توقيت القاهرة المحلي 20:29:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فضحتهم مريم!

  مصر اليوم -

فضحتهم مريم

بقلم : محمد صلاح

 لم تكن الفتاة المصرية مريم عبدالسلام (18 سنة)، التي فقدت حياتها في جريمة عنصرية، إثر تعرضها لاعتداء من فتيات في أحد شوارع مدينة نوتنغهام البريطانية، ناشطة حقوقية حتى تنتفض منظمات مصرية أو غربية للدفاع عن حقها في الحياة، أو تدين تعرضها للموت، كما أنها لا تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، حتى تُجيّش القنوات التي تُبث من الدوحة ولندن وإسطنبول مذيعيها وبرامجها وأفلامها الوثائقية، وحتى إعلاناتها، من أجل عرض قضيتها والتشهير بالمعتديات عليها والتنكيل بالدولة التي تقيم فيها، كما أنها ليست معادية للسيسي، ولا تاريخ لها في التظاهر ضده، ولم ترفع يوماً علامة رابعة أمام العدسات والمصابيح، ولذلك لم يهتم الإعلام الغربي بالقصة، ولم تفرد لها صحف أميركية أعمدة أو صفحات، حتى في بريطانيا ظلت تغطية الحدث باهتة، فمريم ليست الفتى الإيطالي رجيني حتى يذهب النشطاء والنخب وثورجية الفضائيات إلى سفارة بلدها ليحتجوا على ما جرى لها، كما فعلوا أمام السفارة الإيطالية في القاهرة، كما أنها ليست السائح البريطاني أدريان كينغ الذي تُوفي بعد نقله إلى مستشفى في مدينة الغردقة المصرية، فأمسك الإعلام المحلي المصري ونجوم برامج التوك شو بمعاول التجريح، وغلّظوا حناجرهم أمام الكاميرات ليهاجموا النظام الصحي في بلدهم، ويصوبوا سهامهم إلى أجساد المسؤولين ويدينوا قسوة الأطباء وظلم المستشفيات، حتى وسائل الإعلام البريطانية لم تتعامل مع مأساة مريم كما تعاملت مع واقعة اختفاء الفتاة زبيدة، التي ادعت والدتها اختفاءها قسرياً وتعرضها للضرب والتعذيب، ثم ثبت أن الأم تكذب خدمة للإخوان والدول والجهات التي تدعمهم، وأن الفتاة تزوجت بعدما دخلت في خلاف مع أمها، وفرت من المنزل وأقامت مع زوجها بعيداً عن أمها.

مريم مجرد طالبة مصرية كانت تعيش مع أسرتها الصغيرة في بريطانيا، وتحديداً في مدينة نوتنغهام منذ أربع سنوات، تعرضت للضرب والسحل يوم 12 آذار (مارس) الجاري بواسطة عشر فتيات في أحد الشوارع المزدحمة بالمارة، ولما أفلتت منهن إلى إحدى حافلات النقل، تتبعنها وواصلن ضربها، حتى فقدت الوعي. نُقلت مريم إلى المستشفى في حال خطرة وخضعت لجراحات عدة، وسط إهمال طبي، وفق أسرتها، التي قالت إن الأطباء أبلغوهم بخطأ في التشخيص المبدئي لحالتها، ما استدعى مزيداً من الجراحات، وانتهت المأساة بوفاتها مساء الأربعاء الماضي.

أوقفت الشرطة البريطانية فتاة واحدة من المعتديات على مريم، لكنها حسب محامي الضحية، رفضت الاعتراف بالواقعة، ووفقاً للقانون هناك لم تُسجن كونها «قاصراً»، فوضعت تحت الإقامة الجبرية. لم يصدر رد فعل من جانب أوساط وجهات ملأت الدنيا ضجيجاً ولطماً وصراخاً إذا ما جرى توقيف إرهابي أو ناشط أو حقوقي، بينما ساد الغضب الأوساط المصرية شعبياً ورسمياً كون الحادث مُسجلاً بعض تفاصيله بكاميرا مراقبة، ورغم ذلك لم يتم ضبط الجناة. وحسب الأسرة فإن الاعتداء على مريم ليس الأول، إذ كانت تعرضت وشقيقتها ملك (15 عاماً) لاعتداء مماثل قبل 4 شهور، من قبل فتاتين من ضمن الجناة في الواقعة الأخيرة نفسها، وحررت الأسرة محضراً بالواقعة لكن شيئاً لم يحدث.

لم تكن الحادثة هي الأولى، والمؤكد أنها أيضاً لن تكون الأخيرة، فالاعتداءات العنصرية ضد ذوي الأصول العربية لن تنتهي، لكن مأساة مريم فضحت كل الدول والمنظمات والمراكز والجمعيات والجهات والأحزاب والنخب السياسية وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، وفضائيات الإخوان وسياسيين يتم تحريكهم عن بُعد من مراكز تدفق الأموال في الدوحة وإسطنبول وعواصم غربية، من أجل تغييب حقوق مصر والمصريين في العيش، وفي الوقت نفسه ضمان حقوق الإنسان «الإخواني» في ممارسة التخريب ونشر الفوضى وحرق الأخضر واليابس والفوز بالسلطة ولو على جثة الوطن.. والمواطنين!

نقلاً الحياة اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضحتهم مريم فضحتهم مريم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:59 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند
  مصر اليوم - تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 15:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يختار نجمه المفضل لجائزة الكرة الذهبية 2024

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

اتفاق رباعي علي خارطة طريق لإيصال الغاز إلي بيروت

GMT 06:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الشكشوكة التونسية

GMT 19:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل العثور على "سوبرمان هوليوود" ميتاً في صندوق

GMT 04:38 2019 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تعرفي على 9 موديلات مميزة لتزيّني بها كاحلكِ

GMT 22:22 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

مستوى رمضان صبحي يثير غضب لاسارتي في الأهلي

GMT 04:46 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

إليكِ أفكار سهلة التطبيق خاصة بديكورات المطابخ الحديثة

GMT 02:17 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

مناظر خلابة ورحلة استثنائية في جزر فينيسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon