بقلم - عاصم حنفي
بالعند فى أصدقائى ومعارفى وبقية أهلي.. سوف أترشح فى الانتخابات الرئاسية لأفوز بلقب مرشح محتمل.. عسى أن أستفيد من مزايا اللقب.. وعمرك شفت مرشحًا رئاسيًا يدفع ثمن المشاريب فى القهوة!
وسوف أكون نجمًا من نجوم التوك شو وضيفا على التليفزيون.. وربما استضافتك قناة «الجزيرة» فتحصل على الشيء الفلانى نظير طلعتك البهية فى القناة المحظورة فتبتسم لك الدنيا وتأكل اللحمة من وسع..
سوف أترشح إذن بغرض الملاعبة والمداعبة.. وإذا لم يحصل فسوف أدعم مرشحًا رئاسيًا والسلام.. وسوف أحرر له توكيلا معتبرا.. عسى أن تستفيد التجربة الديمقراطية بدلا من الحال المائل هذه الأيام.. ويعنى إيه أن تترشح للانتخابات فتجد نفسك هدفا لحملات تشنها أجهزة التوك شو.. تلصق بك كل العبر والموبقات.. فتجد أنه من الأسلم والأصوب أن تنسحب وتبتعد حفاظًا على سمعتك وسمعة عائلتك.. وقد فعلها أحمد شفيق ومحمد أنور السادات وغدا يفعلها خالد على وسامى عنان وأسماء أخرى لا نعرفها.. مع أن الترشح حق من حقوق الإنسان..!
ليس معنى أنك تؤيد السيسى أن تشتم خالد علي.. وليس معنى ترشح سامى عنان أن تلصق به العبر والموبقات.. لأننا بذلك نتخلف خمسمائة سنة عن العالم الديمقراطي.. وفى بلاد الخواجات الحقوق مكفولة للجميع وعلى قدم وساق.. لا فضل لمرشح على مرشح سوى بالعمل الصالح والتواصل مع الجماهير.. والترشح للانتخابات مطلب ديمقراطي.. لأنك لا يمكن أن تفسح الساحة خالية لمرشح واحد وحيد.. وساعتها سوف تكون الانتخابات بطريقة 99 وتسعة من عشرة فى المائة.. وهو ما لا نرضاه للانتخابات المصرية التى هجرت نظام الاستفتاء والمبايعة إلى نظام التنافس المباشر بين عدد من المرشحين.
ووالله العظيم إن السيسى هو المستفيد الأول من هذا التنافس.. ويا سلام لو أن السيسى اكتسح الانتخابات بستين فى المائة من الأصوات.. لكن الخيبة أن هناك من الدببة من يصر على قتل أصحابها.. ويصرون على العودة لنظام المبايعة المرفوض من جميع دول العالم.. ونجاح السيسى باكتساح بتسعة وتسعين فى المائة سوف يثير القيل والقال بين دول العالم التى سوف تقف لنا على الواحدة..!
دعمى لسامى عنان أو خالد على لا يعنى بالضرورة أننى سوف أنتخبهما.. والصحيح أن الانتخاب حاجة ثانية.. والدعم فقط هو انتصار لقيمة الديمقراطية!
زمان.. وفى فرنسا.. رشح المهرج الفرنسى الأشهر «كيلوش» نفسه منافسا للرئيس الفرنسى العظيم فرانسوا ميتران.. هو ترشح على سبيل الدعابة.. وبسبب انزعاجه من الشعبية الجارفة التى كان يتمتع بها ميتران.. الذى كانت كل التقارير وشهادات استطلاع الرأى تشير إلى اكتساحه الانتخابات..!
الغريب يا أخى أن ترشح المهرج الفرنسى لاقى قبولا عند جمهور الناخبين.. خصوصًا بين المثقفين وربات البيوت.. وصار «كيلوش» نجمًا ورمزًا للاعتراض والمعارضة.. وصار ضيفًا دائمًا فى البرامج والحوارات التليفزيونية والصحفية.. وتحدث البعض عنه باعتباره منافسًا بقوة للرئيس الفرنسى صاحب الشعبية الطاغية.
انزعج «كيلوش» من هذا الصعود الدراماتيكى لأسهمه فى استطلاعات الرأي.. خصوصًا أنه فى قرارة نفسه كان مؤيدًا للرئيس ميتران.. فأعلن انسحابه وتراجعه عن الترشح.. بعدما أكد أن الهدف كان إشعار ميتران أن شعبيته يمكن أن تهتز.
نطالب بتعدد المرشحين للانتخابات الرئاسية.. وأدعو التليفزيون والصحف إلى العدالة فى التعامل مع جميع المرشحين.. دعمًا للديمقراطية التى نسعى إليها.. وحتى لا تكون الانتخابات خالية الدسم!
اراء نقلا عن مجله روزاليوسف القاهريه