توقيت القاهرة المحلي 05:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مبرراتى للترشح للرئاسة!

  مصر اليوم -

مبرراتى للترشح للرئاسة

بقلم - عاصم حنفي

عومت الحكومة الدولار الأمريكانى.. فأغرقت الجنيه المصرى.. وارتكبت بورصة الطماطم والذرة المشوى.. وخرج علينا الجزارون يفرضون شروطهم.. وارتفع سعر الكهرباء والبنزين ومياه الشرب والسلع والخدمات.. وأصاب الارتباك جميع الأسواق.. وجلست السيدة زوجتى تحسبها بالورقة والقلم.. تضرب وتقسم وتجمع وتطرح.. وغلب حمارها.. فاتخذت قرارها الواضح  والصريح بإعلان الإضراب العام..  والتوقف عن شغل البيت.. والتنحى عن الزعامة المنزلية..  مع تسليم الراية لمحسوبكم  شخصيا.. على اعتبار أننى رب الأسرة وقبطان السفينة ووتد الخيمة.. والمسئول الأوحد عن أمور الصرف والإنفاق.. بوصفى الممول والراعى الرسمى للأسرة الكريمة..!!

 قالت المدام تفسر قرارها المفاجئ.. إنها تحاول وعلى مدى سنوات ضغط المصروفات وضبط الإنفاق.. باستبعاد  الكماليات.. وتقليص الضروريات.. انتظارًا لفرج  قريب..  وحتى الانتهاء من خطط الإصلاح الاقتصادى.. لكن من الواضح أن الأحوال تسير من سيئ إلى الأسوأ.. والإصلاح إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.. فلم تعد المدام تستطيع تدبير شئون الموازنة المنزلية وقد فاض الكيل.. فلم تستوعب التصريحات الوزارية  المتلاحقة عن انفراج الأزمة وتعافى الاقتصاد.. وقالت كيف يتعافى  الاقتصاد والأسعار محلك سر؟!

قالت المدام إن لكل شيء نهاية.. وربط الحزام لا يدوم إلى الأبد.. والتقشف المرحلى لم يحقق ما وعدت به الحكومة.. وخطة الإصلاح قد طالت حبتين.. والدولار المجنون قد طغى وتجبر فى مواجهة الجنيه أفندى المصاب بالأنيميا وفقر الدم.. والذى لا يستطيع مواجهة الدولار فى الأسواق فينهزم بالقاضية  فى كل مواجهة.. بما يعنى أنه لم يعد صالحا للاعتماد عليه فى مستقبل الأيام!

اقترحت المدام مادمت أعمل بالكتابة.. أن أكتب إلى الحكومة أطالبها بصرف  المرتبات بالدولار.. مادامت معظم السلع والخدمات بالسوق المحلية تفضل التعامل بالعملة الأمريكية المتفوقة..
 قالت زوجتى العاقلة إن الحكومة عندما أصدرت قرار التعويم فقد أصدرت معه قرار خفض مستويات المعيشة.. وأنت تنام بالليل وفى جيبك مائة جنيه وفى الصباح تكتشف أنها صارت خمسينا فقط.. أو حتى ثلاثين تبعا لمزاج الدولار.. وطبقا لأسعار الصرف المحلية والعالمية.. بما يعنى أن أحوالك ومستوى معيشتك قد انخفض للنصف.. وعليك أن تدبر أمورك على اعتبار أن فى جيبك مائة جنيه.. فى حين أنها فعلا تحولت إلى خمسين.. وهو ما لا يجوز السكوت عليه!

 قالت المدام بصبر نافد.. إنها قامت فى الماضى ببعض التعديلات الجوهرية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية التى تصورت أنها أزمة طارئة  طبقا لتصريحات حضرة محافظ البنك المركزى الذى بشرنا بالصبر.. فاستغنينا عن اللحم واكتفينا بالفراخ.. ثم تخلصنا من الفراخ بحجة أن اللحم ضار جدا بالصحة.. وانتقلنا إلى الخضروات على اعتبار أننا نباتيون من أنصار الموجة الجديدة فى التعامل مع المعدة.. لكن أسعار الخضار ركبت المرجيحة  وصارت نار يا حبيبى نار.. ولا أتصور أننا يمكن أن نعيش على الماء والذى أخشى أن أسعاره ارتفعت بالفعل فى هوجة الارتفاع العام فى أسعار كل شىء .. من الإبرة للصاروخ!

 قالت زوجتى إن هناك بصيصا من نور فى آخر النفق.. وأنه لكى نهجر تماما معسكر النباتيين .. ونتعامل مع الجزار من جديد.. وندخل مرحلة الهناء والرخاء والرحرحة.. فعلينا بالتفكير خارج الصندوق كما يفعل أصحابنا الاستراتيجيون..

 والحل هو أن ترشح نفسك لمنصب رئيس الجمهورية بعد فتح باب الترشح.. وفى تقديرى أنك لن تنجح أبدا.. لكنك سوف تفوز بلقب المرشح المحتمل.. وهو لقب عزيز فى هذه الأيام..

ولاحظ أن عدد المرشحين محدود محدود يا ولدي.. ولن يرشحك البرلمان الذى صوت كله لصالح رئيس الجمهورية.. ولن يوافق الشهر العقارى على عمل توكيلات لشخصك المتواضع.. ويبقى أن تطرح اسمك وخلاص.. وثم تتفرغ لإجراء المقابلات الصحفية والتليفزيونية التى سوف تدر عليك دخلا محترما.. فتعوض ما فات.. وتستعيد بعضا من هيبتك التى ضاعت عندما عومت الحكومة  الدولار أو الجنيه.. والله أعلم..!!

نقلا عن مجله روزا ليوسف القاهريهً

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبرراتى للترشح للرئاسة مبرراتى للترشح للرئاسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon