توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التنافس «الصينى- الأمريكى»

  مصر اليوم -

التنافس «الصينى الأمريكى»

بقلم - منار الشوربجي

المفارقة الأهم فى الخطاب الذى ألقاه جون بولتون، مستشار الأمن القومى الأمريكى، وقدم فيه استراتيجية إدارة ترامب تجاه أفريقيا- هى أن الخطاب لم يكن عن أفريقيا، وإنما عن مواجهة الصين!

ويبدو أن بولتون، أحد أهم رموز تيار المحافظين الجدد، هو صاحب الفكرة الجوهرية التى تقوم عليها الاستراتيجية، وهى عدم السماح للصين وروسيا بمنافسة الولايات المتحدة فى أفريقيا.

فالفكرة ذاتها من أهم أفكار تيار المحافظين الجدد، الذى انبنت أفكاره، بعد نهاية الحرب الباردة، على الإبقاء على الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة فى العالم، وتدشين ما سموه بـ«القرن الأمريكى»، أى (قرن كامل من الهيمنة الأمريكية على العالم، وعدم السماح لأى قوة عالمية أن تصبح قادرة على منافسة الولايات المتحدة).

كان واضحًا بالتأكيد أن هناك قلقًا أمريكيًا من تعاظم النفوذ الصينى، وخصوصًا فى أفريقيا جنوب الصحراء؛ فقد وصلت الاستثمارات الصينية المباشرة فى العامين الأخيرين لما يزيد على 6.4 مليار دولار.

وبولتون قال «إن قوى كبرى منافسة- وتحديدا الصين وروسيا- تسرع فى توسيع نطاق نفوذها المالى والسياسى فى أنحاء القارة. وهما يوجهان استثماراتهما، عمدا وبكل قوة فى المنطقة ليحققا تفوقا تنافسيا على الولايات المتحدة».

وأدان بولتون بالمطلق دور الصين فى أفريقيا باعتباره يضر تمامًا باقتصادات دول القارة. ورغم أن الكثير من الباحثين قد وجهوا بالفعل انتقادات لنوعية القروض التى تقدمها الصين لدول أفريقيا، فأولئك الباحثون قدموا أيضا جوانب إيجابية كثيرة فى التعاون الصينى الأفريقى المالى والاقتصادى بما يحقق المنفعة.

واللافت هنا أن أجواء التنافس على الاستثمارات بدت فى خطاب مستشار الأمن القومى الأمريكى كحرب فيها خسارة مطلقة وكسب ومطلق.

بعبارة أخرى، فإن أخطر ما فى الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه أفريقيا هو أنها معدة لاستهداف الصين، باعتبارها حرب نفوذ معها، لا شراكة أمريكية أفريقية.

فلغة خطاب بولتون حملت أيضا بعض العبارات التى بدت كتحذير لدول أفريقيا أكثر منها دعوة للتعاون.

فبولتون قال فى خطابه إن «الولايات المتحدة ستكف عن تقديم المساعدات بلا تمييز لكل دول القارة.. نحن نريد أن نرى المزيد مقابل أموال دافع الضرائب».

ثم أضاف مستشار الأمن القومى الأمريكى: «إن الدول التى تدلى بصوتها فى المحافل الدولية ضد الولايات المتحدة أو تتخذ مواقف مناهضة للمصالح الأمريكية لا ينبغى أن تحصل على مساعدات أمريكية».

وهو ما يحمل تناقضا جوهريًا فى الاستراتيجية مع فكرتها الجوهرية التى هى المواجهة مع الصين.

فالمعايير التى حددها بولتون فى خطابه لحصول دولة أفريقية على المساعدات الأمريكية لا تجيب عن السؤال الرئيسى الذى تطرحه فكرة المواجهة مع الصين.

فماذا لو أن دولة أفريقية ما انطبقت عليها المعايير التى حددها بولتون، وفى الوقت ذاته ليست محل تنافس صينى أمريكى؟

فهل ستدعمها آنذاك الولايات المتحدة، أم ستتجاهلها؟!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنافس «الصينى الأمريكى» التنافس «الصينى الأمريكى»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon