توقيت القاهرة المحلي 05:25:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم هتف الناس.. ارحل يعنى امشى!!

  مصر اليوم -

يوم هتف الناس ارحل يعنى امشى

بقلم : عاصم حنفي

 أجمل ما فى ثورة يناير أنها أزاحت مبارك عن الحكم بعد 30 سنة مؤبد فى حكم مصر.. والواجب إذن أن نحتفل بمرور سبع سنوات على سقوط الديكتاتور الناعم الذى لم يحاكَم أبدا.. وقد اكتفت الدولة لمحاكمته جنائيا ولم تحاكمه سياسيا مع أنها كانت ثورة.. والثورات تقتضى استدعاء القوانين الاستثنائية فى محاكمة رموز الفساد والإفساد.

محاكمة مبارك تعنى بالضرورة محاكمة أولاده ورموز حكمه.. ومحاكمة الإعلام الذى مهد له الطريق للبقاء فى الحكم دون وجه حق.

وسكة أولاد مبارك كلها مسالك.. هم سبب الفساد والخراب.. وفى معظم دول العالم غير الديمقراطية يتصور أولاد الرئيس أن لهم حصانة فوق حصانة الوالد.. فيمدون أيديهم غالبا إلى المال العام والخاص.. والخيبة أنهم ينغمسون فى شغل السياسة مع البيزنس.. يتحالفون مع الفاسدين من رجال الأعمال.. فينجبون لنا الوزراء على المقاس.. ينفذون طموحاتهم غير المشروعة.. وخذ عندك أحمد عز وإبراهيم سليمان وزكريا عزمى ويوسف بطرس غالى.. ومن قبلهم يوسف والى وكمال الشاذلى وعاطف عبيد.. والقائمة الطويلة من رجال الحكم الذين استحلوا الحرام متحصنين وراء الأنجال.

مبارك الحاصل على درجة الدكتوراه فى العند وإهمال قوى المعارضة كان عجوزا يفضل التعامل مع العواجيز الذين سيطروا على جميع المواقع القيادية فى جميع القطاعات.. وقد صارت مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى يحكمها جيل الأجداد وقد ابتعدت أجيال الأبناء والأحفاد.. لتفسح الطريق لأهل الخبرة من العواجيز غالبا والنتيجة أن حياتنا السياسية والاقتصادية قد أصيبت بالشلل والركود، وتصلب الشرايين وهو المرض الذى نعانى منه الآن بفضل تربعهم على الكراسى لا يغادرونها أبدا.. وقد تجاوز بعضهم السن الافتراضية.. دون أن يحتل جيل الأبناء والأحفاد موقعا واحدا يوحد الله.. وقد خلت الأحزاب السياسية من القيادات النشطة بفعل عوامل الفساد والإفساد.. وعندما تصدى الأولاد لأمور الحكم استعانوا بأجيال شابة تتسم بالفساد ربما كانوا أكثر فسادا من جيل العواجيز.

الخيبة الثقيلة هى أن المناخ الفاسد قد أفرز فصيلا من الإعلاميين يتلونون طبقا لاتجاه الريح.. تقرأ له بالأمس المقالات العصماء عن الاشتراكية الثورية، فتجده فى اليوم التالى إسلاميا متشددا.. تتعامل معه طوال حياته على أنه ناصرى متعصب.. فتكتشف فى ساعة زمن أنه صار مباركيا فلوليا.. وقد ضبطوا بوصلاتهم على مزاج الرئيس وتوجهاته وتوجيهاته.. فإذا قال يمين هللوا وصفقوا.. وإذا قال شمال رقصوا وتحنجلوا.. ولا تستطيع إصلاح أحوالهم أبدا.

أكبر دليل على الإفساد المباركى لرموز النخبة السياسية.. هو ما حدث فى خلال حكم الإخوان.. وقد تحالفت معهم النخبة.. وفى انتخابات مجلس الشعب حينئذ هرول الناصريون بالجملة للانضمام لقوائم الإخوان.. وهم الإخوان الذين عاش عبدالناصر حياته كلها يحاربهم ويكشف أوكارهم.. وعندما تولى حضرة الناصرى المتشدد موقع الوزارة.. مارس الفساد والتربح.. كما يمارسه أعتى الفاسدين فى جميع عهود الحكم!!.

سوف نحتفل إذن بذكرى 11 فبراير.. ذكرى سقوط مبارك وخلعه عن الحكم بعد ثلاثين سنة كاملة.. احتال فيها وعدل دستور البلاد ليظل فى موقعه الأثير.. والغريب يا أخى أنه لم يحاكم سياسيا.. وقد اكتفى المجلس العسكرى بمحاكمته جنائيا عن تهم يسهل التهرب منها بفضل فريق المحامين المحترف.

الخيبة يا أخى أنه لم يقف فى المحكمة على قدميه كما يليق بالمتهمين المحترمين.. وإنما دخل المحكمة على سرير طبى.. رفض الكرسى المتحرك.. رفض الدفاع عن نفسه.. وقد تصور أن مثوله أمام المحكمة فى الوضع النائم سوف يستدر عطف المحكمة وجمهور المتابعين.. فأين كرامتك يا أستاذ.. أين الصلف والغرور.. أين الدكتوراه فى العند.. وقد ارتضيت أن تواجه المحكمة ذليلا مكسورا.. وليس كرئيس دولة حكمها 30 سنة مؤبد.. حتى أسقطتك ثورة يناير العظيمة التى يتنصل منها البعض لأسباب يطول شرحها.

نقلا عن روزاليوسف القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم هتف الناس ارحل يعنى امشى يوم هتف الناس ارحل يعنى امشى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon