توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مبرراتى للترشح للرئاسة!

  مصر اليوم -

مبرراتى للترشح للرئاسة

بقلم - عاصم حنفي

عومت الحكومة الدولار الأمريكانى.. فأغرقت الجنيه المصرى.. وارتكبت بورصة الطماطم والذرة المشوى.. وخرج علينا الجزارون يفرضون شروطهم.. وارتفع سعر الكهرباء والبنزين ومياه الشرب والسلع والخدمات.. وأصاب الارتباك جميع الأسواق.. وجلست السيدة زوجتى تحسبها بالورقة والقلم.. تضرب وتقسم وتجمع وتطرح.. وغلب حمارها.. فاتخذت قرارها الواضح  والصريح بإعلان الإضراب العام..  والتوقف عن شغل البيت.. والتنحى عن الزعامة المنزلية..  مع تسليم الراية لمحسوبكم  شخصيا.. على اعتبار أننى رب الأسرة وقبطان السفينة ووتد الخيمة.. والمسئول الأوحد عن أمور الصرف والإنفاق.. بوصفى الممول والراعى الرسمى للأسرة الكريمة..!!

 قالت المدام تفسر قرارها المفاجئ.. إنها تحاول وعلى مدى سنوات ضغط المصروفات وضبط الإنفاق.. باستبعاد  الكماليات.. وتقليص الضروريات.. انتظارًا لفرج  قريب..  وحتى الانتهاء من خطط الإصلاح الاقتصادى.. لكن من الواضح أن الأحوال تسير من سيئ إلى الأسوأ.. والإصلاح إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.. فلم تعد المدام تستطيع تدبير شئون الموازنة المنزلية وقد فاض الكيل.. فلم تستوعب التصريحات الوزارية  المتلاحقة عن انفراج الأزمة وتعافى الاقتصاد.. وقالت كيف يتعافى  الاقتصاد والأسعار محلك سر؟!

قالت المدام إن لكل شيء نهاية.. وربط الحزام لا يدوم إلى الأبد.. والتقشف المرحلى لم يحقق ما وعدت به الحكومة.. وخطة الإصلاح قد طالت حبتين.. والدولار المجنون قد طغى وتجبر فى مواجهة الجنيه أفندى المصاب بالأنيميا وفقر الدم.. والذى لا يستطيع مواجهة الدولار فى الأسواق فينهزم بالقاضية  فى كل مواجهة.. بما يعنى أنه لم يعد صالحا للاعتماد عليه فى مستقبل الأيام!

اقترحت المدام مادمت أعمل بالكتابة.. أن أكتب إلى الحكومة أطالبها بصرف  المرتبات بالدولار.. مادامت معظم السلع والخدمات بالسوق المحلية تفضل التعامل بالعملة الأمريكية المتفوقة..
 قالت زوجتى العاقلة إن الحكومة عندما أصدرت قرار التعويم فقد أصدرت معه قرار خفض مستويات المعيشة.. وأنت تنام بالليل وفى جيبك مائة جنيه وفى الصباح تكتشف أنها صارت خمسينا فقط.. أو حتى ثلاثين تبعا لمزاج الدولار.. وطبقا لأسعار الصرف المحلية والعالمية.. بما يعنى أن أحوالك ومستوى معيشتك قد انخفض للنصف.. وعليك أن تدبر أمورك على اعتبار أن فى جيبك مائة جنيه.. فى حين أنها فعلا تحولت إلى خمسين.. وهو ما لا يجوز السكوت عليه!

 قالت المدام بصبر نافد.. إنها قامت فى الماضى ببعض التعديلات الجوهرية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية التى تصورت أنها أزمة طارئة  طبقا لتصريحات حضرة محافظ البنك المركزى الذى بشرنا بالصبر.. فاستغنينا عن اللحم واكتفينا بالفراخ.. ثم تخلصنا من الفراخ بحجة أن اللحم ضار جدا بالصحة.. وانتقلنا إلى الخضروات على اعتبار أننا نباتيون من أنصار الموجة الجديدة فى التعامل مع المعدة.. لكن أسعار الخضار ركبت المرجيحة  وصارت نار يا حبيبى نار.. ولا أتصور أننا يمكن أن نعيش على الماء والذى أخشى أن أسعاره ارتفعت بالفعل فى هوجة الارتفاع العام فى أسعار كل شىء .. من الإبرة للصاروخ!

 قالت زوجتى إن هناك بصيصا من نور فى آخر النفق.. وأنه لكى نهجر تماما معسكر النباتيين .. ونتعامل مع الجزار من جديد.. وندخل مرحلة الهناء والرخاء والرحرحة.. فعلينا بالتفكير خارج الصندوق كما يفعل أصحابنا الاستراتيجيون..

 والحل هو أن ترشح نفسك لمنصب رئيس الجمهورية بعد فتح باب الترشح.. وفى تقديرى أنك لن تنجح أبدا.. لكنك سوف تفوز بلقب المرشح المحتمل.. وهو لقب عزيز فى هذه الأيام..

ولاحظ أن عدد المرشحين محدود محدود يا ولدي.. ولن يرشحك البرلمان الذى صوت كله لصالح رئيس الجمهورية.. ولن يوافق الشهر العقارى على عمل توكيلات لشخصك المتواضع.. ويبقى أن تطرح اسمك وخلاص.. وثم تتفرغ لإجراء المقابلات الصحفية والتليفزيونية التى سوف تدر عليك دخلا محترما.. فتعوض ما فات.. وتستعيد بعضا من هيبتك التى ضاعت عندما عومت الحكومة  الدولار أو الجنيه.. والله أعلم..!!

نقلا عن مجله روزا ليوسف القاهريهً

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبرراتى للترشح للرئاسة مبرراتى للترشح للرئاسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon