توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا إلى أين؟

  مصر اليوم -

أمريكا إلى أين

بقلم : منار الشوربجي

جيم كلايبورن النائب الديمقراطى البارز بمجلس النواب الأمريكى، شرح فى عبارات قصيرة حجم الأزمة التى تعيشها أمريكا هذه الأيام. فهو قال إن بلاده منذ فترة «تعانى وباءين، فيروس كورونا ووباء العنصرية المؤسسية» التى تكشف عنها اعتداءات رجال الشرطة البيض على المواطنين السود. ثم أضاف كلايبورن للأزمتين، إصابة الرئيس ونقله للمستشفى.

والحقيقة أن الولايات المتحدة أهم الدول التى عجزت عن مواجهة فيروس كورونا، الذى أودى بحياة أكثر من مائتى ألف مواطن. وقد أشارت استطلاعات الرأى إلى أن عجز ترامب عن مواجهة ذلك الوباء مسؤول عن تراجع شعبيته ضمن قطاعات مهمة كانت قد أعطته أصواتها بالانتخابات الماضية، وعلى رأسها المرأة البيضاء التى تسكن الضواحى وبعض المستقلين الذين يميلون نحو اليمين.

أما الوباء الثانى الذى ذكره كلايبورن فقد عبر عن نفسه فى صورة احتجاجات واسعة بعد أن كان مقتل جورج فلويد على يد رجال الشرطة البيض، بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير. وقد تزامن مقتل فلويد تقريبا مع مقتل الشابة بريونا تيلور فى مخدعها حين اقتحم رجال الشرطة البيض منزلها وأطلقوا عليها عشرات الرصاصات. لكن الاحتقان العرقى قد ازداد سوءا بدعم ترامب المستمر، الضمنى بل العلنى لجماعات التفوق الأبيض، بما فيها الميليشيات المدنية، مما جعلها قاب قوسين أو أدنى من استخدام العنف، خصوصا بانتخابات الرئاسة، كما حذر مكتب التحقيقات الفيدرالى صراحة فى أغسطس.

وما أضافه كلايبورن حول إصابة الرئيس ونقله للمستشفى يفتح الباب أمام أزمة سياسية ضارية وربما أزمة دستورية أيضا. فليس خافيا أن هذه هى المرة الأولى التى يصاب فيها الرئيس أثناء الحملة الانتخابية، لا أثناء الرئاسة، بوباء خطير ليس معروفا ما إذا كان سيتعافى منه بالنظر لتقدمه بالعمر. لكن المشكلة الأعمق هى أن الرئيس ومن ثبتت إصابتهم حتى الآن كانوا قد خالطوا عددا غير معلوم من المسؤولين السياسيين فى الإدارة والكونجرس. وإصابة ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين حتى الآن قد تودى بحلم ترامب فى تنصيب قاضية جديدة للمحكمة العليا. وإصابة ترامب وزوجته وعدد من العاملين معه بالفيروس تفتح الباب أمام الكثير من الأسئلة والاحتمالات. فقد يضطر الرئيس لنقل السلطة لنائبه، مايك بنس، مؤقتا، لحين استعادة لياقته. أما إذا عجز ترامب فجأة عن ممارسة مهامه، وقبل أن يفوض نائبه، يتولى النائب الرئاسة، عبر إجراءات حددها الدستور بالتفصيل.

وإصابة الكثير من العاملين بالبيت الأبيض تطرح أسئلة إضافية. فماذا لو تبين بعد أيام إصابة مايك بنس هو الآخر بالتزامن مع مرض الرئيس وصار عاجزا عن تولى الرئاسة. عندئذ، تتولى رئيسة مجلس النواب الرئاسة، وهو ما يعنى تحولا راديكاليا بالنسبة للانتخابات، وفى السياسة الأمريكية داخليا وخارجيا، لو بقيت فى الرئاسة لحين تنصيب الرئيس الجديد فى يناير عبر سيناريوهات قانونية عدة. والدستور يحدد تفصيليا أيضا من يتولى الرئاسة لو غيب الموت المرشح الفائز بعد انتخابه وقبل تنصيبه، ولكنه سكت عن تحديد ما الذى يحدث لو غاب أحد المشرحين قبل الانتخابات. وسؤال آخر يطرح نفسه بقوة، فماذا لو تبين أن المرشح الديمقراطى جو بايدن مصاب هو الآخر؟، فالمناظرة التليفزيونية التى جرت بين المرشحين قبل أيام جرت فى قاعة مغلقة، تبين أن العشرات ممن حضروا فيها كانوا مصابين بالفيروس. فالدستور سكت أيضا عن تحديد ما العمل لو غاب كلا المرشحين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا إلى أين أمريكا إلى أين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon