توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بوش.. وبوش!

  مصر اليوم -

بوش وبوش

بقلم - منار الشوربجي

في أجواء الاستقطاب الحاد التي تعيشها واشنطن، تشهد الساحة السياسية عشرات التراشقات والاتهامات المتبادلة بين القوى والتيارات المختلفة. لذلك كان لافتًا أن يعبر أحد رموز أقصى اليمين عن إعجابه برموز اليسار! ففى حوار مع مجلة «تايم» الأمريكية، أبدى النائب الجمهورى مات جيتس إعجابه بالتيار التقدمى بالحزب الديمقراطى، مشيرًا إلى أنه يدرس أداء ذلك التيار في مجلس النواب ليتعلم منه كيف يمارس نفوذه! والنائب مات جيتس هو أحد نواب أقصى اليمين، والذين كانوا، ولايزالون، قريبين للغاية من الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب. وهو يشكل، مع عدد محدود من الأعضاء، فريقًا يسعى لشل الحياة السياسية لحرمان الديمقراطيين من تحقيق أي إنجاز يُحسب لهم. فرغم أن مجلس النواب يقوم عمله على الأغلبية البسيطة، التي تُمكن الديمقراطيين بحكم توليهم الأغلبية من تجاهل الأقلية، فإن ذلك الفريق، المكون من ثمانية نواب فقط، برع في استخدام التكتيكات الإجرائية لتعطيل سير العمل. وجيتس، في حواره مع «تايم»، كان يقصد بالتيار التقدمى مجموعة من النائبات التقدميات اللائى يطلق عليهن «الكتيبة»، واللائى استطعن في حالات كثيرة رغم عددهن المحدود دفع المجلس دفعًا لاتخاذ مواقف يطالب بها الملايين من الأمريكيين، وإجبار قيادة الحزب الديمقراطى على الاستماع لهن. وقد ذكر جيتس واقعة بعينها كانت بطلتها النائبة بوش، التي كانت وقتها لاتزال في عامها الأول كنائبة بالمجلس. والنائبة بوش لا تنتمى، بالمناسبة، للعائلة الرئاسية التي أتى منها رئيسان وحكمت أمريكا اثنى عشر عامًا، وإنما هي النائبة السوداء كورى بوش. وأصل الحكاية أن فقدان الوظائف بسبب وباء كورونا كان قد أدى لعجز الملايين من الأمريكيين عن سداد استحقاقات القروض الخاصة بشراء منازلهم فصاروا مهددين بالطرد منها، لولا أن فرضت الحكومة الفيدرالية تعطيلًا مؤقتًا لإجراءات الطرد. لكن ذلك التعطيل المؤقت كان على وشك الانتهاء بينما لم تتحسن أحوال الملايين وظلوا عاجزين عن السداد. وقتها أرادت بوش استصدار قانون من الكونجرس لإنقاذهم، لكن قياداته، من الديمقراطيين، لم تكن تملك الأصوات الكافية، فراحت بوش تضغط على إدارة بايدن لاستصدار أمر تنفيذى لمد التعطيل فترة إضافية ولكن دون جدوى. عندئذ، أعدت كورى بوش متعلقاتها وافترشت سلالم مجلس النواب وباتت ليلتها هناك، قائلة إنها ستعيش في العراء في صقيع فبراير مثلما سيفعل أبناء دائرتها عند طردهم. وبعد فترة وجيزة، انضمت لها زميلتاها ألكزاندرا أوكازيو كورتيز وأيانا برسلى. ويعلم القاصى والدانى أن ضغوط كورى بوش كانت المسؤولة عن تراجع إدارة بايدن وقيامها بالفعل بتعطيل الإجراءات 60 يومًا إضافية.
والحقيقة أن قصة النائبة كورى بوش تستحق أن تُروى. فهى شخصية ملهمة تمثل نموذجًا مختلفًا من السياسيين الأمريكيين. فهى أول امرأة سوداء تمثل مدينة سانت لويس بولاية ميسورى، ويُعرف عنها، بالمناسبة، أنها تبدأ كل خطبها بعبارة: «أنا وسانت لويس». وهى من أصول فقيرة وعملت في وظائف متواضعة حتى أكملت تعليمها وصارت ممرضة. وبوش كانت تفهم جيدًا معاناة الذي أوشكوا على الطرد من منازلهم. فهى لم تخجل يومًا أن تقول علنًا إنها عاشت في سيارتها لشهور دون مأوى. وعندما كانت تفترش سلالم الكونجرس علمت أن كاملا هاريس، نائبة الرئيس بايدن، وصلت لمبنى مجلس الشيوخ للاشتراك في فعالية أخرى. وقتها، روت أنها هرعت للقائها قائلة: «أردت أن أقابلها وأنظر في عينيها وأجعلها هي تنظر في عينىّ، فترى بداخلى معاناة أهالى سانت لويس».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوش وبوش بوش وبوش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon