توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من فيتنام لغزة!

  مصر اليوم -

من فيتنام لغزة

بقلم - منار الشوربجي

ما أشبه الليلة بالبارحة، فعشية حرب فيتنام، انطلقت الحركة السلمية المناهضة للحرب من الجامعات الأمريكية، والتحمت بمظاهرات الشوارع. وظلت الحركة تكتسب زخمًا كل يوم وصولًا إلى عام 1968 الانتخابى، فكانت محطتها التالية هى المؤتمر العام للحزب الديمقراطى بشيكاغو، والذى كان كارثة محققة للحزب ومستقبله، ففى نوفمبر، كانت الهزيمة المدوية فى معركة الرئاسة، التى كانت بداية لعقدين كاملين ظل فيهما مرشحو الحزب عاجزين عن الوصول إلى البيت الأبيض، باستثناء فترة رئاسية واحدة للرئيس كارتر، والتى كانت رفضًا لفضيحة ووترجيت لا قبولًا للديمقراطيين.

ففى 1968، وبعدما زاد الرئيس جونسون القوات المحاربة بفيتنام، اشتعلت الحركة المناهضة للحرب، وانخفضت بشدة شعبية جونسون، فاضطر اضطرارًا إلى سحب ترشحه لفترة رئاسية ثانية. وقد حل محله نائبه هيوبرت هامفرى، الذى كان ينافسه السناتور يوجين ماكارثى المناهض للحرب بعد اغتيال روبرت كينيدى. وقد ظلت قيادات الحزب تعامل الحركة الواسعة لمناهضة الحرب بصلف شديد كشف عن نفسه فى الأداء داخل قاعة المؤتمر، الذى شهد أسبوعًا من المشادات والصراخ الممتد حتى ساعات الصباح الأولى، وفوضى شاملة فى الجوانب الإجرائية الحيوية لأعمال المؤتمر. أما شوارع المدينة، فقد عجّت بعشرات الآلاف، قبل أسبوع كامل من بدء المؤتمر، لكن العنف الشديد الذى أمر به عمدة المدينة، الديمقراطى وقتها، ضد المتظاهرين، تزامن مع أيام المؤتمر، إذ مارست شرطة المدينة أسوأ أشكال العنف، فأُصيب المئات، وأُلقى القبض على غيرهم. وقد استغل مرشح الحزب الجمهورى، ريتشارد نيكسون، كل تلك الأحداث فى دعايته الانتخابية حتى فاز بالرئاسة بنهاية العام.

ومثلما كان الحال وقتها، يصر بايدن وفريقه على مواقف من حرب غزة ترفضها أغلبية القاعدة الشعبية لحزبه الديمقراطى، فرغم أن الولايات المتحدة شهدت حتى الآن، وفق آخر الإحصاءات، أكثر من 8 آلاف مظاهرة شارك فيها مجتمعة ما يزيد على المليون، أغلبيتهم الساحقة من الديمقراطيين، لا تزال قيادات الحزب الديمقراطى تعامل أولئك الغاضبين من دعم الديمقراطيين للإبادة فى غزة بصلف شديد، حتى إن بايدن هاجم بنفسه طلاب الجامعات، وزعم زورًا أنهم متورطون فى «إلقاء الرعب فى قلوب غيرهم» وفى «أعمال التخريب والاعتداء على ممتلكات الغير». وهى بالمناسبة الاتهامات ذاتها التى استُخدمت وقت حرب فيتنام. واليوم، فإن 83% من الديمقراطيين يريدون وقفًا «دائمًا» للحرب فى غزة، بينما يريد 62% وقفًا كاملًا للدعم العسكرى لإسرائيل، فى حين يرى 56% أن إسرائيل ترتكب «إبادة جماعية» و«تطهيرًا إثنيًّا» فى غزة. الأكثر أهمية أن أكثر من 81% من جيل الشباب تحت الثلاثين عامًا يرفضون دعم بايدن لإسرائيل. والشباب من أهم قطاعات القاعدة الشعبية للديمقراطيين، التى لولاها لما صار بايدن رئيسًا. ومثلما جرى فى 1968، فهناك مَن ينظمون أنفسهم تمهيدًا لاحتجاجات واسعة فى شيكاغو عشية المؤتمر العام.

والحقيقة أن مثل تلك الأرقام، التى تزداد مع ازدياد المجازر اليومية فى غزة، من شأنها أن تثير قلقًا عميقًا لدى أى مرشح عن الحزب الديمقراطى سواء للرئاسة أو للكونجرس. وباستثناء الجناح التقدمى الذى يناصر فلسطين، ويطالب منذ اليوم الأول بوقف دائم للحرب، فإن مواقف قيادات الحزب الديمقراطى تكشف عن تجاهل التاريخ السياسى لأمريكا واستيعاب دروسه، فقطاعات القاعدة الشعبية المعارضة لسياسة بايدن لن تعطى أصواتها طبعًا لترامب، ولكن إحجامها عن التصويت فى نوفمبر كفيل بفوزه، بل يعرف المتخصصون بالانتخابات الأمريكية أن هناك علاقة طردية قوية بين ارتفاع نسبة التصويت بين الشباب وبين فوز الديمقراطيين. باختصار، دخلت الانتخابات الرئاسية منعطفًا مفتوحًا على كل الاحتمالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من فيتنام لغزة من فيتنام لغزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon