توقيت القاهرة المحلي 18:29:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاحتفاء بتاريخ سود أمريكا

  مصر اليوم -

الاحتفاء بتاريخ سود أمريكا

بقلم - منار الشوربجي

شهر فبراير من كل عام هو الشهر الذى يتم فيه الاحتفاء بتاريخ السود فى الولايات المتحدة الأمريكية. وترجع جذور ذلك الاحتفال إلى عام 1915 حين تأسست جمعية كان هدفها دراسة حياة السود وتاريخهم فى الولايات المتحدة. وقتها كانت العبودية قد تم إلغاؤها قبل خمسين عاما تقريبا ولكن الفصل العنصرى كان سائدا. وكانت الجمعية الناشئة تشجع السود على الفخر بإسهاماتهم رغم ما يتعرضون له، وذلك عبر تسليط الأضواء على رموزهم التاريخية بل حتى على الأفراد العاديين ممن حققوا نجاحات رغم الصعاب أو قدموا تضحيات ملموسة للمجتمع أو للآخرين. وفى عام 1926، قامت تلك الجمعية، المعروفة اليوم باسم «جمعية دراسة حياة السود وتاريخهم»، بإعلان الأسبوع الثانى من شهر فبراير أسبوعا للاحتفاء بتاريخ السود لأنه الذى ولد فيه المفكر الأسود العظيم فريدريك دوجلاس والرئيس إبراهام لينكولن الذى خاض الحرب الأهلية ضد قوات الجنوب الأمريكى التى كانت تسعى للإبقاء على العبودية.

وقد استمر الاحتفال بأسبوع تاريخ السود لعقود متتالية إلى أن حققت حركة الحقوق المدنية إنجازاتها على صعيد إلغاء الفصل العنصرى والتمييز القانونى فى الستينات، فتحول عندئذ الأسبوع إلى شهر كامل صار هو شهر فبراير من كل عام، وظل السود يحتفلون فى ذلك الشهر، إلى أن قام الرئيس جيرالد فورد فى عام 1976 بإضفاء الطابع الرسمى على المناسبة فصار الأمريكيون عموما يحتفلون به. ومنذ ذلك التاريخ صارت الولايات المتحدة تحدد رسميا كل عام موضوعا بعينه تدور حوله فعاليات ذلك الشهر ويتم من خلاله تقديم نماذج ورموز يحتفى بها. وفى العام الحالى، الذى يمثل مرور مائة عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، وقع الاختيار على موضوع «الأمريكيون من أصل أفريقى فى أوقات الحروب».

المفارقة فى تقديرى هو أن اختيار الموضوع بمناسبة مرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى يحكى فى ذاته واحدة من أهم قصص السود الأمريكيين. فهم خاضوا تلك الحرب بينما هم خاضعون للفصل العنصرى فى صفوف الجيش الأمريكى. فالفصل العنصرى بالجيش الأمريكى لم يتم إلغاؤه إلا فى عهد الرئيس ترومان حين أصدر أمرا تنفيذيا يلغى ذلك الفصل عام 1948، أى فى نهاية الحرب العالمية الثانية. وبصدور قرار ترومان، صارت المؤسسة العسكرية الأمريكية هى أولى المؤسسات التى تلغى الفصل، وتسبق ما عداها من مؤسسات بفترة تربو على عقدين كاملين.

ويحتفل السود هذا العام بالعالم الأسود كارتر وودسون الذى كان وراء التفكير أصلا فى إنشاء «أسبوع تاريخ السود». فوودسون الذى كان ابنا لاثنين من العبيد تحررا عند إلغاء العبودية، استطاع، بموارد أسرته القليلة، أن يتفوق فى تعليمه حتى حصل على درجة الماجستير من جامعة شيكاغو، ثم الدكتوراة من جامعة هارفارد. وودسون كان وراء إنشاء جمعية «تاريخ السود وحياتهم» التى دعت للاحتفاء بأسبوع «تاريخ السود». ومثله مثل كثير من الرموز المهمة، ظلت قصة حياة وودسون ملهمة لملايين السود. فالرموز السوداء أسهمت بشكل محورى فى تاريخ الولايات المتحدة. وهى رموز لا تقتصر على الأسماء المعروفة مثل مارتن لوثر كينج ومالكولم إكس فى مجال السياسة، وتونى موريسون فى الأدب وفريدريك دوجلاس فى الفكر وثورجود مارشال فى القانون وسيدنى بواتييه فى السينما. فإلى جانب هؤلاء يوجد الآلاف من الرموز التى لعبت دورا مؤثرا فى تشكيل تاريخ أمريكا وثقافتها.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتفاء بتاريخ سود أمريكا الاحتفاء بتاريخ سود أمريكا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon