توقيت القاهرة المحلي 23:33:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستتغير أمريكا بعد الانتخابات؟

  مصر اليوم -

هل ستتغير أمريكا بعد الانتخابات

بقلم : منار الشوربجي

أيا كان الفائز بالانتخابات الأمريكية التى أجريت بالأمس، فلا ينتظر أن تُحدث النتيجة تحولات كبرى فى الحالة السياسية الأمريكية فى المدى القصير على الأقل. فستظل الولايات المتحدة تعيش استقطابا حادا، والقوى التقدمية فيها تعانى المعضلة نفسها التى لازمتها لفترة طويلة، والمارد الذى أخرجه ترامب من القمقم سيفرض نفسه بقوة على الساحة الأمريكية.

فسواء احتفظ ترامب بمنصب الرئاسة لأعوام أربعة أخرى، أو فاز جوزيف بايدن، فستظل أمريكا تعانى حالة الاستقطاب السياسى نفسها التى تعيشها اليوم. فالاستقطاب كان موجودا قبل تولى ترامب وسيظل موجودا بعده. صحيح أن الحزب الجمهورى كان المسؤول عن خلق حالة الاستقطاب تلك فى التسعينيات، إلا أن إمعان الجمهوريين لسنوات فى تبنى استراتيجية الصدام الذى لم يعرف حدودا أو معايير، استدرج الديمقراطيون لانتهاج الاستراتيجية نفسها وانخرطوا بالاستقطاب وشاركوا فيه بالقوة نفسها. ونقلت النخبة السياسية الاستقطاب للمجتمع، فصار أخطر بكثير من استقطاب النخبة، إذ يدمر مؤسسات المجتمع والسياسة بل ويخلق جراحا من الصعب علاجها على المديين القصير والمتوسط. وتلك الحالة من الاستقطاب لها تأثيرها على السياسة الداخلية والخارجية، إذ إنها تنتج سياسات حزبية وأيديولوجية لا سياسات مبنية على أسس موضوعية.

ولأن الاستقطاب مرشح للاستمرار، فإن الساحة السياسية مرشحة للميل نحو أحد طرفيه. أول هذين الطرفين هو اليسار التقدمى الذى سيظل على الأرجح بلا تأثير يذكر على صنع السياسة، لأسباب متعددة. فالتيار يواجه المعضلة نفسها فى الانتخابات الحالية، التى واجهها فى كل انتخابات منذ تصاعد الاستقطاب. وتجسدت تلك المعضلة مؤخرا فى تصريحات لنعوم تشومسكى، أشهر رموز هذا التيار، دعا فيه القوى التقدمية للوقوف بقوة وراء بايدن. وتلك ليست المرة الأولى التى تصدر فيها عن الرموز الأكثر شهرة واحتراما لهذا التيار مثل تلك الدعوة. فهى برزت مثلا بانتخابات 2004 وبانتخابات 2016. وفى كل مرة يكون منطقها هو اختيار المرشح «الأقل سوءا» لإنقاذ أمريكا من براثن «الأسوأ منه». واختيار المرشح «الأقل سوءا» معناه أن التقدميين يعطون دعمهم طوعا ودون مقابل لمرشح يعرفون جيدا أنه لن يحقق السياسات التى ينشدونها.

أما المارد الذى أخرجه ترامب من القمقم فهو تيار القومية البيضاء الذى يضم قوى كثيرة تتبنى علنا أو ضمنا أفكارا تفوق البيض، وتنظر باستعلاء للمنتمين لغير الثقافة الأوروبية الأمريكية البيضاء. وبعض تلك القوى مدججة بالسلاح وبعضها الآخر يتبنى أفكارا تلقى بمسؤولية تدهور أوضاعها الاقتصادية على الأقليات تارة، وعلى العالم الخارجى تارة أخرى. وهذا التيار موجود منذ نهاية العبودية بالولايات المتحدة وظل موجودا طوال الوقت قبل تولى ترامب. فهو المسؤول مثلا عن تفجير المبنى الفيدرالى فى أوكلاهوما منتصف التسعينيات، والذى راح ضحيته أكثر من 150 شخصا. لكن الجديد هو أن ترامب بخطابه الذى جذب هذا التيار للعملية الانتخابية والسياسية، قد أضفى الشرعية عليه بعد أن ظل على الهامش منذ حركة الحقوق المدنية بالستينيات.

من هنا، ستظل الولايات المتحدة تعانى تلك العلل نفسها سواء أيا كان الفائز بالرئاسة. والفارق الأهم سيكون فى المظهر والأسلوب لا فى المضمون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستتغير أمريكا بعد الانتخابات هل ستتغير أمريكا بعد الانتخابات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon