توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا عقلاء مصر.. انقذوا مستشفى المجانين!

  مصر اليوم -

يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين

بقلم - عاصم حنفي

زمان زمان.. وفى عهد الباشوات والإقطاع والملك والاحتلال.. قامت المؤسسات الأهلية ببناء قصر العينى وجامعة القاهرة ومستشفى الأمراض العقلية وحدائق الحيوان والأندلس والأسماك والأورمان وغيرها.. كما قامت الجمعيات الخيرية ببناء العشرات من المدارس المحترمة وخصصت لها القصور الأثرية فى أجمل المواقع فى مصر المحروسة.

الآن.. وفى عصرنا الراهن والسعيد.. يفكر البهوات من الأغنياء الجدد فى تكرار ما فعله الأجداد بأسلوب عكسى تماما.. هم لا يكلفون خواطرهم ببناء حدائق أو مدارس أو مستشفيات عامة.. هم يكتفون بوضع اليد على ما هو قائم بالفعل.. والحجج كثيرة وقد حاولوا قبل سنوات الاستيلاء على حديقة الحيوانات بحجة تبدو معقولة.. وهى أن الحيوانات تختنق بفعل الغازات وتعانى حصار المبانى حولها.. ومن الأوفق والأفضل لها الانتقال إلى ساحات مفتوحة خارج المدينة.. والحجة كانت مقبولة لدى البعض.. لو أن البهوات قرروا إخلاء الحديقة من سكانها مع استمرارها كحديقة ومتنفس لأهل القاهرة.. لكن البهوات سارعوا فى الإعلان عن نيتهم بتحويل مساحة الحديقة البالغة خمسين فدانا.. تحويلها إلى ناطحات سحاب تباع بالشيء الفلانى.. وهو ما تصدى له المجتمع.. الذى رفض الفكرة ثم سارع وزير الثقافة وقتها.. فاروق حسنى.. بالإعلان عن أن الحديقة من القلاع الأثرية وقد بنيت فى 1865 وبالتالى لا يجوز المساس بها.

والآن يتكرر نفس السلوك العدائى تجاه مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية.. وهناك من يختلق المشاكل للمرضى هناك.. ويصور لنا أن نزلاء المستشفى يعانون الإهمال الناتج عن التكدس والازدحام.. وأن العاملين بالمستشفى وتحت ضغط التكدس يتعاملون بإهمال تام مع النزلاء.. وأن الأصول تقتضى نقل المستشفى من موقعه الحالى.. لتستولى عليه هيئة الاستثمار التى تحتاج إلى مساحات إضافية تضاف إلى مبناها الأنيق المجاور لمستشفى الأمراض العقلية.

مستشفى الأمراض العقلية ليس  مجرد مبان وعنابر.. وهناك الحدائق والمتنزهات والميادين والطرق الكثيرة.. وهو يقع كله على مساحة 83 فدانا.. وهو ثروة وهبرة كبيرة.. ويتصور السادة أنها ملكية عامة، ولن يدافع عنها المجتمع المشغول بالبحث عن لقمة العيش.. ومن حسن الحظ أن هناك من تدخل للدفاع عن المستشفى.. وهو الوزير الفنان فاروق حسنى.. وقد تدخل عام 2010 حين حاول البهوات الاستيلاء على المستشفى ونقل النزلاء إلى مدينة بدر فى قلب الصحراء.. لكن تدخل وزارة الثقافة حسم المسألة تماما.. على اعتبار أن المبنى الذى أقيم عام 1883 هو مبنى أثرى يخضع لإشراف هيئة الآثار.. وبالتالى لا يجوز هدمه أو الاستيلاء عليه.
ما حدث عام 2010 تكرر عام 2015 ويتكرر الآن.. ويحاولون اقتطاع مساحة ضخمة من حدائق المستشفى لتحويلها إلى جراج خصوصى لهيئة الاستثمار.. بحجة أن الحدائق غير مستغلة وقد سبق أن اقتطعت الدولة منها مساحات ضخمة أقامت عليها هيئة المعارض التى نعرفها الآن.
العلاج مجانى بمستشفى الأمراض العقلية.. والكشف بجنيه واحد شامل الأدوية.. وهو ما يفسر تعرضه لإهمال بالغ من الدولة التى تخلصت من فكرة مجانية العلاج.. ويضم المستشفى 46 قسما للعلاج النفسى.. وأقساما لا أعرف عددها لعلاج الإدمان وهناك أقسام خاصة بالأطفال.. أقسام للمراهقين.

وفى العالم وفى المتوسط هناك 50 سريرا لكل مائة ألف مواطن.. وعندنا فى مصر المحروسة أقل من عشرة أَسِّرة لكل مائة ألف مواطن.

وبدلا من نقل المستشفى وتشريد المرضى.. لماذا لا يخضع مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية.. أو السرايا الصفرا.. نسبة إلى لونه  الأصفر فى بداية إنشائه.. لماذا لا نخضع لحماية الدولة أو المنظمات والجمعيات الأهلية.. أسوة بما كان يحدث زمان زمان؟

نقلا عن مجله روزاليوسف القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon