بقلم - محمد صلاح
انتهت عملية اقتراع المصريين المقيمين في الخارج في الانتخابات الرئاسية، وضربت بقوة كل الجهات التي دعت إلى المقاطعة، وكان وقعها بعد مشاهد الإقبال الكبير على لجان الاقتراع كالصاعقة، خصوصاً مع إصرار المقترعين على ترديد أغنية الصاعقة التي ذاع صيتها أخيراً، وتحتوي كلماتها أسماء شهداء سقطوا في المواجهات مع «داعش» و «الإخوان».
عموماً سيُجرى الاقتراع داخل البلاد أيام 26 و27 و28 الجاري، ووفقاً للإجراءات الدستورية فإنه في حال الإعادة تُجرى الانتخابات في الخارج أيام 19 و20 و21 نيسان (أبريل) المقبل، وفي الداخل أيام 24 و25 و26 من الشهر ذاته. المشهد السياسي المصري يشير إلى أن البلد استقر، ويمارس المصريون حياتهم في شكل طبيعي، على رغم كل المحاولات التي جرت لإعادة توجيه رياح ربيع آخر في اتجاه مصر، وتسميم حياة الناس مجدداً، وإعادة العجلة إلى الوراء. انطلقت الحملات الانتخابية في 24 شباط (فبراير) الماضي وحتى 23 آذار (مارس) الجاري، وبدأ الصمت الانتخابي في الداخل قبل الاقتراع بيومين. ووفقاً لقانون الانتخابات سينتهي في 29 آذار الجاري فرز بطاقات الاقتراع في اللجان، لتتلقى الهيئة العامة للانتخابات الطعون في قرارات اللجان العامة لمراكز الاقتراع في 30 آذار، والبت فيها يوم الأول من نيسان، لتعلن النتيجة الأولى في اليوم التالي، وسمح بيومين للطعن على النتائج أمام القضاء، ليفصل فيها قبل 14 نيسان. هناك بالطبع سيناريو افتراضي إذا لم يحصل أحد المرشحين على النسبة المطلقة (50 في المئة + واحد) إذ تبدأ الحملة الانتخابية في جولة الإعادة من منتصف نيسان ولمدة 9 أيام، على أن يُجرى التصويت في الخارج أيام 19 و20 و21 نيسان، وفي الداخل أيام 24 و25 و26 نيسان، لينتهي فرز الأصوات في اليوم التالي، على أن تتلقى الهيئة أية طعون على العلمية يوم 28 نيسان، قبل البت فيها في غضون يومين، ثم تعلن النتيجة النهائية مطلع أيار (مايو) المقبل.
يحتاج المتابعون للشأن المصري بعض التفاصيل الخاصة بالعملية الانتخابية، خصوصاً أنهم يتعرضون لمنصات «الإخوان» الإعلامية والقنوات التي تبث من الدوحة وإسطنبول ولندن، وفيها من الأكاذيب ما يفوق الحقائق، والفبركات ما يتجاوز الواقع، وبين التفاصيل أن الهيئة العليا للانتخابات أقرّت قواعد لتنظيم متابعة الإعلام ومنظمات المجتمع المدني الانتخابات، أبرزها التزام المتابعين تعليمات القضاة داخل اللجان، وعدم الحضور فيها لأكثر من نصف ساعة، مع عدم التدخُّل في سير العملية الانتخابية.
عموماً لن تكون المنافسة في الانتخابات شديدة بل محدودة للغاية وحظوظ السيسي في الفوز محسومة، وإن كان مؤيدو الرجل حريصين على إظهار مدى شعبيته نكاية في «الإخوان» وكل الدول والجهات التي تدعمهم، وليس كما يعتقد البعض من أجل تحسين صورة بلدهم في الخارج، فهم أدركوا أن الغرب لن ينفعهم وأن منظمات ومراكز وجهات غربية تستهدف بلدهم، وهم يتابعون الآن كيف يتصارع الغرب على الفوز بما تبقى من ثروات، أو حتى أراضٍ، لدول عربية ضربتها الثورات بتشجيع غربي! لكن الصخب سيكون كبيراً، والضجيج سيكون عالياً بالطبع لدى اللجان الإلكترونية الإخوانية وبعض وسائل الإعلام الغربية المخترقة إخوانياً.
وبغض النظر عن أعداد المشاركين في عملية الاقتراع، ومحاولات الجهات الداعمة لـ «الإخوان» التقليل من شأن الانتخابات أو الإساءة إليها. ومؤكد أن طوابير المقترعين أمام مقار السفارات المصرية في الخارج سبّبت ألماً وأوجاعاً شديدة لـ «الإخوان» وأعداء الدولة المصرية، كما أن الحشود أمام اللجان حين تبدأ مرحلة الانتخابات داخل مصر ستزيد من محنة الجماعة، لكن الأهم أن مصر تجاوزت مرحلة «الإخوان» وخطر الفوضى ومحنة الربيع العربي، وباتت المسافة بينها وبين الإخوان ومن يحترمونهم بعيدة جداً، فلم تعد تؤثر فيها أو في المصريين الدعايات السوداء أو قذائف المنصات الإعلامية الإخوانية، أو حتى دموع وبكاء عناصر الجماعة على المحنة التي أدخلوا أنفسهم فيها... فالمصريون تجاوزوا تلك المرحلة، ولم يعد يؤثر فيهم إرهاب «داعش»، أو عنف «الإخوان»، أو حتى دموعهم!
نقلا عن الحياه اللندنيه