توقيت القاهرة المحلي 08:58:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيرياليسون.. كلنا فى الهم قبط..!

  مصر اليوم -

كيرياليسون كلنا فى الهم قبط

بقلم - عاصم حنفي

فور الانتهاء من قراءة الكتاب الوثيقة.. تملكنى حب جارف لأهلى الأقباط.. وقد تفهمت تمامًا مشاكلهم وهمومهم بشكل أفضل.. وعرفت طبيعة ما يحسون به.. وأقر وأعترف وأنا المشغول بالشأن العام.. أننى صرت أكثر علمًا وأعمق فهمًا بالشأن المسيحى فى مصر.

خطورة وأهمية كتاب حمدى رزق الجديد.. أنه ليس كتابًا للأقباط.. وإنما هو للمسلمين أولًا.. المسلم يحتاج للقراءة لكى يتفهم ويدرك ما يحس به الأقباط.. الأخوة فى الوطن من خلال الدراسة الواعية للحال القبطي.. ومن خلال الكم الهائل من المعلومات والوثائق التى يضمها الكتاب.

وذات يوم قال البابا تواضروس عبارة عبقرية: وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن.. ولو أحرقوا الكنائس سنصلى فى الجوامع مع المسلمين.. ولو أحرقوا الجوامع سنصلى مع المسلمين فى الشوارع.

عبارة البابا التى تحمل كثيرًا من روح المحبة للوطن.. فسرها بعض الكارهين للبابا من الأقباط بأنها طمعت الإخوان المسلمين والسلفيين وحرضتهم على منع الصلاة فى الكنائس بالقوة المسلحة.. وصحيح أن هذا حدث.. ولكن ليس بسبب مقولة البابا الذى يعمل جاهدًا حتى لا تكون فتنة وقودها الناس والحجارة.. ما قاله البابا هو تخفيف لحدة التوتر.. وتفكيك لقنابل الفتنة الملغومة.. خشية انفجارها فى وجه الوطن والكنيسة.

البابا الذى احترمته كثيرًا بقراءتى كتاب حمدى رزق، استطاع بذكاء وحرص بالغين أن يحتوى العديد من القضايا الملغومة داخل الكنيسة.. قضية الأحوال الشخصية والتطليق.. وقضية سفره للخارج للعلاج.. والمواجهة مع الحرس القديم والمتشدد.. ثم إصراره على إبعاد الوجوه العابسة عن لقاءاته مع شعب الكنيسة.

وفى التاريخ والجغرافيا يأخذنا حمدى رزق إلى خارج الكنيسة بأسلوب شيق وسلس للتعرف على جذور العداء الإخوانى للأقباط.. ونكتشف أن الإمام حسن البنا الذى حاول أن يبدو معتدلًا.. كان وراء خطاب التطرف الإخواني، وفى رسالة سرية وجهها البنا إلى أعضاء التنظيم المسلح.. طالب فيها أن يحرص المسلم على القرش فلا يقع فى يد غير مسلمة.. ومعنى ذلك إلزام أفراد الجماعة بعدم التعامل مع أى مسيحى أو يهودى من أصحاب المهن والتجارة والصناعة.
فى وقت لاحق وفى عهد أنور السادات يفتى مفتى الجماعة بأن بناء الكنائس لا يجوز فى بلاد المسلمين.. وفى عهد حسنى مبارك طالب المرشد مصطفى مشهور الأقباط بدفع الجزية وعدم الالتحاق بالجيش.

وإذا كان الإخوان فى عدائهم للأقباط متلونين.. فإن السلفيين يجاهرون بالعداء.. وكراهيتهم للأقباط عرض مستمر .. ولا يمر يوم دون فتوى تكفرهم.. وتحرم بناء الكنائس وفرض الجزية.. وتحريم إلقاء السلام وعدم تهنئتهم بأعيادهم.. وتحريم الوظائف عليهم وعدم جواز الاحتفال بشم النسيم وعدم جواز قبول الهدية من النصارى وعدم جواز حضور أفراحهم بالكنائس.. ثم إن تهنئتهم ليست من البر والإحسان.

فقه وكراهية الأقباط ليس مقصورًا على الإخوان والسلفيين وحدهم.. وهناك نفر من الأزهريين المحسوبين على المؤسسة الدينية العريقة.. الأمر الذى يستدعى -كما يقول المؤلف- توسيع زاوية وعدسة الرؤية للكشف عن الخلايا الإخوانية النائمة فى المؤسسة الدينية الرسمية.

 وتمضى فصول الكتاب المهم والكاشف لصديقنا حمدى رزق.. فيحدثنا عن قانون بناء الكنائس.. ويفتح الملف كاملًا.. يحكى عن وقائع وأحداث حقيقية.. ويفسر لك ما خفى من بواطن الأقباط.. يحكى عن الظروف والملابسات.. يحكى عن سيدة الكرم السبعينية التى عراها الشجعان.. ويحكى عن المحافظ القبطى الذى رفض أهل قنا تنصيبه.. يحكى عن مذبحة ماسبيرو وملابساتها.. ويحكى عن الأطفال الأقباط الأربعة الهاربين إلى سويسرا بعد اتهامهم بازدراء الدين الإسلامى لتصويرهم فيديو بسيطًا يسخر من داعش..!

الخلاصة التى تخرج بها من الكتاب المهم فوق العادة.. هى أن الشعب المصرى نسيج واحد.. مهما حاول البعض إحداث الفرقة والوقيعة.. ولا حل لهذا كله سوى بتطبيق حقوق المواطنة بشكل كامل.. وبالتالى يتساوى جميع المواطنين فى الحقوق والواجبات.. لا فرق فى ذلك بين مسلم وقبطي.. وأمام الإرهاب كلنا فى الهم قبط.. لأن الإرهاب أعمى القلب يستهدف الأقباط لحرق قلب المسلمين..

نقلا عن مجله روزاليوسف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيرياليسون كلنا فى الهم قبط كيرياليسون كلنا فى الهم قبط



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon