توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الكونجرس».. فوز مهم وشلل سياسى مرتقب

  مصر اليوم -

«الكونجرس» فوز مهم وشلل سياسى مرتقب

بقلم - منار الشوربجي

رغم أن انتخابات الكونجرس الأمريكى منحت للحزب الديمقراطى الأغلبية بمجلس النواب، بينما احتفظ بموجبها الجمهوريون بالأغلبية بمجلس الشيوخ، إلا أن لفوز الديمقراطيين فى مجلس النواب دلالات بالغة الأهمية لا ينبغى غض الطرف عنها. ففوزهم بمجلس النواب هو الأكثر أهمية لفهم المزاج الشعبى الأمريكى، لا مجلس الشيوخ، لأسباب متعددة تتعلق بطبيعة العملية الانتخابية ذاتها والتى كانت، هذه المرة، فى صالح الحزب الجمهورى فى المجلسين لا فقط بمجلس الشيوخ.

فعدد مقاعد مجلس النواب 435 مقعدا. وهو العدد الكلى الذى يتم توزيعه على الولايات حسب عدد السكان. معنى ذلك أن عدد مقاعد الولاية بالمجلس قد يتغير بالزيادة أو النقصان بعد الإحصاء السكانى الذى يتم كل عشر سنوات. وبعد أن تتم إعادة توزيع المقاعد على الولايات، تقوم كل ولاية بإعادة رسم دوائرها بناء على العدد الجديد. لكن رسم الدوائر ليس بريئا بالمرة، فالحزب الذى يتولى الحكم فى الولاية يقوم بإعادة رسم الدوائر بشكل سياسى بحيث يسهل معه انتخاب أكبر عدد من مرشحيه على حساب الحزب الآخر. وهو ما حدث بالفعل بعد إحصاء 2010، حيث قام الجمهوريون برسم الدوائر، فصارت خطوط الدوائر الانتخابية نفسها منحازة لهم وتجعل من مهمة الديمقراطيين أكثر صعوبة. ومن هنا، فإن فوز الديمقراطيين عموما فى مجلس النواب جاء رغم تلك العقبة الكؤود. ولا يقل أهمية عن ذلك أن الحزب نجح فى الحصول على أصوات الشباب بفارق 28 نقطة عن الجمهوريين، وبأصوات الأمريكيين من أصل لاتينى بواقع 33 نقطة. الأكثر دلالة أن المرأة البيضاء الأكثر تعليما وثراء والتى منحت صوتها لترامب عام 2016 تخلت عن حزبه هذه المرة.

أما انتخابات مجلس الشيوخ، فقد كانت المنافسة تتعلق بثلث المقاعد فقط لا كلها. وكان عدد المقاعد التى يدافع عنها ديمقراطيون 26 بينما كان على الجمهوريين الدفاع عن 9 فقط، دارت بينما المنافسة فى ولايات أغلبها أصلا من معاقل الحزب الجمهورى. كل ذلك لا يجعل انتخابات الشيوخ معبرة عن المزاج الشعبى، خصوصا أن المجموع الكلى للأصوات التى حصل عليها الديمقراطيون كان أعلى بأكثر من مليون صوت عن الجمهوريين.

ولكل تلك الدلالات أثرها على مجريات الحكم فى المرحلة القادمة لأن حزب الرئيس يدرك دلالات فوز الديمقراطيين وحجم الخطورة على مقدراته بل وعلى انتخابات الرئاسة القادمة. وكونجرس منقسم فى العامين المتبقيين من ولاية ترامب الأولى يمثل فى ذاته روشتة للشلل السياسى. ففوز الديمقراطيين بالأغلبية بمجلس النواب يسمح لهم بعرقلة أجندة ترامب دون تمكينهم من تمرير أجندتهم السياسية. وعرقلة أجندة ترامب سيكون معناه أن يهتم الرجل بالقضايا التى بإمكانه إنجازها بمفرده بما فى ذلك السياسة الخارجية، ويسعى لإلقاء مسؤولية الفشل على الديمقراطيين وهو ما يرفع حدة الاستقطاب ويعمق الشلل السياسى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الكونجرس» فوز مهم وشلل سياسى مرتقب «الكونجرس» فوز مهم وشلل سياسى مرتقب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon