توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاحتفاء بتاريخ سود أمريكا

  مصر اليوم -

الاحتفاء بتاريخ سود أمريكا

بقلم - منار الشوربجي

شهر فبراير من كل عام هو الشهر الذى يتم فيه الاحتفاء بتاريخ السود فى الولايات المتحدة الأمريكية. وترجع جذور ذلك الاحتفال إلى عام 1915 حين تأسست جمعية كان هدفها دراسة حياة السود وتاريخهم فى الولايات المتحدة. وقتها كانت العبودية قد تم إلغاؤها قبل خمسين عاما تقريبا ولكن الفصل العنصرى كان سائدا. وكانت الجمعية الناشئة تشجع السود على الفخر بإسهاماتهم رغم ما يتعرضون له، وذلك عبر تسليط الأضواء على رموزهم التاريخية بل حتى على الأفراد العاديين ممن حققوا نجاحات رغم الصعاب أو قدموا تضحيات ملموسة للمجتمع أو للآخرين. وفى عام 1926، قامت تلك الجمعية، المعروفة اليوم باسم «جمعية دراسة حياة السود وتاريخهم»، بإعلان الأسبوع الثانى من شهر فبراير أسبوعا للاحتفاء بتاريخ السود لأنه الذى ولد فيه المفكر الأسود العظيم فريدريك دوجلاس والرئيس إبراهام لينكولن الذى خاض الحرب الأهلية ضد قوات الجنوب الأمريكى التى كانت تسعى للإبقاء على العبودية.

وقد استمر الاحتفال بأسبوع تاريخ السود لعقود متتالية إلى أن حققت حركة الحقوق المدنية إنجازاتها على صعيد إلغاء الفصل العنصرى والتمييز القانونى فى الستينات، فتحول عندئذ الأسبوع إلى شهر كامل صار هو شهر فبراير من كل عام، وظل السود يحتفلون فى ذلك الشهر، إلى أن قام الرئيس جيرالد فورد فى عام 1976 بإضفاء الطابع الرسمى على المناسبة فصار الأمريكيون عموما يحتفلون به. ومنذ ذلك التاريخ صارت الولايات المتحدة تحدد رسميا كل عام موضوعا بعينه تدور حوله فعاليات ذلك الشهر ويتم من خلاله تقديم نماذج ورموز يحتفى بها. وفى العام الحالى، الذى يمثل مرور مائة عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، وقع الاختيار على موضوع «الأمريكيون من أصل أفريقى فى أوقات الحروب».

المفارقة فى تقديرى هو أن اختيار الموضوع بمناسبة مرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى يحكى فى ذاته واحدة من أهم قصص السود الأمريكيين. فهم خاضوا تلك الحرب بينما هم خاضعون للفصل العنصرى فى صفوف الجيش الأمريكى. فالفصل العنصرى بالجيش الأمريكى لم يتم إلغاؤه إلا فى عهد الرئيس ترومان حين أصدر أمرا تنفيذيا يلغى ذلك الفصل عام 1948، أى فى نهاية الحرب العالمية الثانية. وبصدور قرار ترومان، صارت المؤسسة العسكرية الأمريكية هى أولى المؤسسات التى تلغى الفصل، وتسبق ما عداها من مؤسسات بفترة تربو على عقدين كاملين.

ويحتفل السود هذا العام بالعالم الأسود كارتر وودسون الذى كان وراء التفكير أصلا فى إنشاء «أسبوع تاريخ السود». فوودسون الذى كان ابنا لاثنين من العبيد تحررا عند إلغاء العبودية، استطاع، بموارد أسرته القليلة، أن يتفوق فى تعليمه حتى حصل على درجة الماجستير من جامعة شيكاغو، ثم الدكتوراة من جامعة هارفارد. وودسون كان وراء إنشاء جمعية «تاريخ السود وحياتهم» التى دعت للاحتفاء بأسبوع «تاريخ السود». ومثله مثل كثير من الرموز المهمة، ظلت قصة حياة وودسون ملهمة لملايين السود. فالرموز السوداء أسهمت بشكل محورى فى تاريخ الولايات المتحدة. وهى رموز لا تقتصر على الأسماء المعروفة مثل مارتن لوثر كينج ومالكولم إكس فى مجال السياسة، وتونى موريسون فى الأدب وفريدريك دوجلاس فى الفكر وثورجود مارشال فى القانون وسيدنى بواتييه فى السينما. فإلى جانب هؤلاء يوجد الآلاف من الرموز التى لعبت دورا مؤثرا فى تشكيل تاريخ أمريكا وثقافتها.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتفاء بتاريخ سود أمريكا الاحتفاء بتاريخ سود أمريكا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon