توقيت القاهرة المحلي 07:38:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإخوان» وإسرائيل

  مصر اليوم -

«الإخوان» وإسرائيل

بقلم ـ محمد صلاح

بينما كان المصريون يحتفلون بالذكرى الخامسة والأربعين للانتصار في حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973 وعبور قناة السويس كانت المنصات الإعلامية القطرية واللجان الإلكترونية الإخوانية تشارك الإسرائيليين محاولات التقليل من ذلك الانتصار، والتشكيك في نتائج الحرب، وطمس بطولات الجيش المصري بضباطه وجنوده، والسخرية من تضحيات المصريين وتحملهم أهوال الحرب وآثارها ومعاناة الاستعداد للتحرير. في مثل هذا الوقت من كل سنة تنشط الأجهزة الإسرائيلية لمحاولة التخفيف من آثار الهزيمة، وتوجيه اهتمام وسائل الإعلام إلى مسارات أخرى غير عبور القناة وسقوط خط بارليف وقصص بطولات الجيش المصري. واعتاد المصريون، حتى البسطاء منهم، تجهيز ردود وحقائق وشهادات لدحض الادعاءات وكشف الفبركات وفضح الأكاذيب الإسرائيلية في ذلك المجال، وهم يدركون محاولات المهزوم تبييض وجهه بالشوشرة على احتفالات المنتصر، إلا أنهم أيضاً انتظروا من «الإخوان» والدول التي تدعم الجماعة كقطر وتركيا وكل الجهات والمنصات التي يستخدمها «الإخوان» وتنفق عليها قطر أن تتألم وتتوجع وتعاني وهي ترى كل الأموال التي أنفقت للإساءة إلى الجيش المصري، ضاعت هباءً، وكل الجهود التي بذلت على مدى السنوات الماضية لتشويه إنجازات الضباط والجنود المصريين فشلت، بل جعلت المصريين أكثر دعماً لجيشهم الذي حقق الانتصار على الإسرائيليين، واستجاب بعدها بسنوات لثورة الشعب المصري على حكم الجماعة، ويواجه منذ إطاحة محمد مرسي من المقعد الرئاسي إرهاب «الإخوان» وتنظيمات أخرى تحالفت مع الجماعة.

كثيرة تلك الدراسات والأبحاث والشهادات حول تلك الحرب وتفاصيل ما جرى فيها، وكذلك بالطبع نتائجها ومدى تأثيرها في الأوضاع الإقليمية والدولية، لكن «الإخوان» دائماً خارج سياق أي دراسة أو بحث أو شهادة، ولهم مبرراتهم التي تجعلهم يلبون أوامر مرشدهم وينفذون التعليمات حتى لو جاءت مخالفة للتاريخ والجغرافيا والمنطق والعقل. وليس سراً أن عداء «الإخوان» التاريخي للجيش المصري وصل مداه بعدما فقدت الجماعة السلطة والنفوذ والحضور. وتكفي مراجعة ما تبثه المنصات الإعلامية القطرية خلال السنوات الخمس الأخيرة، و «شغل» الذباب الإلكتروني الإخوانجي في الفترة نفسها، لتدرك حجم الإنفاق والعمل من أجل إسقاط القوات المسلحة المصرية دون جدوى. وحين أدركوا فشلهم في تحقيق ذلك الهدف تحولوا إلى السعي نحو تشويه الضباط والجنود بعد التحريض عليهم، وطرح مبررات للإرهابيين في سيناء وغيرها من المدن المصرية.

جاءت الاحتفالات المصرية بذكرى الانتصار وعبور قناة السويس لتذكر الإخوان وداعميهم وكل النشطاء الذين تمتطيهم الجماعة بمدى تقدير المصريين جيشهم وامتنانهم لتضحيات أبنائه.

يحتفل «الإخوان» مع الإسرائيليين كل سنة في ذكرى نكسة 1967، وكلما أتى شهر حزيران (يونيو) يعزف الطرفان سيمفونية التشفي والشماتة وتصفية الحسابات مع الجيش المصري، وحين تأتي بعدها مشاهد تدفق الشباب المصريين على الكليات والمعاهد العسكرية للالتحاق بها تعود المنصات الإعلامية الإخوانية لتعكس مشاعر الحزن والأسى والهزيمة لدى التنظيم. وبغض النظر عن تفاصيل ما جرى في حرب تشرين الأول (أكتوبر) أو وقائع ثورة 30 حزيران (يونيو) ضد حكم «الإخوان»، أو حتى ملحمة مواجهة الإرهابيين في سيناء التي أفضت إلى خفض وتيرة العمليات الإرهابية والعنف هناك، سيظل «الإخوان» يعتبرون الجيش المصري عدوهم الأول، وحائط الصد الذي يحول دون تمكينهم من السلطة ويحرمهم النفوذ، وستظل محاولات التنظيم مستمرة للنيل من كل انتصار حققه الجيش، أو إنجاز يسعى إلى تحقيقه.

تقول القاعدة: «ابحث عمن يكره احتفالك لتعرف من هم أعداؤك»، ودائماً في مصر ومنذ أطاح الشعب المصري حكم «الإخوان» تلتقي الجماعة مع إسرائيل في مناهضة كل ذكرى يفخر بها المصريون وكل إنجاز يخفف من وطأة الحياة على البسطاء من أبناء الشعب المصري، وكل علاج لأمراض ضربت النسيج المصري بسبب الحروب المتتالية التي خاضتها مصر ضد إسرائيل، أو بسبب تغلغل «الإخوان» في ربوع مصر، شرقها وغربها، ثم إرهابهم وتحالفاتهم مع كل طرف يسعى إلى إيذاء الشعب المصري، ولذلك لا نستغرب تحالف «الإخوان» مع إسرائيل ضد كل حدث مبهج للمصريين الذين لا يثقون في إسرائيل أو «الإخوان».


نقلا عن الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإخوان» وإسرائيل «الإخوان» وإسرائيل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon