توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من الذي هزم هاريس؟!

  مصر اليوم -

من الذي هزم هاريس

بقلم:منار الشوربجي

لم تُفاجئنى بالمرة هزيمة كامالا هاريس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية. فحملتها الانتخابية، التى كنت قد وصفتها فى هذا المكان طوال الأسابيع الماضية بالحملة «البائسة»، كانت مؤشرًا قويًا لما هو قادم. فـ«هاريس» أدارت حملة تستخدم استراتيجية حملة بيل كلينتون الناجحة فى ١٩٩٢، وتجاهلت أن تلك الاستراتيجية نفسها عجزت عن تحقيق الفوز لهيلارى كلينتون فى ٢٠١٦، فما بالك بعام ٢٠٢٤! الديمقراطيون يكررون الفشل لأنه يستحيل على «استراتيجية كلينتون» أن تهزم الحزب الجمهورى الذى صار حزبًا آخر تمامًا غير الذى هزمه بيل كلينتون فى ١٩٩٢.

فرغم البداية الموفقة لحملة هاريس باختيار تيم والز لمنصب نائب الرئيس، سرعان ما انحرفت يمينًا رغم أن كل استطلاعات الرأى الموثوقة وقتها كانت تحذر من ذلك التوجه. فـ«والز» معروف بقدرته على التواصل الإنسانى مع قطاعات واسعة بالمجتمع، وهى مسألة تهم الناخب الأمريكى. لكن الأهم أن سجل والز السياسى كان يشى بقدرته على اجتذاب قطاع العمال، الذى يفقده الحزب الديمقراطى، والأقليات التى اعتبر الديمقراطيون أصواتها مسلمًا بها لعقود طويلة. لذلك بدا اختيار والز وكأنه رسالة موجهة لتلك القطاعات.

لكن ما إن بدأت وقائع المؤتمر العام حتى انطلقت هاريس تعيد إنتاج استراتيجة كلينتون ١٩٩٢ ومؤداها باختصار أن قاعدة الحزب الانتخابية مضمونة ومسلم بها، كونها لا يمكنها التصويت للجمهوريين حفاظًا على مصالحها، وبالتالى على الحزب التركيز على اجتذاب قطاعات من الجمهوريين والمستقلين، بما يعنى ضرورة تقديم رسالة انتخابية تنحو يمينًا. فـ«كلينتون» وقتها كان يريد أن يجتذب تمويلًا للحزب من المؤسسات الكبرى، خصوصًا فى القطاع المالى وتكنولوجيا المعلومات، فضلًا عن كبار الأثرياء، وهو ما يعنى بالضرورة التخلى عن أجندة العمال واتحاداتهم.

أما الأقليات، فيكفى الخطاب السياسى دون تعهدات انتخابية ملموسة. وقد نجحت تلك الاستراتيجية مع بيل كلينتون ثم أوباما إلى أن اكتمل التحول الراديكالى بالحزب الجمهورى الذى صار يضم تيارات أيديولوجية كانت دومًا على تخومه، كجماعات التفوق الأبيض، مما سمح للحزب بتبنى خطاب شعبوى يستجيب، شكليًا لا واقعيًا، لمظالم القطاعات التى سحقتها النيوليبرالية الاقتصادية. وهذا الخطاب الشعبوى صار مغلفًا بمسحة دينية ومحافظة اجتماعيًا استطاعت أن تجذب من الأقليات القطاع المحافظ الذى يرفض التطورات الاجتماعية كحقوق المثليين ومناهج الدراسة لطلاب المدارس. أما قطاع تكنولوجيا المعلومات فالمفارقة أن بعض كبار أثريائه دعموا ترامب!

وفى الأسابيع الأخيرة، استمرت فى حملة هدفها الوصول للأكثر تعليمًا من البيض من سكان الضواحى الأكثر ثراء، فضلًا عن الجمهوريين المعتدلين، الذين لم يعد لهم وجود بالمناسبة، والمستقلين، وفق فكرة بائسة مؤداها أن تلك الأصوات تعوض من ستفقدهم من أصوات قاعدة حزبها الانتخابية، خصوصًا العمال. لم تفهم هاريس أبدًا أنه يستحيل أن تفوز ببنسلفانيا، مثلًا، دون نسبة معتبرة من أصوات الأمريكيين من أصل لاتينى والعمال.

وفى ولاية متشجان، حين نجح ترامب فى تعبئة المزيد من الناخبين فى الريف المحافظ، لم تستوعب حملتها أن ذلك معناه استحالة فوزها بالولاية دون أصوات العمال والشباب والأقليات، بمن فيهم الأمريكيون العرب بالمناسبة.

أكثر من ذلك، كانت حملة هاريس أكثر بؤسًا على وسائل التواصل، التى يتابعها الشباب بانتظام. باختصار هزيمة هاريس مصدرها أن أصوات القطاعات التى اعتُبرت يومًا «مسلمًا بها»، كان أمامها بدائل عدة. فبإمكانها اختيار مرشح أحد الأحزاب الأصغر، أو الامتناع عن التصويت، ناهيك عن اختيار ترامب. وحتى لو اختارت تلك الأصوات البديلين الأولين، دون التصويت لترامب نفسه تكون النتيجة انتصارًا كاسحًا للحزب المنافس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الذي هزم هاريس من الذي هزم هاريس



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon