توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستتغير أمريكا بعد الانتخابات؟

  مصر اليوم -

هل ستتغير أمريكا بعد الانتخابات

بقلم : منار الشوربجي

أيا كان الفائز بالانتخابات الأمريكية التى أجريت بالأمس، فلا ينتظر أن تُحدث النتيجة تحولات كبرى فى الحالة السياسية الأمريكية فى المدى القصير على الأقل. فستظل الولايات المتحدة تعيش استقطابا حادا، والقوى التقدمية فيها تعانى المعضلة نفسها التى لازمتها لفترة طويلة، والمارد الذى أخرجه ترامب من القمقم سيفرض نفسه بقوة على الساحة الأمريكية.

فسواء احتفظ ترامب بمنصب الرئاسة لأعوام أربعة أخرى، أو فاز جوزيف بايدن، فستظل أمريكا تعانى حالة الاستقطاب السياسى نفسها التى تعيشها اليوم. فالاستقطاب كان موجودا قبل تولى ترامب وسيظل موجودا بعده. صحيح أن الحزب الجمهورى كان المسؤول عن خلق حالة الاستقطاب تلك فى التسعينيات، إلا أن إمعان الجمهوريين لسنوات فى تبنى استراتيجية الصدام الذى لم يعرف حدودا أو معايير، استدرج الديمقراطيون لانتهاج الاستراتيجية نفسها وانخرطوا بالاستقطاب وشاركوا فيه بالقوة نفسها. ونقلت النخبة السياسية الاستقطاب للمجتمع، فصار أخطر بكثير من استقطاب النخبة، إذ يدمر مؤسسات المجتمع والسياسة بل ويخلق جراحا من الصعب علاجها على المديين القصير والمتوسط. وتلك الحالة من الاستقطاب لها تأثيرها على السياسة الداخلية والخارجية، إذ إنها تنتج سياسات حزبية وأيديولوجية لا سياسات مبنية على أسس موضوعية.

ولأن الاستقطاب مرشح للاستمرار، فإن الساحة السياسية مرشحة للميل نحو أحد طرفيه. أول هذين الطرفين هو اليسار التقدمى الذى سيظل على الأرجح بلا تأثير يذكر على صنع السياسة، لأسباب متعددة. فالتيار يواجه المعضلة نفسها فى الانتخابات الحالية، التى واجهها فى كل انتخابات منذ تصاعد الاستقطاب. وتجسدت تلك المعضلة مؤخرا فى تصريحات لنعوم تشومسكى، أشهر رموز هذا التيار، دعا فيه القوى التقدمية للوقوف بقوة وراء بايدن. وتلك ليست المرة الأولى التى تصدر فيها عن الرموز الأكثر شهرة واحتراما لهذا التيار مثل تلك الدعوة. فهى برزت مثلا بانتخابات 2004 وبانتخابات 2016. وفى كل مرة يكون منطقها هو اختيار المرشح «الأقل سوءا» لإنقاذ أمريكا من براثن «الأسوأ منه». واختيار المرشح «الأقل سوءا» معناه أن التقدميين يعطون دعمهم طوعا ودون مقابل لمرشح يعرفون جيدا أنه لن يحقق السياسات التى ينشدونها.

أما المارد الذى أخرجه ترامب من القمقم فهو تيار القومية البيضاء الذى يضم قوى كثيرة تتبنى علنا أو ضمنا أفكارا تفوق البيض، وتنظر باستعلاء للمنتمين لغير الثقافة الأوروبية الأمريكية البيضاء. وبعض تلك القوى مدججة بالسلاح وبعضها الآخر يتبنى أفكارا تلقى بمسؤولية تدهور أوضاعها الاقتصادية على الأقليات تارة، وعلى العالم الخارجى تارة أخرى. وهذا التيار موجود منذ نهاية العبودية بالولايات المتحدة وظل موجودا طوال الوقت قبل تولى ترامب. فهو المسؤول مثلا عن تفجير المبنى الفيدرالى فى أوكلاهوما منتصف التسعينيات، والذى راح ضحيته أكثر من 150 شخصا. لكن الجديد هو أن ترامب بخطابه الذى جذب هذا التيار للعملية الانتخابية والسياسية، قد أضفى الشرعية عليه بعد أن ظل على الهامش منذ حركة الحقوق المدنية بالستينيات.

من هنا، ستظل الولايات المتحدة تعانى تلك العلل نفسها سواء أيا كان الفائز بالرئاسة. والفارق الأهم سيكون فى المظهر والأسلوب لا فى المضمون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستتغير أمريكا بعد الانتخابات هل ستتغير أمريكا بعد الانتخابات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon