بقلم - منار الشوربجي
متغيرات عدة ستحسم معركة الانتخابات التشريعية الأمريكية وستظل مفتوحة على احتمالات مختلفة حتى الساعات الأخيرة. فالانتخابات، التى ستجرى فى السادس من نوفمبر، تدور فيها المنافسة على كل مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ. وبينما تشير الاستطلاعات إلى تقدم الديمقراطيين للفوز بأغلبية مقاعد مجلس النواب، فإنها تشير لتقدم الجمهوريين واحتفاظهم بالأغلبية فى مجلس الشيوخ، لكن تظل هناك متغيرات مهمة لم يحسم تأثيرها بعد.
ودور المال من أهم تلك المتغيرات، فالديمقراطيون متقدمون بشكل غير مسبوق فى الإنفاق على الحملات الانتخابية بالمقارنة بتاريخهم السياسى. وهم لا ينفقون على عدد محدود فقط من الدوائر والولايات وإنما توسعوا هذه المرة عما هو معروف عنهم تقليديا. والحقيقة أن أغلب التقديرات التى يقدمها المتخصصون عن نتائج الانتخابات لا تأخذ فى اعتبارها ذلك المتغير الذى لم يكن موجودا من قبل. ومن ثم ستكشف النتائج عن تأثيره، خصوصا فى انتخابات مجلس الشيوخ.
وأصوات الأمريكيين من أصل لاتينى من أهم المتغيرات التى لا تزال غير محسومة. فالذين لهم حق التصويت من بينهم بلغ 29 مليونا. إلا أن الفارق كبير بين من لهم حق التصويت والمسجلين فعلا فى جداول الانتخاب، بينما تظل نسبة من يذهبون منهم فعلا من المسجلين لصناديق الاقتراع محدودة. وتدور منذ أسابيع حملة ضخمة لتسجيل أعداد كبيرة منهم فى جداول الانتخاب. وبالتالى ستظل أصوات الأمريكيين من أصول لاتينية من أهم المتغيرات التى ستكشف عنها نتائج الانتخابات، خصوصا أن 70% منهم يمنحون أصواتهم للحزب الديمقراطى، وهو ما قد يتكرس بسبب استهدافهم فى خطاب الجمهوريين والرئيس نفسه بخصوص قضيتى الهجرة وبناء الجدار على الحدود مع المكسيك. ولا يمكن فصل أصوات الأمريكيين من أصل لاتينى، عن متغير لا يقل أهمية وهو أصوات الشباب. فالأمريكيون من أصل لاتينى يمثلون أكثر من 18% من كل الشباب الأمريكيين الذين لهم الحق فى التصويت.
وليس من الواضح بعد إذا ما كانت محاولات الجمهوريين فى عدة ولايات لحرمان السود واللاتين من التصويت عبر اختراع قيود مختلفة ستنجح لمنعهم فعلا من التصويت، خصوصا بعد أن رفع عدد من منظمات الحقوق المدنية الأمر للقضاء للفصل السريع فى حالات تم توثيقها فى عدة ولايات.
ولأن الجدل الذى صاحب التصديق على تعيين القاضى بريت كافانو للمحكمة العليا قد أسهم فى إشعال حماس الناخبين الجمهوريين للتصويت، بينما الناخبون الديمقراطيون مستنفرون أصلا بسبب رفضهم لسياسات الجمهوريين المهيمنين على الكونجرس والرئاسة حاليا، سيظل موقف المستقلين متغيرا مهما.
المفارقة فى ذلك كله أن الحملة الانتخابية دارت فى أجواء خلت تقريبا من القضايا. فطرح القضايا مهمة حزب الأقلية، أى الديمقراطيين. لكن الحزب الديمقراطى، المنقسم على نفسه، تجنب القضايا كلما سنحت له الفرصة، لئلا يخسر أصواتا يحتاجها. وبالتالى فالانتخابات سيحسمها الاستقطاب السياسى لا القضايا!
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع