توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا عقلاء مصر.. انقذوا مستشفى المجانين!

  مصر اليوم -

يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين

بقلم - عاصم حنفي

زمان زمان.. وفى عهد الباشوات والإقطاع والملك والاحتلال.. قامت المؤسسات الأهلية ببناء قصر العينى وجامعة القاهرة ومستشفى الأمراض العقلية وحدائق الحيوان والأندلس والأسماك والأورمان وغيرها.. كما قامت الجمعيات الخيرية ببناء العشرات من المدارس المحترمة وخصصت لها القصور الأثرية فى أجمل المواقع فى مصر المحروسة.

الآن.. وفى عصرنا الراهن والسعيد.. يفكر البهوات من الأغنياء الجدد فى تكرار ما فعله الأجداد بأسلوب عكسى تماما.. هم لا يكلفون خواطرهم ببناء حدائق أو مدارس أو مستشفيات عامة.. هم يكتفون بوضع اليد على ما هو قائم بالفعل.. والحجج كثيرة وقد حاولوا قبل سنوات الاستيلاء على حديقة الحيوانات بحجة تبدو معقولة.. وهى أن الحيوانات تختنق بفعل الغازات وتعانى حصار المبانى حولها.. ومن الأوفق والأفضل لها الانتقال إلى ساحات مفتوحة خارج المدينة.. والحجة كانت مقبولة لدى البعض.. لو أن البهوات قرروا إخلاء الحديقة من سكانها مع استمرارها كحديقة ومتنفس لأهل القاهرة.. لكن البهوات سارعوا فى الإعلان عن نيتهم بتحويل مساحة الحديقة البالغة خمسين فدانا.. تحويلها إلى ناطحات سحاب تباع بالشيء الفلانى.. وهو ما تصدى له المجتمع.. الذى رفض الفكرة ثم سارع وزير الثقافة وقتها.. فاروق حسنى.. بالإعلان عن أن الحديقة من القلاع الأثرية وقد بنيت فى 1865 وبالتالى لا يجوز المساس بها.

والآن يتكرر نفس السلوك العدائى تجاه مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية.. وهناك من يختلق المشاكل للمرضى هناك.. ويصور لنا أن نزلاء المستشفى يعانون الإهمال الناتج عن التكدس والازدحام.. وأن العاملين بالمستشفى وتحت ضغط التكدس يتعاملون بإهمال تام مع النزلاء.. وأن الأصول تقتضى نقل المستشفى من موقعه الحالى.. لتستولى عليه هيئة الاستثمار التى تحتاج إلى مساحات إضافية تضاف إلى مبناها الأنيق المجاور لمستشفى الأمراض العقلية.

مستشفى الأمراض العقلية ليس  مجرد مبان وعنابر.. وهناك الحدائق والمتنزهات والميادين والطرق الكثيرة.. وهو يقع كله على مساحة 83 فدانا.. وهو ثروة وهبرة كبيرة.. ويتصور السادة أنها ملكية عامة، ولن يدافع عنها المجتمع المشغول بالبحث عن لقمة العيش.. ومن حسن الحظ أن هناك من تدخل للدفاع عن المستشفى.. وهو الوزير الفنان فاروق حسنى.. وقد تدخل عام 2010 حين حاول البهوات الاستيلاء على المستشفى ونقل النزلاء إلى مدينة بدر فى قلب الصحراء.. لكن تدخل وزارة الثقافة حسم المسألة تماما.. على اعتبار أن المبنى الذى أقيم عام 1883 هو مبنى أثرى يخضع لإشراف هيئة الآثار.. وبالتالى لا يجوز هدمه أو الاستيلاء عليه.
ما حدث عام 2010 تكرر عام 2015 ويتكرر الآن.. ويحاولون اقتطاع مساحة ضخمة من حدائق المستشفى لتحويلها إلى جراج خصوصى لهيئة الاستثمار.. بحجة أن الحدائق غير مستغلة وقد سبق أن اقتطعت الدولة منها مساحات ضخمة أقامت عليها هيئة المعارض التى نعرفها الآن.
العلاج مجانى بمستشفى الأمراض العقلية.. والكشف بجنيه واحد شامل الأدوية.. وهو ما يفسر تعرضه لإهمال بالغ من الدولة التى تخلصت من فكرة مجانية العلاج.. ويضم المستشفى 46 قسما للعلاج النفسى.. وأقساما لا أعرف عددها لعلاج الإدمان وهناك أقسام خاصة بالأطفال.. أقسام للمراهقين.

وفى العالم وفى المتوسط هناك 50 سريرا لكل مائة ألف مواطن.. وعندنا فى مصر المحروسة أقل من عشرة أَسِّرة لكل مائة ألف مواطن.

وبدلا من نقل المستشفى وتشريد المرضى.. لماذا لا يخضع مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية.. أو السرايا الصفرا.. نسبة إلى لونه  الأصفر فى بداية إنشائه.. لماذا لا نخضع لحماية الدولة أو المنظمات والجمعيات الأهلية.. أسوة بما كان يحدث زمان زمان؟

نقلا عن مجله روزاليوسف القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon