توقيت القاهرة المحلي 21:51:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإخوان» وعائلة مبارك

  مصر اليوم -

«الإخوان» وعائلة مبارك

بقلم ـ محمد صلاح

لم يكن أحد يتصور أن يأتي يوم يرفع فيه "الإخوان" لواء الدفاع عن نظام الرئيس السابق حسني مبارك، والحديث عن شعبية يحظى بها نجلاه علاء وجمال، والتغني بالحرية التي كان المصريون عموماً و "الإخوان" خصوصاً يتمتعون بها في عهده! لكن المتابع لتصرفات وسياسات "الإخوان" منذ ثورة الشعب المصري على حكم محمد مرسي يدرك تماماً أن تلك جماعة تغير مواقفها وتحالفاتها وولاءاتها بحسب مصالحها، ويعرف أن المسألة لا علاقة لها بطبيعة حكم مبارك، أو بما جرى خلال ثلاثة عقود حكم فيها الرجل مصر، أو بما إذا كان نجلاه علاء وجمال يتمتعان بالفعل بشعبية وحضور في الشارع المصري أولاً، وإنما الجماعة تستغل واقعة القبض مجدداً على الاثنين، على خلفية اتهامات يواجهانها مع ثلاثة آخرين في قضية عُرفت إعلامياً باسم "التلاعب بالبورصة" تنظر أمام القضاء منذ سنوات ولم يحكم فيها بعد، فالتنظيم دأب في حربه ضد مصر والمصريين على استخدام كل حدث، أو قرار أو إجراء أو واقعة أو حتى كارثة، لإثارة الفوضى في البلاد لعلها تكون مدخلاً لمناخ يسمح لـ "الإخوان" بالعودة مجدداً إلى واجهة الأحداث، وإن لم يكن فعلى الأقل أن يعاني المصريون فوضى وارتباكاً، ويدفعون ثمن إطاحتهم حكم الجماعة!!

قضية علاء وجمال مبارك أمام القضاء الآن، ولا يصح الدخول في تفاصيلها إلى أن يتم الفصل فيها، لكن المؤكد أنه في حال حصول الاثنين على البراءة فإن المنصات الإعلامية الإخوانية والقنوات التي تنفق عليها قطر وتبث من الدوحة ولندن وإسطنبول واللجان الإلكترونية للتنظيم، ستلعب على وتر سطوة مبارك ونجليه وتمتعهما بالنفوذ حتى الآن، أما إذا قضي بإدانتهما فالطبيعي أن تغير تلك المنصات البوصلة لتتجه إلى اللعب على إيقاع خوف السيسي من شعبية علاء وجمال، أو حتى مبارك نفسه!! المهم لدى "الإخوان" تسويق نظرية مفادها أن الحكم في مصر يخشى من أي شيء، أو أي شخص، أو أي جهة، أو أي دولة!! راجع مواقف "الإخوان" تجاه الفريق سامي عنان أثناء أعاصير الربيع العربي، والجهود التي بذلوها بعد توقيفه من أجل استغلال الموضوع لإثارة ضجة أو فوضى من دون أن تستغرب، فالتنظيم نفسه الذي يدين الإرهاب يرتكبه! والجماعة ذاتها التي سعت إلى حكم مصر ونالته، تسعى، على مدى خمس سنوات، إلى هدم البلد على من فيه.

عموماً لن تكون قصة علاء وجمال مبارك الوحيدة التي يسخر المصريون الآن من موقف "الإخوان" منها، فكل مسؤول ترك موقعه في عهد السيسي خصصت له مقالات وبرامج وصفحات إلكترونية وجيش "الإخوان" أنفسهم من أجل الإيحاء بأن السيسي انقلب عليه أو يخشاه أو يخاف منه!! وكأن على الحكم في مصر أن يبقي وزراء ومحافظين ومسؤولين من دون تغييرهم، علماً بأن الباقين في مواقعهم في الحكم لا ينجون من هجوم "الإخوان" وقذائف منصات الجماعة، لأن السيسي يخشى من أن يبعدهم عن مواقعهم!! عليك هنا أن تتخيل أن إقدام قناة تلفزيونية على إلغاء برنامج لمذيع، أو مذيعة، موضوع يحظى باهتمام الإخوان، وأن غياب هذا المذيع أو تلك المذيعة يعني لدى "الإخوان" أن السيسي يتخلص من إعلامه، أو انقلب على مؤيديه!!

يواجه الحكم في مصر حرباً ضروساً ضد الإرهاب، وتمكن من خفض وتيرة العمليات الإرهابية وإجهاض مخطط خطير لتحويل سيناء إلى إمارة إرهابية ولم يلجأ إلى مهادنة الإرهابيين أو محاولة التوصل معهم إلى قواسم مشتركة. وينفذ السيسي برنامجاً طموحاً للإصلاح الاقتصادي، بالتزامن مع مشاريع قومية عملاقة، وإعادة تأسيس بنية أساسية متهالكة، وهيكلة منظومة الدعم من دون أن يخشى ردود الفعل الشعبية، أو يتراجع عن المضي في تطوير الدولة، وأصدر القضاء المصري أحكاماً بالإعدام والمؤبد في حق كبار قادة "الإخوان" وجماعات إرهابية أخرى. تلك حقائق يدركها الناس في مصر، بينما "الإخوان" يحاولون إقناع الناس بأن السيسي يخشى شعبية علاء وجمال!!

من المؤكد أن مبارك يحظى بمحبين من المصريين، وكثيرون يقدرون حرصه على بلده، وتنازله عن السلطة، وتحمله الإجراءات القضائية التي طاولته وأبناءه، إضافة بالطبع إلى دوره التاريخي في سلاح الطيران، لكن كل ذلك لا يهم "الإخوان" أو قطر أو تركيا، أو أي جهة تتآمر على مصر، فالمهم بالنسبة إليهم الصيد في كل مياه عكرة، وتشويه أي شخص أو جهة أو دولة ترى في "الإخوان" جماعة إرهابية وترصد أي واقعة لإرباك المشهد المصري، الذي صار أكثر بياضاً من دون "الإخوان".

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإخوان» وعائلة مبارك «الإخوان» وعائلة مبارك



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon