توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"فتة" المصريين وحلم "الإخوان" السريلانكي!

  مصر اليوم -

فتة المصريين وحلم الإخوان السريلانكي

بقلم - محمد صلاح

ابتهج "الإخوان المسلمون" في العالم كلّه وعبّروا عن سعادتهم بتطورات الأحداث في سريلانكا، بل تمنوا أن تتكرر في مصر وبشروا بعضهم بعضاً بأن ما جرى هناك يمنحهم الأمل في أن تفضي الحملات المتواصلة لـ"الإخوان" ضد الحكم في مصر الى عودة التنظيم مجدداً الى السلطة. فات عناصر ذلك التنظيم الإرهابي أن سيناريو كولومبو حدث بالفعل في القاهرة، مع بعض التغييرات، عندما ثار الشعب المصري ضد حكم محمد مرسي، وأحاط بقصر الاتحادية الرئاسي، وأطاح مكانة مرشد "الإخوان" ومكانه أيضاً في قلعة التنظيم بهضبة المقطم.

واللافت أن احتفالات "الإخوان" بالفوضى في سريلانكا تزامنت مع احتفالات مصر بذكرى الإعلان عن إزاحة مرسي عن المقعد الرئاسي في اليوم الذي أطاح أحلام الجماعة وخططها على مدى عقود في الخروج من الكمون إلى التمكين.

محنة "الإخوان" ليست مع الأنظمة الحاكمة والحكومات، وإنما صارت مع شعوب احترقت بنار حكم الجماعة وتسلطها وديكتاتوريتها ورغبتها في القضاء على معارضيها، واستخدام الدين لقتل الإبداع والحرية. ومنذ ذلك اليوم يسعى "الإخوان" وكل الجهات التي تناصرهم إلى محو الذكرى أو تحويلها إلى مناسبة للبكاء على الديموقراطية التي ضاعت والرئيس الشرعي الذي سُجن والرخاء الموعود الذي ضاع أدراج الرياح!

ولم يفوت التنظيم فرصة لنشر الفوضى من دون أن يسعى الى اغتنامها، فتحول عناصره الى معاول هدم ونشر للخراب ودعم للإرهاب، بينما منصات التنظيم وقنواته لا تتوقف عن محاولة إحداث الوقيعة بين مصر وأشقائها، خصوصاً في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ليس فقط لكون الدولتين ساندتا مصر ودعمتا خيار الشعب المصري عقب ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013، ولكن أيضاً لأن كلاً من الرياض وأبو ظبي تشاركان، بأشكال مختلفة، في دعم جهود التنمية المصرية وتضخان استثمارات ضخمة في السوق المصرية بما يخرب خطط "الإخوان" ويكشف مزاعم التنظيم عن مناخ الاستثمار في البلاد ويدحض آمال الجماعة بمجاعة لم تتوقف عن التسويق لحدوثها في مصر.

بينما تنطلق مصر لتداوي أوجاع الربيع العربي وآثاره وتسعى للخلاص من الإرهاب ودماره، وتجاوز مرحلة "الإخوان" وتداعيات حكم الجماعة لمدة سنة كاملة، لم تشهد فيها مصر، على مدى تاريخها الطويل، فساداً أو فوضى أو ارتباكاً أو اهتراءً كما حدث لها في تلك السنة، يبحث التنظيم الإرهابي عن نماذج للفوضى يسوقها بين أعضائه ليمنحهم أملاً في سقوط الحكم في مصر وعودة الفارين من عناصر الجماعة خارج مصر الى داخلها وخروج مرشد الجماعة ورموزها من السجون ليحتلوا مجدداً مواقع السلطة ومفاصل النفوذ.

لم ينتبه "الإخوان" الى أن تسويقهم للحلم السريلانكي لم يلفت انتباه المصريين الذين انشغلوا مع أيام عيد الأضحى المبارك بجدل احتل مساحات واسعة من مواقع التواصل الاجتماعي حول نوع "الفتة" الأنسب في العيد، وتسابق فريق منهم في سرد فوائدها مع الثوم والخل بينما حشد الفريق الآخر أدلة على مذاقها الطيب إذا خلطت بالصلصة من دون الثوم والخل!

ليست سريلانكا أول نموذج ولن تكون الأخير من دون أن يصارح قادة "الإخوان" عناصرهم بأن الشعب المصري الذي ثار ضد حكم التنظيم رفضاً لـ"أخونة" الدولة وحرصاً على هوية الدولة المصرية وثقافتها وتاريخها وتراثها واعتراضاً على أعمال القتل والتخريب وقمع المعارضة، أصر على إطاحة محمد مرسي من المقعد الرئاسي ونزع السلطة من جماعة "الإخوان"، ولا يزال على موقفه من ذلك التنظيم الذي ظل كامناً لعقود ثم انتفض مع رياح الربيع العربي محاولاً التهام الدولة والانطلاق من مصر للهيمنة على الدول المحيطة والسطو على مقاليد الحكم فيها.

ورغم أن العقد الأخير شهد عشرات أو قل مئات المحاولات والمؤامرات، ومورس خلاله التحريض من أجل دفع الشعب إلى ثورة جديدة، أو خداعه بأخبار كاذبة وهاشتاغات مفتعلة ووقائع مفبركة وأموال لا حصر لها تم إنفاقها لإقناعه بتغيير موقفه ليقبل بـ"الإخوان" في المشهد السياسي، لكن دون جدوى، حتى أن غالبية الأطراف التي دعمت التنظيم وساندته ووقفت خلفه، منذ ضرب الربيع العربي المنطقة، وحملته ليجلس على قمة هرم السلطة في مصر، تراجعت علناً عن مواقفها بعدما ظلت تضرب رؤوسها في حائط صعب وتحرث في الماء وتنتظر ثورة لم تحدث!

حقائق الأمور على الأرض والمنطق وموازين القوى محلياً وإقليمياً ودولياً لا تشير أبداً إلى إمكان عودة "الإخوان" إلى الحكم مجدداً، رغم وجود أطراف إقليمية ودولية لا تزال تساندهم، وتقدم دعماً معنوياً ولوجستياً وتحتضن رموز الجماعة وتمنحهم الإقامات وحرية الحركة وتجهز لهم الاستديوات والقنوات، وكذلك تنفق الأموال، ليس فقط على الآلة الإعلامية للجماعة، ولكن أيضاً لدعم كل نشاط يضر بمصر، فتذهب الأموال إلى منظمات إرهابية ووسائل إعلام غربية ومنظمات حقوقية أجنبية ومراكز بحثية دولية، لتمكينها من صنع صورة انطباعية سلبية عن مصر والحكم فيها.

مرت محاولات "الإخوان" للتخريب من دون جدوى، وهم لا يزالون، وحلفاؤهم، يخرجون من فشل إلى آخر، ومن هزيمة إلى أخرى، ويعتقدون أن "جماعتهم" في مصر تمر بمحنة ستخرج منها قريباً لتعود إلى مقاعد الحكم والسلطة!

أما شعب مصر فقد وعى الدرس جيداً ولن يخرج في أي ثورة مستقبلاً، مهما كانت معاناته، إلا للاعتراض على عودة "الإخوان" إلى المشهد أو لرفض التغاضي عن جرائم تنظيم سعى ويسعى وسيظل، إلى هدم الدولة المصرية على من فيها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتة المصريين وحلم الإخوان السريلانكي فتة المصريين وحلم الإخوان السريلانكي



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon