة فى انتخابات مجلس النواب، بينما يظل وضعه غير معلوم بمجلس الشيوخ. فالحزب الديمقراطى كان يمثل الأغلبية بمجلس النواب، وهو احتفظ بها ولكن بهامش ضئيل للغاية عن ذى قبل، فبعد أن كان هامش الحزب يزيد عن الثلاثين مقعدا، انتهى به الأمر لأربعة مقاعد فقط هى التى تمثل أغلبيته! أما مجلس الشيوخ، فلم تحسم بعد نتيجة الانتخابات على مقعدى ولاية جورجيا. والضجة الإعلامية الكبرى التى تعتبر أن فوز الديمقراطيين بالمقعدين سيمثل نصرا كاسحا هى دعاية حزبية لا أكثر. فالفوز لن يمنح الديمقراطيين الأغلبية بالمجلس. فهو فقط سيجعل مهمة الأغلبية الجمهورية فى التشريع أكثر تعقيدا. فالآن، وبدون مقعدى جورجيا، يملك الديمقراطيون 46 مقعدا بينما لدى الجمهوريين 50 مقعدا. وحصول الديمقراطيين على المقعدين سيكون معناه ألا يمتلك الجمهوريون الأغلبية البسيطة، وبالتالى تكون نائبة الرئيس كمالا هاريس صاحبة الصوت المرجح لو اصطف الديمقراطيون ككتلة واحدة عند التصويت. وهى حالة تخدم بايدن بالتأكيد لكنها لا تمنع الحزب الجمهورى من تعطيل أجندته فى مجلس تقوم قواعده على دور أكبر للأقلية العددية.

خلاصة القول أن الحزب الديمقراطى لم يستطع تحقيق الفوز فيما هو دون منصب الرئاسة. وبمجرد أن انتهت الانتخابات، عكف الحزب على تحليل نتائجها، فتحول الأمر من نقد ذاتى إلى حملة اتهامات متبادلة وجه فيها كل من تيارى الحزب، اليمين واليسار، أصابع الاتهام للآخر. فقد اتهم تيار اليمين معسكر اليسار بأنه المسؤول عن تلك الهزائم لأنه استخدم خطابا استعدى ناخبى يمين الحزب بل والناخبين الجمهوريين الكارهين لترامب. أما اليسار فقد رفض تلك الاتهامات معتبرا نفسه المسؤول عن الفوز لا الهزيمة، عبر حملة التعبئة الواسعة التى أنقذت بايدن ومنحته الرئاسة. ويقول اليسار إن الهزيمة نتجت عن فشل حملات مرشحين بعينهم تبنت استراتيجيات بائسة ورفضت، على حد قول النائبة ألكسندرا كورتيز، يد العون التى مدها تيار اليسار للمساعدة والتعبئة لصالحهم. وتوجد أدلة على أن موقف قوى اليسار أقرب للصحة من موقف اليمين. فقد كان لافتا أن أول من وجه الاتهامات لليسار كان الجمهوريون لا يمين الحزب الديمقراطى! وحملات التعبئة الواسعة التى قام بها التيار كانت نقل جورجيا من ولاية صلبة فى انتخاب الجمهوريين لولاية ينافس فيها الديمقراطيون على مقعدى مجلس الشيوخ. لكن الأهم من هذا وذاك، أن تيار اليمين بالحزب الديمقراطى نفسه اعترف فى سياق آخر بأن قيادات الحزب فى الكونجرس قد تبنت استراتيجيات خاطئة جسدت غطرستها وبعدها عن نبض الناس ثم فرضتها على المرشحين الديمقراطيين لمقاعد الكونجرس عبر رسالة من فوق، فكانت الهزيمة من نصيب النواب الذين صغروا لتلك الاستراتيجية دون تكييفها لأوضاع دوائرهم تحديدا.

ولم تقف أزمة الحزب الديمقراطى الداخلية عند الاتهامات المتبادلة وإنما امتدت لصراع حاد حول تعيينات بايدن لفريق إدارته، التى تبدو حتى الآن، منحازة لتوجهات بايدن نفسه، الذى طالما عبر عن يمين الوسط بالحزب، رغم أن الرجل مدين بفوزه للتعبئة الواسعة التى قام بها اليسار وبالذات فى أوساط سود أمريكا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقبات أمام إدارة بايدن عقبات أمام إدارة بايدن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon