توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حملات انتخابية تزرع الخوف!

  مصر اليوم -

حملات انتخابية تزرع الخوف

بقلم : منار الشوربجي

استثناءات ذات دلالة فى حملة الرئاسة الأمريكية. فهى المرة الأولى التى يستخدم فيها رئيس حالى البيت الأبيض فى حملته لإعادة الانتخاب، والمرة الأولى أيضا التى ينتقد فيها رئيسٌ سابقٌ الرئيسَ الحالى علنًا وبالاسم. واستراتيجية الحزبين الكبيرين تقوم على زرع الخوف فى نفوس الناخبين. فليس مألوفًا أن تكون حملة الحزبين معًا تقوم على الخوف.

فرسالة الحزب الديمقراطى كانت واضحة فى مؤتمره العام الذى انعقد الأسبوع الماضى. والمؤتمر العام حدث انتخابى يعلن الحزب فيه رسميا اسم مرشحه، ويتم فيه التصويت على البرنامج العام. وفى المؤتمر العام، عادة ما يلقى أيضا رموز الحزب وقياداته، الذين يتم اختيارهم بعناية، كلمات تعبر عن قيم الحزب وتدعو لانتخاب مرشحه. وقد سعى الحزب الديمقراطى- حزب الأقليات- للتركيز تحديدًا على تلك القضية، بغض النظر عن نجاحه فى ذلك. فـ«بايدن» اختار نائبة له امرأة سوداء ومن أصول آسيوية. وتضمنت قائمة المتحدثين تعددية، حتى إنها شملت عددًا من الجمهوريين الذين أعلنوا رفضهم إعادة انتخاب ترامب ونيتهم التصويت لبايدن. ومن وظائف المؤتمر العام أيضا صياغة الرسالة الانتخابية التى يبعثها للناخبين.. فالحزب يسعى عادة لحشد قاعدته الانتخابية، ثم الحصول على أكبر قطاع ممكن من ناخبى الحزب الآخر. ورسالة الحزب الديمقراطى، التى قدمها خطاب باراك أوباما بشكل أوضح من غيره، تقوم فى جوهرها على دفع الناخبين للتصويت عبر شرح الخطر الذى يتهدد بلادهم. فهو قال إن التهديد الذى يواجه أمريكا، حال إعادة انتخاب ترامب، يطول الديمقراطية الأمريكية ذاتها ومعها يتهدد «معنى أمريكا»، التى طالما فخرت بقوة مؤسساتها السياسية التى تقوضها إدارة ترامب، وتقاليد حياتها العامة والسياسية التى يتجاهلها ترامب وإدارته. وفى حدود علمى المتواضع، فإنه لم يقدم رئيس سابق بنفسه، على الأقل خلال الثلاثين عاما الماضية، رسالة كتلك التى قدمها أوباما، فى مؤتمر حزبه. فهو ذكر ترامب بالاسم، ووجه له انتقادات لاذعة واعتبره خطرًا يهدد أمريكا.

ورغم أن المؤتمر العام للحزب الجمهورى قد بدأ أمس الأول، فقد كان الواضح قبله أن استراتيجية حملة ترامب- لا بالضرورة الحزب الجمهورى كله- لن تختلف كثيرا عن حملته الرئاسية لعام 2016. فهى تركز على تأجيج حماس قاعدته الانتخابية وحدها وحشدها للتصويت دون باقى الناخبين. فترامب يسعى للفوز بأصوات المجمع الانتخابى، لا بالضرورة أصوات الناخبين. وهو بذلك يقود حملة تقوم على زرع الخوف لدى ذلك القطاع تحديدا، ويقدم نفسه باعتباره وحده المنقذ لهم من كل ما يعتبرونه خطرا عليهم وعلى بلادهم. وقاعدته الانتخابية من البيض يعتبرون أنفسهم مهددين من جانب غير البيض الذين يشكلون أيضا تهديدا وجوديا لأمريكا ذاتها. وهؤلاء يؤمنون أيضا بأن ترامب يمثل فرصتهم الأخيرة «لإعادة غير البيض لمكانهم»، أى لما كانوا عليه من إخضاع وقهر بموجب القانون، لا فقط بموجب الأعراف والعنصرية الهيكلية، كما هو الحال اليوم. وقد كانت آخر رسائل ترامب فى هذا الإطار هى الدفاع عن أحد التنظيمات الذى تعتبره هيئة التحقيقات الفيدرالية منظمة أمريكية «إرهابية». والمنظمة تؤمن بوجود مؤامرة عالمية من عبدة الشيطان من كبار السياسيين الأمريكيين والدوليين تقوم بالاتجار الجنسى فى الأطفال، وتؤمن بوجود مؤامرة تسعى من «الدولة العميقة» للتخلص من ترامب. وتلك هى المرة الأولى أيضا، فى حدود علمى، التى يدعم فيها رئيس من على منصة البيت الأبيض لا من أحد مؤتمراته الانتخابية من يؤمنون بنظرية المؤامرة، ويتحدث عن نفسه كمنقذ للبشرية، لا فقط الولايات المتحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملات انتخابية تزرع الخوف حملات انتخابية تزرع الخوف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon