توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من الهجرة لأمريكا للسفينة «إيفر جيفن»!

  مصر اليوم -

من الهجرة لأمريكا للسفينة «إيفر جيفن»

بقلم : منار الشوربجي

جنوح السفينة العملاقة «إيفر جيفن» كان محفزًا لخيال واحدة من أكثر حركات اليمين الأمريكى المتطرف جنوحًا فى أفكارها. تلك هى الحركة التى تُعرف باسم غريب هو «كيوانان» ولم يسمع عنها غير المتخصصين إلا مؤخرًا، عشية اقتحام الكونجرس.

و«كيوانان» حركة تقدم لأنصارها رؤية موازية للعالم يقرأون أحداثه على طريقتهم. وهى قراءة مختلفة جذريًا عن الواقع. والحركة مولعة بالسرية واللغة الشفرية، التى هى مصدر غرابة اسمها. فالاسم حافل بالرموز. فأنصار الحركة على قناعة بأن شخصًا نافذًا بالحكومة الفيدرالية يسرب أخبارها لهم. وهم يرمزون له بحرف «كيو» فى الأبجدية الإنجليزية. أما انون، باقى اسم المنظمة، فلا يقل غموضًا عن «كيو». فالكلمة تُستخدم أحيانًا فى أمريكا كاختصار لكلمة «مجهول الهوية». غير أن «انون» فى الإنجليزية القديمة تعنى «ما سوف يأتى قريبًا»، وهو معنى مهم للغاية بالنسبة للحركة. لذلك ربما يشير مجمل الاسم للسيد «كيو» باعتباره «مجهول الهوية» أو ربما يعنى الاسم السيد «كيو» وما ينتظرونه من «حدث وشيك».

فأفكار الحركة تقوم على وجود مؤامرة لا تبتعد كثيرًا فى مجملها عن نظريات المؤامرة الأخرى واسعة الانتشار وسط أنصار اليمين المتطرف. لكن «كيوانان» تتبنى فكرة ذات طابع خاص مؤداها أن هناك نخبة خطرة فى دوائر الحكم تقوم بالاتجار الجنسى بالأطفال. وتلك النخبة تعمل بأوامر من هيلارى كلينتون (كونها التى نافست ترامب على الرئاسة قبل توليه) وتضم نخبة عالمية ومحلية منها أوباما وبعض رموز هوليوود وأجهزة الاستخبارات الأمريكية. وهى نخبة تتآمر على أطفال أمريكا، البيض طبعًا. وحتى نهاية عهد ترامب آمنت الحركة بأن «كيو» سرب لهم أن ترامب على وشك اعتقال كلينتون وأوباما والباقين فى جوانتانامو، فيما يسمونه «العاصفة». وهم اعتبروا تصريح ترامب عن «الهدوء الذى يسبق العاصفة» رسالة شفرية موجهة لهم. ويؤمنون، بالمناسبة بأن تلك النخبة «الفاسدة» التى حكمت أمريكا قبل ترامب هى التى جعلت الجيش يطلب منه الترشح للرئاسة عام 2016.

بل ويؤمن بعضهم بأن السيد «كيو» هو ترامب شخصيًا أو شخص قريب منه للغاية، على أقل تقدير. لكن انتهاء ولاية ترامب دون حدوث «العاصفة» لم يؤدِ لزعزعة ثقتهم. فالعاصفة صارت «عودة ترامب» للحكم فى 6 يناير، بعد اقتحام الكونجرس الذى شاركت فيه «كيوانان». لكن ترامب لم يعد فصار تاريخ عودته 4 مارس ثم إبريل، وهكذا. والمنظمة تقتات على كافة نظريات المؤامرة الشائعة فى أوساط اليمين المتطرف. لكن ما يميزها عن غيرها هو جوهرية حكاية الاتجار الجنسى بالأطفال فى أفكارها.

وهنا تأتى قصة السفينة «إيفر جيفن»، فما إن جنحت السفينة حتى روجت الحركة فورًا لفكرة مؤداها أن هيلارى كلينتون تستخدم السفينة للاتجار بالأطفال. وسبب الفكرة يتجلى فيه أنصار الحركة بالشفرة والرموز. فالشركة التايوانية المسؤولة عن تشغيل السفينة اسمها «إيفر جرين»، وهو الاسم الرمزى الذى كانت الحراسات السرية الفيدرالية تستخدمه لهيلارى كلينتون حين كانت وزيرة للخارجية. الأغرب من ذلك أن بعض أنصار الحركة راحوا يروجون لأن هيلارى كلينتون قد ماتت، وأن جنوح السفينة هو إشارة إلهية تجسد النهاية المحتومة لجريمة الاتجار بالأطفال التى كانت تمارسها.

لكن وجود مؤامرة على الأطفال حكاية قديمة للغاية فى أمريكا. فهى انتشرت بمنتصف القرن التاسع عشر فى خضم موجة هجرة الأيرلنديين لأمريكا. فالمتهم فى ذلك الوقت كان الأيرلنديين والكاثوليكية، كون الأيرلنديين كاثوليكًا. أما المؤامرة فكانت أنهم «يخنقون الأطفال» البيض البروتسانت. فالمهاجرون كانوا «يقتلون مستقبل أمريكا»!، القضية إذن أعمق من مجرد «النخبة الخطرة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الهجرة لأمريكا للسفينة «إيفر جيفن» من الهجرة لأمريكا للسفينة «إيفر جيفن»



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon