توقيت القاهرة المحلي 11:25:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كاملا هاريس وقضايا السود

  مصر اليوم -

كاملا هاريس وقضايا السود

بقلم : منار الشوربجي

اختيار جو بايدن لكاملا هاريس لتنافس معه هذا الخريف، على منصبى الرئيس الأمريكى ونائبته، ربما يمثل حدثا تاريخيا، كما يقول الإعلام الأمريكى، كونها أول امرأة سوداء يتم اختيارها لهذا المنصب. إلا أنها خطوة لا تخرج فى دلالاتها عن خطوة وصول أوباما للبيت الأبيض بالنسبة للسود، فالأرجح ألا يؤدى اختيارها لإنجاز يذكر بالنسبة لهم.

فبعد أن أنقذت أصوات السود، وبالذات المرأة السوداء، جوزيف بايدن فى الانتخابات التمهيدية، ففاز بترشيح الحزب الديمقراطى بفضلها، وفى أجواء تظاهرات عارمة بعد مقتل الشاب الأسود جورج فلويد، ازدادت المطالبات لبايدن باختيار امرأة سوداء لتكون نائبة له. لكن اختيار كاملا هاريس أشبه، بالنسبة لمصالح السود، بوصول باراك أوباما للبيت الأبيض. فرغم أن أوباما تولى الرئاسة لمدتين متتاليتين، إلا أن المفارقة كانت أن تفاقمت أوضاع السود وأوجاعهم فى عهده، إذ لم يقدم الكثير للجماعة السوداء. فأكثر ما قدمه كان الشعور بالفخر والأمل، دون إنجازات ملموسة على الأرض.

فأوباما كان قد قدم نفسه منذ البداية باعتباره ليس ككل السود. فهو ولد لأب كينى وأم بيضاء، وعاش فى إندونيسيا، وله أخت مسلمة، وتخرج فى كبريات الجامعات الأمريكية. بعبارة أخرى، هو قدم نفسه كابن لأحد المهاجرين، حقق «الحلم الأمريكى»، وليس مثل باقى السود الذين عاش أجدادهم أهوال العبودية ثم ما نتج عنها من عدم مساواة هيكلية لا تزال قائمة حتى اليوم. وكاملا هاريس تقدم نفسها بالمنطق نفسه. فهى ابنة لاثنين من المهاجرين، هى الأخرى، حيث ولدت لأب جامايكى وأم هندية، وهى تركز على أنها فى طفولتها كانت تصلى فى الكنيسة السوداء والمعبد الهندى معا، ثم تزوجت من يهودى، وتعيش فى كاليفورنيا، حيث التعددية العرقية والإثنية والدينية. لذلك لم يكن مستغربا اختيار أوباما للتعبيرات فى تعليقه على اختيار هاريس. فهو قال: «إننى وغيرى الكثيرين نرى أنفسنا فى قصة حياتها. فهى قصة تقول إنه بغض النظر عن شكلك أو من أين أتيت أو ما تدين به أو من تحب، فإن لك مكانا هنا».

وكان أوباما كلما سئل عن إحدى قضايا السود، كان يصر على أنه «رئيس لكل الأمريكيين»، وأن حل قضايا السود يأتى عبر حل مشكلات كل الأمريكيين لا السود وحدهم. وكأن رئيس كل الأمريكيين لا يعنى إعطاء اهتمام خاص لأكثر قطاعات الأمريكيين ضعفا وانكشافا. ورغم أن هناك معضلات تخص السود ولا يعانى منها غيرهم سوى الأمريكيين من أصل لاتينى. وأوباما لم يتورع عن تقريع السود باعتبارهم، ضمنا، مسؤولين عما يعانون منه، رغم أن سلسلة من أحداث لقتل السود على يد البيض جرت فى عهده، بل تعرض أستاذ جامعى أسود بجامعة هارفارد للقبض عليه حين كان يحاول دخول منزله الخاص من الباب الخلفى بعد أن فقد مفاتيحه خلال سفره خارج البلاد فاعتقد رجال الشرطة البيض أنه لص بسبب لون جلده.

وكاملا هاريس ذات سجل مماثل لأوباما خصوصا حين شغلت منصب النائب العام بولاية كاليفورنيا، رغم أن عدم عدالة النظام الجنائى القضائى هى من أهم ما يعانى منه سود أمريكا.

بعبارة أخرى، فإن كاملا هاريس، تمثل تيارا من قيادات السود منطقه أن تمثيل السود فى المناصب العليا لن يحدث إلا إذا نجح المرشح للمنصب فى عدم استعداء البيض عبر خطابه السياسى، والبقاء بالمنصب لفترة تالية يتطلب عدم استعداء البيض من خلال السياسات. وبالتالى، فإن تمثيل السود بالمناصب العليا معناه تجاهل قضاياهم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاملا هاريس وقضايا السود كاملا هاريس وقضايا السود



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon